في البداية نهنئ كل المسلمين على وجه هذا الكوكب بمناسبة مولد النور والرحمة المهداة من الله رب العالمين وهو النبي الامي وسيد الرسل والانبياء محمد بن عبد الله عليه صلاة الله وعلى اله الطاهرين في كل وقت وحين من يومنا هذا وحتى قيام الخلق من الاجداث لله رب العالمين في يوم الدين. لا ادعي أنى بمقال كهذا قادر على تحليل كل ما جاء في خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد المسيرة القرآنية وقائد الثورة الشعبية السلمية العادلة، نظرا لان خطاب السيد طويلا ومسترسلا، ولان الخطاب تناول الكثير من القضايا الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية الهامة، مما يجعل من الصعب على أي باحث مهما نت موهبته تسليط الضوء على كل ما جاء في الخطاب، ومن خلال مقال محدود كهذا. لذا رأيت انه من المناسب تناول النقاط الخمس التي وردت في خطاب السيد وما تلاها من مضامين أخرى على النحو التالي: انطلق السيد في خطابه وهو يتناول النقاط الخمس من خلال المبادئ والقيم الرسالية للرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم، وهذا يعكس الارتباط الوثيق بين السيد وجده المصطفى صلى الله عليه واله وسلم، كما يعكس حرص السيد على الاقتداء والاقتفاء لأثر الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم كقائد وقدوة ومثل اعلى يجب علينا جميعا اتباعه والسير على هداه ومنهجه ونحن نتحرك في تفاصيل حياتنا اليومية وفي مواجهتنا لأعداء الله أعداء الإسلام اعداؤنا كأمة مسلمة. أولا: اكد السيد في النقطة الأولى من خطابه على ضرورة ان تتحمل الامة الإسلامية لمسؤوليتها في مواجهة الخطر الداهم عليها من الغرب بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا، حيث ان الامر قد بلغ حدا لا يطاق في الكثير من الدول العربية والإسلامية وما تعانيه امة الإسلام من استباحة لحرماتها واهانة لسيادتها وتدخلات سافرة في شؤنها الداخلية واعتداءات مباشرة على أبناء الامة الإسلامية وسفك دماء أبنائها واشعال الحروب والفتن الداخلية بين طوائفها ومكوناتها الاجتماعية فضلا عن نهب خيراتها وثرواتها وافقار وتجويع شعوبها لضمان بقائها امة ضعيفة ممزقة ومنهكة ومجردة من كل عوامل القوة يسهل السيطرة عليها واخضاعها أطول فترة ممكنة من الزمن. ثانيا: تناول السيد في النقطة الثانية قضية فلسطين، معطيا القضية الفلسطينية أهمية بالغة في ترتيب الأولويات والقضايا الهامة التي تشغل بالغ السيد وتمثل هاجسا وطنيا ودينيا واستراتيجيا بالغ الأهمية في فكر السيد ووعيه وادراكه لطبيعة الصراع مع أعداء الإسلام، فقد دعى الجميع أي العالم الإسلامي برمته للتعاون وبذل اقصى الجهود لنصر فلسطين كونها لا تخص الفلسطينيين وحدهم وانما تخص المسلمين جميعهم وتلك هي ثقافة قرآنية نص عليها القران الكريم في الكثير من آياته كما انها سنة محمدية اصيلة وظاهرة في الاحاديث الصحيحة المتواترة وفي السيرة النبوية العطرة على صاحبها واله افضل الصلاة واجل التسليم، لذلك نجد السيد يتجاوز الأنظمة الرسمية الحاكمة والمتآمرة على فلسطين مع إسرائيل وامريكا، ويخاطب الشعوب الإسلامية مباشرة لتقديم الدعم والمساندة والنصرة بكافة اشكالها للمقاومة الإسلامية في فلسطين والمقاومة الإسلامية اللبنانية، لان إهانة المقدسات الإسلامية في فلسطين إهانة لكل المسلمين والاعتداء على الفلسطينيين هو اعتداء على جميع المسلمين، وهذه الفلسفة السياسية والفكر السياسي لدى السيد انما يعكس الثقافة القرآنية التي اكتسبها السيد من والده العالم الزاهد والفقيه المجاهد السيد/بدر الدين الحوثي رحمة الله عليه ومن أخيه السيد القائد الشهيد/حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه. ثالثا: في النقطة الثالثة تناول السيد في خطابه أهمية الدور الجهادي الذي يقوم به حزب الله اللبناني ضد العدو اللدود للعالم العربي والإسلامي، باعتبار ان حزب الله يقدم تضحيات كبيرة وجسيمة وهو يقاوم عدو المسلمين جميعا وهو العدو الإسرائيلي بمفرده وربما بدعم من القلة القليلة من المسلمين بينما الغالبية العظمى حكومات وأنظمة الدول العربية والإسلامية تساند العدو الإسرائيلي او تقف موقف المتفرج وهو ما يعد خذلانا لحزب الله اللبناني، بل ان الامر وكما يعلم الجميع وصل الى درجة خطيرة من الخذلان العربي والإسلامي لحزب الله ومناصرة العدو الحقيقي لكافة العرب والمسلمين إسرائيل، من خلال الدعم السري والعلاقات السرية بين إسرائيل والكثير من الحكومات العربية والإسلامية او من خلال إقامة علاقات دبلوماسية علنية مع إسرائيل رغم الاحتلال والعدوان اليومي على الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين، كما ان السيد أشار في هذه النقطة الى قضية مهمة وهي حملات التشويه والتشنيع والتقبيح التي تشنها وتمارسها جهات عربية وإسلامية ضد المقاومة الإسلامية اللبنانية حزب الله، رغم ان تلك الحملات التشويهية تخدم العدو الإسرائيلي وتصيب الامة الإسلامية بالأذى الصميم، وهذا لا يجوز ولا ينبغي ان يكون اطلاقا، لأنه بطبيعة الحال حرب على الله ورسوله والمسلمين، كما ان السيد أراد من خلال هذه النقطة تعرية المنافقين من العرب والمسلمين جوقة العملاء والخونة ممن يملون ويحرضون ويضللون الشباب المسلم ويدفعونهم الى قتال حزب الله تحت مبررات شيطانية باسم الدين الإسلامي، والحقيقة ان هؤلاء يقدمون اكبر خدمة للعدو الإسرائيلي بمحاربتهم حزب الله الذي يقاوم ويجاهد العدو الحقيقي للمسلمين والعرب وهو الكيان الإسرائيلي. رابعا: تناول السيد في هذه النقطة اهم واخطر مؤامرة يتعرض لها العالم العربي والإسلامي باسره وهي مؤامرة الفتنة الطائفية واشعال الحروب الاهلية بين أبناء الامة الإسلامية من خلال أدوات الغرب وعملائهم المسمى تنظيم القاعدة والقوى التكفيرية التي تمثل حاضنة اجتماعية خطيرة على مستقبل امن واستقرار ونماء الامة الإسلامية، حيث صوب السيد سهامه الخارقة على مكامن الخطر الكبير الذي يستهدف الامة الإسلامية بزرع جذور الفتنة الطائفية من خلال تقوية القوى التكفيرية داخل أوساط الامة الإسلامية كونها خطر على الدين الإسلامي برمته، لان التكفيريين خطر داهم وساحق على السنة رغم انهم يدعون دفاعهم عنهم، قبل ان يكونوا خطر على الشيعة كما يدعون ويزعمون، لقد كز السيد في هذه النقطة على ان الغرب يستخدم التكفيريين كأدوات لمشاريعه الخارجية ضد المسلمين ومنها تشويه الإسلام من خلال الجرائم الوحشية التي يرتكبها التكفيريين بحق الأبرياء باسم الجهاد واسم الإسلام، وكذلك ضرب المسلمين من الداخل في حروب داخلية تمزق الامة وتضعفها، إضافة الى استنزاف خيرات الامة وثرواتها وتبديدها فيما يضر الامة ويدمرها، كما ان السيد أشار الى نقطة في غاية الأهمية وهي المليارات من الدولات التي تنفق وتعطى لهذه الجماعات من خيرات وثروات الامة، ولو ان تلك الأموال أعطيت للمقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية الإسلامية حزب الله لكان الامر قد تغير ولكانت إسرائيل في خبر كان، وفي ختام النقطة الرابعة من خطاب السيد نجده يؤكد على افشال المؤامرة التي تستهدف المسلمين جميعا داعيا الشرفاء من أبناء الامة الإسلامية الى تفويت المؤامرة وافشال مخططات الأعداء من خلال تقوية وتدعم روابط المحبة والاخاء بين أطياف الامة الإسلامية ومذاهبها ومكوناتها الاجتماعية عن طريق نشر الوعي الإسلامي الحقيقي الذي يجسد الثقافة القرآنية والنور والرحمة المهداة للعالمين سيدنا وقائدنا وزعيمنا وشفيعنا محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأيضا عن طريق فضح زيف جوقة العملاء والخونة وضلالهم وتخبطهم وخدمتهم لأسيادهم أمريكا وإسرائيل ومن تحالف معهم. خامسا: نلاحظ ان السيد خصص النقطة الخامسة والأخيرة لبلادنا اليمن وهو ما يعكس ترتيب الأولويات في ذهن وفكر السيد، حيث أولى اهتماما خاصا للقضايا التي تهم وتمس الامة العربية والإسلامية مرتبا أيها حسب أهميتها وهو ما يعكس الوعي السياسي والفكري والديني لدى السيد حيث غلب القضايا الإسلامية الجمعية المصيرية التي يتوقف عليها نهوض الامة الإسلامية باسرها ثم تدرج في تناول تلك القضايا حسب أهميتها حتى وصل أخيرا الى الشأن المحلي اليمني مطالبا كافة القوى السياسية والوطنية الى التعاون فيما بينها لوقف استباحة السيادة اليمنية ووضع حد للاعتداءات الامريكية على اليمن وقتل اليمنيين في عقر دارهم عن طريق الطائرات والبارجات، كما دعى السيد الى طرد جنود المارينز من الأراضي اليمنية كون وجودهم يمثل انتهاكا صارخا للسيادة اليمنية، فضلان عن كونه يمثل عامل تهديد خطير للأمن والاستقرار في اليمن معتبرا هذه القضية مسؤولية الجميع وليس لاحد التنصل او التهاون او التخاذل بشأنها وانما هي مسؤولية الجميع. وفي الشأن المحلي أيضا أكد السيد على مد يد الاخوة والمحبة والتعاون مع الجميع ومن دون استثناء لاحد من اجل خدمة المصلحة الوطنية ومن اجل امن واستقرار اليمن، وبهذا نقول ان السيد قد أسقط الحجج والذرائع التي تزعم ان الحوثيين يرفضون الحوار والتفاهم والشراكة مع الاخرين وها هي الكرة الان في ملعبهم فليمدوا اياديهم ان كانوا صادقين ويكفي اللف والدوران والتحايل او التذاكي على الاخرين. وفي خضم تناول الشأن المحلي شدد السيد في خطابه على ضرورة الإسراع في المصالحة الوطنية لسد ما اسماها السيد منافذ الشر والفتن على المتربصين ومثيري الأحقاد والضغائن الذين يريدون لبلدنا ان يبقى في دوامة العنف والصراعات والحروب الداخلية، وهذا الوعي ان دل على شيف انما يدل على جديدة السيد في ترتيب الأوضاع الأمنية اليمنية وصولا الى ترتيب البيت اليمني بشكل كامل وبما يحقق العدالة للجميع. وفي اطار النقطة الخامسة يؤكد السيد في خطابه ان ما قام به انصار الله في الأيام الماضية لم يكن ضد أي قبيلة او حزب او فئة او طائفة او مذهب او منطقة او استهدافا لأي جهة بعينها وانما كان في اطار الدفاع عن النفس وفك الحصار والعدوان علينا فقط وعندما تقوم الدولة بواجبها وحمايتنا كمواطنين يمنيين لن نضطر لحمل السلاح في وجه احد، اما عندما تكون الدولة مرتهنة لصالح قوى تعتدي علينا وتسفك دمائنا فإننا لن نتردد لحظة واحدة في رد العدوان والدفاع عن انفسنا وعن المستضعفين من أبناء شعبنا اليمني ولن نسمح للطغاة والظلمة بعد اليوم ان يستعبدوا الناس ويحتقروهم، وهذا حق مشروع كفله الدين والفطرة الإنسانية والعدالة الإلهية وكافة الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، مع تأسف السيد وحزنه والمه لكل قطرة دم تسقط حتى من الذين يعتدون علينا، وهذا المنطق لعمري يعكس بجلاء النور والرحمة والأخلاق العظيمة التي تحلى بها جده المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. وفيما يخص مخرجات الحوار الوطني نجد في خطاب السيد حرصا شديدا ومنقطع النظير على ان تكون مخرجات الحوار الوطني تخدم الشعب اليمني وليس حزبا او فئة معينة تجير لصالحها دون الاخرين. وفي خاتمة الخطاب ناشد السيد القوى المؤثرة على الرئيس والتي دائما تستقوي بالخارج ان تجعل مصالح الشعب اليمن فوق المصالح الحزبية الضيقة، مناشدا إياها ان تتوقف عن مؤامراتها على المرحلة التأسيسية للدولة اليمنية الاتحادية، لان من مصلة الشعب اليمني بناء دولة عادلة ومحررة من هيمنة القوى التقليدية، دولة عادلة تحل مشكلة اخوتنا في الجنوب حلا عادلا، دولة تقوم على الشراكة الوطنية، مؤكدا ان أنصار الله سيعملون مع كافة القوى ما بوسعهم لتحقيق ذلك وصولا الى الدولة اليمنية التي تحقق لكل اليمنيين احلامهم.