أكد عبد الملك بدر الدين الحوثي –زعيم جماعة "أنصار الله" في اليمن على ضرورة المسارعة في المصالحة الوطنية بين كل القوى الوطنية في البلاد ، مشيرا إلى أن يد جماعته ممدودة للجميع دون استثناء ، محذرا من انحراف مخرجات مؤتمر الحوار بمقرات ليست لصالح الشعب ، وإنما مجيرة لصالح حزب أو جماعه أو فئة ، داعيا من وصفهم بقوى التأثير على الرئيس هادي لقف المؤامرة على مخرجات الحوار وفي مقدمتها فترة تأسيسية تسفر عن دولة اتحادية عادلة تحمي الحقوق وتعالج القضية الشائكة. جاء ذلك في خطاب له بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف ، حيث شهدت العاصمة صنعاء ومدينة صعدة عصر يوم الاثنين مهرجانين متزامنين هما الأضخم جماهيريا أحياء للمناسبة الدينية . وفي خطابه الجماهيري الذي بث مباشر من ميدان المهرجان الاحتفائي بمدينة صعدة ، ونقلته قناة المسيرة تلفزيونيا ، وعلى شاشة كبيرة في إستاد مدينة الثورة الرياضي بالعاصمة صنعاء حيث عج بالآلاف وفي سابقة هي الأولى حضورا وضخامة في منشأة عامة بقلب العاصمة ، وجه عبدالملك الحوثي رسائل متعددة للداخل والخارج ، وفي سياق مطول من إشارات لذكرى ميلاد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. وقال عبد الملك بدر الدين الحوثي ان احتفاءهم الشعبي الكبير بهذه المناسبة هي من مظاهر التعظيم للرسول الكريم واستجابة لأوامر الله ..وهو رد على حملة الإساءة والتشويه والحملات العدائية بحق الرسول محمد، التي تشنها الصهيونية بقيادة أمريكا وإسرائيل. ورأى الحوثي أن هذه الذكر مناسبة جامعة يمكن الاستفادة للعمل على رأب الصدع وجمع الشتات ونبذ الفرقة والبغضاء، وتعزيز الوحدة على نطاق الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية إذا صدقت النوايا ، مشيرا إلى أن "كل ما يجمعنا اكبر من ما يفرقنا بل ما يمكن يعتمد عليه في حل مشاكلنا وتلاشي حالات العداء وعودة حالات التفاهم والتعاون ..وقال "الامة يجمعها الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم ،والقران كتاب الله ووحيه، بجانب القبلة الواحدة،وان وحدة كلمتها عزتها موقفا في مواجهة التحديات الكبرى التي لا تفرق بين احد لا للاعتبارات الطائفية ولا الجغرافية ولا السياسية". وتحدث الحوثي عن ما وصفه مشروع الذي حمله الرسول الكريم بحركته ورسالته صانعا تغييرا غير واقع العالم على مدى التاريخ ، وقدم شواهد على تأثيره بواقع الحياة والمجتمع ،موجدا امة يسودها الحق متوحدة عزيزة لها مشروع وقضية هي اشرف قضية ومشروع حضاري يدعو للخير والأمر وبالمعروف وتنهى عن الفساد والظلم. وأضاف أن تراجع الأمة في مسارات دينها افقدها الدور الريادي في العالم ،واعتمت عليها الظلمة ،وغابت عنها كثير من الحقائق وغابة عن الوعي، لذلك يمارس أعدائها من أمريكا وإسرائيل التضليل لتكون بذلك محطة سخرية وتلاعب أعدائها بها ..وبقدر ما فقدت من القيم والأخلاق انعكس ذلك من مجدها واستقرارها ..وبقدر ابتعاد الامة عن ذلك المشروع بقدر الغرق فيما لا يفيد ولا ينفع فاستغلها أعدائها في مشاريعهم التي تضربهم بها. وتابع بالقول أن كثير من أبناء الأمة لديهم قناعة للتصحيح والتغيير في ظل التطلع الى مشروع عملي جاد وفق منهج القران والنبوة وهذا يكفل هو ما يكفل لها العودة لمسارها الصحيح في مواجهة التحديات والتخلص من واقع الذل والهوان ، مسيرا أن المسلمين يقع عليهم مسئولية تصحيح واقعهم وصولا الى دور ايجابي عالمي. واعتبر الحوثي انه الهيمنة الباغية بقيادة أمريكا نسفت أخلاق وقيم الأمة ،وجلبت المشاكل للشعوب وانحرافها الى طريق الهلاك، وهو حال امم خلت لم تلزم في تاريخ البشرية بنهج القران والنبوة وتعليمهم العملية. ووجه السيد عبدالملك الحوثي 6 رسائل للداخل والخارج، الأولى في دعوته للوقوف بمسئولية إزاء ما ما تفعله أمريكا من هتك للحرمات وتحكم بالقرار السياسي والتحكم بالثروات . داعيا إلى ان تتكاتف كل القوى في العمل على الحد من انتهاك أمريكا السيادة والدماء اليمنية وإخراج القوات الأمريكية من داخل الأراضي اليمنية. أما الثانية فأكد على ضرورة ان يتعاون الجميع في دعم الشعب الفلسطيني...فشعب فلسطين هو جزء من الشعب العربي والاسلامي والعدو الإسرائيلي هو خطر على امة العرب والاسلامي. كما اعتبر السيد الحوثي أن" الدور الذي يقوم به حزب الله في لبنان في مواجهة إسرائيل في صالح المسلمين ولبنان وفي مواجهة أعداء لكل العرب" ، وأضاف" أن كل من يسعى لتشويش هذا الدور لحزب الله والمقاومة فهو فاشل". وزاد بالتأكيد على "ضرورة ان تتضافر جهود كل الشرفاء والأمة في إفشال مخططات الأعداء في افتعال المشروع الطائفي من خلال التكفيريين فهم خطر على السنة كما الشيعة ، والذين يعتمد عليهم العدو الخارجي من خلال جرائمهم بمسمى الجهاد وفي حروب داخلية لتمزيق الأمة وتمكن الأعداء من السيطرة عليها واستنزاف خيراتها". كما وحث زعيم الحوثيين في رسالته الخامسة على ضرورة الإسراع بالمصالحة الوطنية بين ابناء الشعب اليمني ، وأضاف " هذه يدنا ممدودة لكل أبناء شعبنا بلا استثناء" ..مبررا حربهم في صعده ومحيطها بالقول "إن ما قمنا به الأيام الماضية هو دفاع عن أنفسنا في مواجهة اعتداء علينا ولا استهداف لجهة ولا مذهب" ..وأضاف حين تقوم الدولة بعملها وتدافع عنا، لن نحمل السلاح في وجه أحد ...لكن عندما تمون الحكومة مرتهنة ، لن نتردد في دفع الشر عن أنفسنا ومجتمعنا وهذا حق بالدين والفطرة الإسلامية ". وشدد زعيم جماعة الحوثي على ضرورة أن يخرج الحوار بمقررات لصالح الشعب وليس لصالح حزب وجماعة ..محذرا من أي مؤامرة على إيجاد فترة تأسيسية ، وقال نؤكد على ضرورة ان يخرج الحوار الوطني بمقررات في صالح الشعب اليمني وليس مقرارات مجيرة لصالح حزب أو جماعه أو فئة ". وأضاف "إنني أناشد القوى التي لها تأثير على الرئيس والتي أيضا تستقوي دائما بالخارج أن تضع مصلحة الشعب اليمني عامتا وهي منهم فوق مصالحها الضيقة أو الفئوية أو الحزبية أو الطائفية". وتابع "ان من مصلحة الشعب كله ان يخرج مؤتمر الحوار بمخرجات تسفر عن مرحلة تأسيسية تسفر عن دولة عادلة دولة تحمي الحقوق دولة اتحادية تعالج القضية الجنوبية.