سيتم اقتلاعكم عما قريب.. مسؤول محلي يكشف عن الرد القادم على انتهاكات الحوثيين في تهامة    تحديث جديد لأسعار صرف العملات الأجنبية في اليمن    استشهاد وإصابة 160 فلسطينيا جراء قصف مكثف على رفح خلال 24 ساعة    رغم إصابته بالزهايمر.. الزعيم ''عادل إمام'' يعود إلى الواجهة بقوة ويظهر في السعودية    شاهد .. المنشور الذي بسببه اعتقل الحوثيين مدير هيئة المواصفات "المليكي" وكشف فضائحهم    إغلاق مركز تجاري بالعاصمة صنعاء بعد انتحار أحد موظفيه بظروف غامضة    شاهد .. السيول تجرف السيارات والمواطنين في محافظة إب وسط اليمن    محاولة اغتيال لشيخ حضرمي داعم للقضية الجنوبية والمجلس الانتقالي    الحزب الاشتراكي اليمني سيجر الجنوبيين للعداء مرة أخرى مع المحور العربي    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    ذمار: أهالي المدينة يعانون من طفح المجاري وتكدس القمامة وانتشار الأوبئة    دورتموند يقصي سان جرمان ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا    احتجاجات للمطالبة بصرف الراتب في عدن    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يجدد فوزه امامPSG    نيمار يساهم في اغاثة المتضررين من الفيضانات في البرازيل    إهانة وإذلال قيادات الدولة ورجالات حزب المؤتمر بصنعاء تثير غضب الشرعية وهكذا علقت! (شاهد)    زنجبار أبين تُودّع أربعة مجرمين... درس قاسٍ لمن تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع    قصة غريبة وعجيبة...باع محله الذي يساوي الملايين ب15 الف ريال لشراء سيارة للقيام بهذا الامر بقلب صنعاء    اتفاق قبلي يخمد نيران الفتنة في الحد بيافع(وثيقة)    شبكة تزوير "مائة دولار" تُثير الذعر بين التجار والصرافين... الأجهزة الأمنية تُنقذ الموقف في المهرة    الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة    صنعاء.. إصابة امين عام نقابة الصحفيين ومقربين منه برصاص مسلحين    البنك المركزي اليمني يكشف ممارسات حوثية تدميرية للقطاع المصرفي مميز    وداعاً صديقي المناضل محسن بن فريد    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    الاتحاد الأوروبي يخصص 125 مليون يورو لمواجهة الاحتياجات الإنسانية في اليمن مميز    العين يوفر طائرتين لمشجعيه لدعمه امام يوكوهاما    أبو زرعه المحرّمي يلتقي قيادة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في مديرية بيحان بمحافظة شبوة    ارتفاع اسعار النفط لليوم الثاني على التوالي    ريال مدريد الإسباني يستضيف بايرن ميونيخ الألماني غدا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    قيادات حوثية تتصدر قائمة التجار الوحيدين لاستيرات مبيدات ممنوعة    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    تنديد حكومي بجرائم المليشيا بحق أهالي "الدقاونة" بالحديدة وتقاعس بعثة الأمم المتحدة    مجلس النواب ينظر في استبدال محافظ الحديدة بدلا عن وزير المالية في رئاسة مجلس إدارة صندوق دعم الحديدة    باصالح والحسني.. والتفوق الدولي!!    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    الأمم المتحدة: أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة مميز    وصول باخرة وقود لكهرباء عدن مساء الغد الأربعاء    طلاب تعز.. والامتحان الصعب    كوريا الجنوبية المحطة الجديدة لسلسلة بطولات أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    الرئيس الزُبيدي يبحث مع مسئول هندي التعاون العسكري والأمني    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«حزب الله» يقاتل في سورية... من أجل مَن؟

| بيروت - من ريتا فرج |
يشكل موقف «حزب الله» مما يجري في سورية ومشاركته في المواجهة «لحماية المقامات الدينية» وللدفاع «عن اللبنانيين في قرى القصير المتاخمة للحدود اللبنانية»، الحدث الاهم في بيروت، وعلى المستويين المحلي والاقليمي، لاسيما في ضوء الرسائل المتعددة التي اطلقها اخيراً الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله.
وثمة جدل يدور في بيروت حول خيارات الحزب، في صوابيتها وتداعياتها، وسط انقسام حاد بين معسكرين، واحد يدافع عن المبررات الدينية الاستراتيجية التي دفعت «حزب الله» للانخراط في المواجهة، وآخر يرى ان الحزب يأخذ الشيعة الى المكان الخطأ، ومعهم لبنان واستقراره.
وإذا كان المعارضون لخيار الحزب بالوقوف الى جانب النظام السوري وانخراطه في المعارك الدائرة على أكثر من جبهة سواء في القصير أو دفاعا عن المقامات الدينية يعتبرون ان الحزب بعرض بذلك لبنان الى انتقال الصراع اليه ويضع الشيعة في مواجهة الشعب السوري، فإن المؤيدين لخيارات الحزب في هذا الاطار يؤكدون ان ما يقوم به هو واجب تمليه عليه المسؤولية الدينية خصوصا تجاه حماية المقامات الدينية المقدسة، إلى جانب الدفاع عن اللبنانيين في القرى السورية الذي لا تستطيع الدولة اللبنانية الوقوف إلى جانبهم في ما يتعرضون له.
ورغم أن الغلبة هي لقرقعة السلاح، بحيث ان لا صوت الآن يعلو على صوت المعركة، ترتفع أصوات مؤيدة لمواقف الحزب في مقابل أخرى تطالب بإخراج شيعة لبنان مما تعتره «البركان» السوري وامتدادته الايرانية.
يوم امس خصصت «الراي» مساحة للأصوات المعترضة على مواقف الحزب، واليوم تفرد مساحة مماثلة لأصوات داعمة ومؤيدة عبر حوارين مع الشيخ العلامة عفيف النابلسي والشيخ ماهر حمود.
جدل واسع في لبنان حول خيارات (الحزب) وانعكاساتها على الشيعة خصوصا
المبررات الدينية - الاستراتيجية للحزب تقف في وجه المعارضين لتوجهاته
رجال الدين السنّة في لبنان يرسلون مقاتلين الى سورية ويحرضون منذ أوائل الأزمة
الذين يرفعون الصوت والاتهامات والشتائم في وجه المقاومة لا يعترفون بشيء اسمه المقاومة
تدمير المقامات الدينية جزءمن عقيدة التكفيريين المفترضة ويظنون أن بناء القبور شرك
مشاركة الحزب تأتي في سياق الدفاع عن قرى لبنانية ليس بمقدور الدولة اللبنانية الدفاع عنها
خيار «حزب الله» بدفْع الجماعات التكفيرية المسلحة هو الذي يمنع تمدُّد الفتنة في المستقبل
المقامات تحمل خواص فريدة ولها قدسية عالية ومنزلة رفيعة فإذا سقطت ... سقطت بقية المقدسات والحرمات
ماهر حمود ل «الراي»: مشاركة «حزب الله» المحدودة في القصير من باب الضرورة الشرعية
حذّر إمام مسجد القدس في مدينة صيدا الشيخ ماهر حمود من خطر «التكفيريين» في سورية، مشيراً الى أن المراقد المقدسة مهدّدة من قبلهم.
وشدد حمود على أن المواقف التي أطلقها البعض ضد «حزب الله» بسبب مشاركته «المحدودة في القصير» تأتي من « تراكمات تدل على ان هناك موقفاً عدوانياً من المقاومة في الأصل يتم الاعتماد عليه اليوم»، معتبرا ان مشاركة «حزب الله» المحدودة في القصير من باب الضرورة الشرعية، ومؤكداً أن الدعوات الجهاد التي اطلقها مشايخ من السنّة «لا قيمة عملية» لها.
هل أقنعتكم الأسباب التي أوردها السيد حسن نصر الله في خطابه لتبرير دخول «حزب الله» على خط المواجهة في سورية؟
- لم يعوّدنا السيد حسن نصر الله أن يتحدث بلغتين، وأن يقول شيئاً في العلن وشيئاً في السر. هذا الكلام سمعته شخصياً منه قبل نحو سبعة أشهر مع تفاصيل أخرى ليس مناسباً إطلاقها للإعلام لأنها دقيقة جداً. المشكلة عند مَن يعترضون على كلام السيد حسن، أي الذين يرفعون الصوت والاتهامات والشتائم في وجهه ووجه المقاومة، ان هؤلاء في الأساس لا يعترفون بشيء اسمه المقاومة، فضلاً عن أنهم لا يعترفون بشيء اسمه الممانعة، والمقاومة بالنسبة اليهم عمل مذهبي حزبي فئوي خاص، لا يعود بالنفع إلاّ الى جهة معينة ومن أجل مشروع مشبوه.
هكذا هم يصفون المقاومة، ومن أجل ذلك أعلنوا الجهاد المزعوم في مواجهة المقاومة. كل ذلك يأتي مناسباً مع هذا التوصيف الخاطئ، ولو عدنا الى أصل الموضوع لوجدنا أن الاصل مختلف عمّا يقولونه. هذه المقاومة حررت أرضاً لم تُحرر أي ارض مثلها في تاريخ الصراع العربي - الاسرائيلي، كما أنها فتحت ثغرة كبيرة في جدار اليأس العربي، وفتحت آفاقاً لم تكن موجودة في ضوء تراكمات الهزائم العربية، كما تواصلت مع غزة تواصلاً يقينياً تجاوز الحدود المذهبية، ومارست ممارسة سياسية عالية التوصيف في إنشاء تحالفات كانت مفاجئة للجميع في شكلها ونوعها على الساحة اللبنانية، وتواصلت مع قوى عربية وإسلامية على مساحة العالم الاسلامي.
هذه الامور الايجابية الضخمة التي تستفيد كل الأمة الاسلامية منها دون استثناء لا يمكن أن تلغى في خطأ ارتكبته المقاومة في 7 مايو (2008) مثلاً، على مَن يقول إن ذلك خطأ، أو (تلغى) على خطأ في توصيف الوضع السوري على مَن يقول أيضاً أن المقاومة مخطئة في توصيفها أو في هذا القرار السياسي المثير للجدل. التوصيف لأي مسألة هو أصل كل الأمور، وكما يقال حكمك على شيء فرع عن تصوره.
ان هؤلاء الذين يرجمون المقاومة الآن كانوا في العام 2006 على سبيل المثال يقولون بكل وضوح ان هذه المعركة لا تعنينا لأنها بين كفار وكفار يدمرون بعضهم البعض، وقد نقلوا فتوى مزعومة تقول، لا يجوز الدعاء لحزب الله بالانتصار على اعتبار ان هذا قد يؤثر في دين الناس. لقد اجتمعت فاعليات لبنان في فندق البريستول واتخذت قراراً بنزع سلاح حزب الله رغم ان المعركة كانت لا تزال مستمرة ما أثار حفيظة بعض النواب من مسؤولي «المستقبل» مثل بهيج طبارة وفضل شلق. كل هذه التراكمات تدل على ان هناك موقفاً عدوانياً من المقاومة يتم الاعتماد عليه اليوم من أجل تبرير عدوانهم على المقاومة التي لها تاريخ نضالي مشرف خصوصاً في تحرير العام 2000.
ثمة مخاوف أن يؤدي تدخل «حزب الله» في سورية الى ارتفاع التشنج الشيعي - السني في لبنان. هل تتوجسون من ذلك؟
- «حزب الله» يشارك مشاركة محدودة في القصير وهو لا يقوم بنزهة، وموقفه في ذلك من باب الضرورة الشرعية، «فمَن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه»، بمعنى أن الحزب ليس مسروراً ويعلم تماماً أنه لم يتم التطاول عليه وعلى السيد حسن نصر الله في أي مرحلة سابقة إلاّ بسبب موقفه من الازمة السورية. ما كان أحد يجرؤ على التطاول على السيد نصر الله شخصياً في العالم الاسلامي ولا في لبنان. «حزب الله» يعتبر نفسه مضطراً، ولعل ما لم يُعلن من هذا الاضطرار أكثر مما هو معلن.
صدرت دعوات للجهاد في سورية من بعض مشايخ السنّة في لبنان. هل هذه الخطوة مجرد ردّ على دخول «حزب الله» في المعارك السورية أم تأتي في سياق آخر؟
- حدد السيد حسن نصر الله الموضوع وقال إنها ليست ردة فعل. رجال الدين السنّة في لبنان يرسلون مقاتلين الى سورية ويحرضون ويشتمون منذ أوائل الأزمة السورية. أما الآن فقد خرجوا الى العلن وأعلن بعضهم الجهاد كتبرير إعلامي. أنا شخصياً لا ارى قيمة عملية لهذه الدعوات وقضية الجهاد تحتاج الى مرجعية أكبر من ذلك. أتصور أن الموقف العام مما يجري في سورية أصبح مختلفاً عمّا كان عليه في الأشهر الأولى من الأزمة السورية، كان المشهد يتوخى على الاقل إعلامياً بأن هناك تظاهرات وأن القوى الأمنية تطلق الرصاص على المتظاهرين، وذلك بصرف النظر عن صحة هذه المقولة أو غيرها ودون أن ندافع عن أي طرف. أما الان عندما تحدّث النظام السوري عن المؤامرة الدولية كان البعض لا يثق بهذا الكلام، واليوم أصبحنا ندرك أن هناك رغبة أميركية وإسرائيلية في اسقاط النظام ودعم القتلة في سورية، وهي كلها تأتي بإيعاز أميركي، كما أن الكثير من المسلحين في سورية أعلنوا أنهم على استعداد للتعاون مع اسرائيل لاسقاط النظام السوري.
النظام السوري أسقط اتفاق 17 مايو (1983) ونقل المعركة الى قلب الكيان الصهيوني بسبب وديعة رابين، وأعاد لحمة الجيش اللبناني على اسس وطنية، ونحن نحتاج الى الجيش اللبناني كل يوم، وهذ النظام احتضن المقاومة أكثر من عشر سنوات وأعطاها امكانات هائلة. كل هذه الأمور تؤكد الموقف السوري الايجابي تجاه المقاومة وفلسطين، ويجب ألا ننسى أن سورية مررت صواريخ القسام الى المقاومة خلال العدوان الاسرائيلي الغاشم العام 2006 ولولا مساندة سورية لما حقق الحزب هذا الانتصار التاريخي. هل البديل المطلوب أن نسارع الى مصالحة اسرائيل وإعطاء النفط السوري الى أميركا كما حصل في العراق؟ وهل يجب أن نغفل عما أنجزه النظام في الصراع العربي - الاسرائيلي لمجرد وقوع أخطاء هو نفسه يعترف بجزء منها؟
حذر «حزب الله» من التكفيريين في سورية وقال السيد حسن نصر الله في خطابه انهم يريدون تدمير مقام السيدة زينب في دمشق. هل تتخوف من هؤلاء؟ ولماذا يقدمون على تدمير المقامات المقدسة؟
- هذا جزء من عقيدتهم المفترضة. هم يظنون أن بناء القبور شرك ولا بد من إزالته في البلاد الاسلامية كما أزال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أصنام مكة المكرمة. ويعتبرون هذه المسألة أولوية وهذا ما حصل في ليبيا وتونس ومصر.
ربما أكون من الناحية الفقهية لست مع بناء الأضرحة وتعظيم المساجد حول القبور. المقامات الشيعية في سورية مهددة، وهؤلاء لهم تاريخ في ذلك، فقد فجروا القبة الذهبية في العراق، فماذا كانت النتيجة؟ ردة فعل على السنّة من قبل الغوغائية الشيعية، ونحن لا نريد ردة الفعل هذه. لنفترض جدلاً أننا نريد تخفيف مظاهر الغلو أمام هذه الأضرحة فهذه المسألة يمكن أن تحل عبر عقد المؤتمرات العلمية. نحن نتخوف من هؤلاء التكفيريين ويومياً نرى أفعالهم ونستمع الى أفكارهم. وأريد أن أسأل من قتل الشيخ سعيد رمضان البوطي؟ ولنفترض أن الشيخ البوطي جزء من النظام ويستحق القتل بحسب زعمهم فمن أباح قتل البسطاء في المسجد؟ هؤلاء التكفيريون يعملون لمصلحة جنونهم الخاص ولمصلحة أميركية. هذه التفجيرات في العراق كيف نفسرها، أتت فترة بدأت التفجيرات ضد الشيعة ثم شملت بعد ذلك عناصر الصحوة من السنّة ثم الان هي مركّزة على أحياء الشيعة ومساجد الشيعة. مَن يستنكر ذلك؟ لم أسمع استنكاراً يوازي هذا الأمر. نحن نحتاج الى استنفار عالمي. الذين يفعلون ذلك في العراق يفعلون ذلك في سورية. لا يجوز قتل الناس في الشوارع بحجة مقاتلة النظام السوري، والآيات الكريمة تضحد هذا القتل فضلاً عن الاحاديث النبوية والتاريخ الاسلامي الذي ينكر عليهم أن يفعلوا مثل هذه الأفعال باسم الاسلام.
أين دور العلماء السنّة في لبنان من أجل تخفيف الاحتقان المذهبي الذي تسببه الأزمة السورية؟
- دور العلماء السنّة في لبنان والعالم شبه معطل لأن المرجعية الرئيسية التي يمثلها الأزهر الشريف عُمل خلال أربعين سنة أو أكثر على إضعافها. وأريد أن أقدم مثالاً على ذلك، الأزهر حتى الان لا يملك فضائية، فيما كل مجموعة صغيرة تدعمها بعض الجهات لديها فضائية... يُحارَب الازهر حتى إذا أتت فترة مثل هذه الفترة التي نحن فيها لا نجد من يردع هؤلاء. لو كان الازهر أقوى من ذلك لكانت فتوى واحدة تصدر عنه تلجم كل هذه الأعمال.
لماذا لم تصدر حتى الآن أي فتوى من العلماء المسلمين في العالم العربي تحرم دخول الجهاديين من كافة الاطياف الى سورية؟
- القضية سياسية محض. وأريد أن أعطي مثالاً لمسناه لمس اليد، عندما أسس الشيخ يوسف القرضاوي اتحاد العلماء المسلمين وكان من الواضح أن اتجاهه وحدوي داعم للاتجاه الذي نحن عليه، لم يجد مكاناً على سطح الأرض يستقبل الاجتماع التأسيسي، وعندما أصبح موقف الاتحاد مشابه لموقف الحكومات العربية المنخرطة في الأزمة السورية في طريقة عدوانية ضد النظام السوري أصبح وضع القرضاوي مختلفاً واصبح حراً في الكلام. الأنظمة السياسية لا تدعم الرأي الاسلامي الصحيح والمعتدل لأنه يؤذيها.
ثمة صراع تاريخي بين السلطان والقرآن. السلطان لا يحب عالماً حراً يقول رأي الحق دون أي تردد. التعصب يمنع من قول الحق وأنا أقول للعلماء المسلمين جميعاً ليكن لكم أي موقف مهما كان شديداً من ايران ومن الشيعة وحزب الله، قولوا ما تشاؤون من الناحية الفقهية، وناقشوا ما ترغبون، ولكن لا يجوز أن يمنعكم ذلك من الاعتراف بما أنجزته المقاومة في لبنان وفلسطين وما أنجزته ايران في محاربة النفوذ الاميركي في بلادنا الاسلامية.
نقول لبعض العلماء المسلمين أنتم ترون من المشهد ما تريدون أن تروه وتغفلون عن الأمور الاخرى، إذا رأيتم الظلم فنحن نشاطركم ولكن علينا ان نقر ونعترف بأن سورية لها تاريخ في ممانعة ودعم المقاومة.
عفيف النابلسي ل «الراي»: «حزب الله» لا يأخذ الشيعة إلى مكان خاطئ بل إلى ... العزّة والكرامة
اعلن العلامة الشيخ عفيف النابلسي ان مشاركة «حزب الله» في معارك القصير «تأتي في سياق الدفاع عن قرى لبنانية ليس بمقدور الدولة اللبنانية الدفاع عنها، وهو أمرٌ معروف»، لافتاً الى «أن خيار الحزب في دفع الجماعات التكفيرية المسلحة ومنعها من التقدم هو الذي يعزز الوحدة الاسلامية ويحافظ عليها ويمنع الفتنة من أن تتمدد في المستقبل».
واذ شدد على «أن «حزب الله» لا يأخذ الشيعة الى مكان خاطىء بل يأخذ الشيعة والسنّة وكلّ الأحرار الى العزة والكرامة»، اشار الى «ان الجماعات التكفيرية هدفها تعطيل حركة المقاومة بوجه العدو الإسرائيلي من خلال التركيز على العداوة ضد الشيعة»، سائلاً «لو سمحنا للتكفيريين بأن يهدموا ويدنّسوا المقدسات والمقامات والمساجد فماذا سنقول غداً للصهاينة اذا قاموا بهدم المسجد الأقصى؟».
يقول «حزب الله» انه دخل سورية للدفاع عن المقامات الدينية، ما الأخطار التي تحوط بهذه المقامات؟
- في واقع الأمر وبحسب ما نشاهد ونرى، لا يمكن أن ننتظر الا مصيراً مأسوياً لهذه المقامات إن تُرِكَت بلا حماية. لأنّ الجماعات التكفيرية صرّحت علانية بأنّها لن تترك مقاماً الا وستهدمه، وهي تتعامل مع هذه المقامات بأنّها أوثان لا مساجد للعبادة والصلاة وأماكن مقدسة للتقرب الى الله عز وجلّ. ولذلك فهي وفق هذا المعتقد والفهم تسعى لتحطيمها وإزالتها، في وقت تشكل هذه المقامات أماكن توحيدية خالصة بالنسبة إلى المسلمين الشيعة، ولها في الوجدان الشيعي قدسية وكرامة عالية، خصوصاً أنّ هذه المقامات تحتضن قبور أولياء وأئمة أطهار أُمرنا نحن كمسلمين بالتقرب اليهم ومودتهم لأنّهم وسائط الفيض الإلهي، ومعدن العلم، وبيت الرحمة، ومفاتيح الحكمة، وموضع الرسالة، ووديعة الله وأمانته في عباده، وهم حرم الله الأكبر كما ورد ذلك في أحاديث وروايات المسلمين سنّةً وشيعة. لذلك الحفاظ عليها مسألة إيمانية ونحن نسأل: هل ضاقت ببعض المسلمين هذه الأضرحة والمقامات المبارَكة؟ فلم تعد هناك قضايا أساسية تهمّ المسلمين سوى هذه الأماكن التي تُضفي رونقاً عبادياً وجواً من الصفاء الروحي للزائرين؟ لماذا يذهب البعض بسبب تفسيراته الخاطئة للدين الى هذا المنزلق لمحاربة أولياء الله حتى في قبورهم؟ هناك محدودية في التفكير عند هذه الجماعات لا توصف، وهناك تخلف في فهم الدين بصورةٍ واضحة.
ولذلك أعتقد أنّ ظاهرة هدم المقامات كما تشاهدون في بعض البلدان الإسلامية الأفريقية وفي ليبيا وفي سورية، كهدم مقام الصحابي الجليل عمار بن ياسر في الرقة ومقام حجر بن عدي في عدرا وغيرها يؤشر الى الخلل الخطير في التفكير وفي الممارسة عند هذه الجماعات، والمسألة لن تتوقف إن تُرِكت عند هذا الحد، بل ستدخل غداً في كلّ حركات وأفعال المسلمين وسيأتي مَن يقول افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا، فتنعدم الحرية في كل مجالات الحياة.
لذلك إن سُمح لهذه الجماعات ان تصل الى مقام السيدة زينب عليها السلام لن تتأخر في تدميره ثمّ ستعمد الى تهديم بقية المقامات الموجودة في الشام وهي للسنّة والشيعة على حدٍ سواء. ومَن يضمن لاحقاً، إن استمر تصاعُد هذا التيار، أن لا يتجه هؤلاء الى قبر الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلّم لهدم مسجده بناءً على تفسيرهم بعدم جواز بناء المساجد على القبور. وقد سمعت بعض مشايخهم يقول صراحةً ان لا شرعية لوجود مسجد الرسول على قبره ما يعني أن هناك احتمالاً كبيراً أن تعمد هذه الجماعات إن تمكنت واستحكمت الى هدم قبر الرسول ومسجده، فكيف ستكون حال المسلمين وهم يتفرجون على قبر الرسول وقد سُويَّ بالأرض؟
قيل إنّ هناك مساجد ودور عبادة تعرّضت للتدمير والقصف تعود للسنّة والمسيحيين فلماذا التركيز على حماية المقامات الدينية الشيعية؟
- المقامات تحمل خواص فريدة ولها قدسية عالية ومنزلة رفيعة في قلوب وإيمان المسلمين جميعاً فإذا سقطت، سقطت بقية المقدسات والحرمات التي تتفاوت مراتبها، ولذلك نحن عندما نحذر من خطورة المس بهذه المقامات، لئلا يُستهان بعد ذلك ببقية المقدسات الأخرى ولئلا يتجرأ هؤلاء التكفيريون على تدنيس وهتك كلّ ما يرمز الى القدسية الدينية والإجتماعية بصلة.
إننا نعتبر أن المسلمين مطالَبون بحماية كلّ مقدساتهم ومساجدهم ومقاماتهم، فلو سمحنا لهؤلاء بأن يهدموا ويدنّسوا فماذا سنقول غداً للصهاينة اذا قاموا بهدم المسجد الأقصى؟ سيقولون أنتم فعلتم بمساجدكم ومقدساتكم كذا وكذا، أنتم مَن هدمتم مساجدكم قبل أن نهدم نحن.!! إنّ المسألة في غاية الخطورة وهذا المنهج له تداعيات خطيرة على كل الواقع الإسلامي، ثمّ إننا عندما نقول اننا نريد حماية المقامات المقدسة المحسوبة على الشيعة في الشام، لا يعني اننا نفرط بحماية بقية المقدسات المحسوبة على السنّة أو على المسيحيين. إنّ مسألة حماية المقدسات واجبة على كلّ إنسان مؤمن وحر.
ركّز السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير على خطر التكفيريين... ما دلالة هذا التركيز؟
- أعتقد أن تركيزه على هذه الجماعات نابعٌ من معاينة ومتابعة حثيثة لخطورة العمل الذي تقوم به هذه الجماعات على الإسلام والأمة. هذه الجماعات بما تحمل من فكر قد جعلت الدين الإسلامي عرضة للإستهزاء والنيل. وقد أصبح لأيّ متطفل ومدعٍ أن يُفتي بالقتل والهدم والتخريب كما هو الحال عندما نسمع كل يوم فتاوى تزيد الهوة بين المسلمين والانقسام والفتنة. كما أن دورهم يأتي في سياق مشروع استعماري جديد لإضعاف وجود الأمّة وحرف حركتها ورسالتها نحو أشياء هامشية لا تخدم حضورها ودورها الريادي والحضاري والقيَمي. وكذلك إنّ هذه الجماعات التكفيرية هدفها تعطيل حركة المقاومة في وجه العدو الإسرائيلي من خلال التركيز على العداوة ضد الشيعة الذين يحملون اليوم وبشكلٍ صريح وواضح لواء مقاتلة الصهاينة ويدعمون كل حركات وفصائل المقاومة الفلسطينية، فهل المقصود بدفع وتقوية هذه الجماعات أن لا يبقى مَن يقاتل اسرائيل فتطمئن الى وجودها؟
ظهرت دعوات من أجل الجهاد في سورية. هل هي بمثابة ردة فعل على دعم «حزب الله» للنظام السوري؟
- أعتقد أن على كلّ المسلمين أن يُدركوا أن ما يحصل في سورية اليوم هو حرب كونية لموقف سورية التاريخي والمبدئي الى جانب فلسطين والمقاومة.
الأمر في سورية ليس ثورة حقيقة بل مؤامرة كبرى لتحييد سورية وإسقاط دورها في معادلة الصراع مع اسرائيل. لذلك نريد لجميع المتحمسين للجهاد أن يحولوا جهادهم الى فلسطين فهناك الموقع الصحيح والسليم للجهاد، أما إرسال المقاتلين لتدمير سورية وإنهاكها فهذا لا يخدم الا أعداء الإسلام والأمة.
وهذا لا يعني أننا ضد مطالب الشعب السوري بالحرية والعدالة الإجتماعية والتعددية السياسية. نحن لا يمكن أن نكون ضد هذه القيم الإنسانية التي تعطي للإنسان كرامته ووجوده الفاعل، ولكن قلنا منذ البداية لكل المعارضين السوريين لماذا تذهبون الى القتال فيما الحوار وإمكانية التعديل والتطوير والإصلاح متاحة؟ لماذا تسمحون لقتال الإخوة؟ لماذا لا يعمل الجميع على تفويت رغبة أمريكا واسرائيل بتدمير سورية؟؟ لماذا لا تلجأون للإحتكام الى المنطق القرآني الذي يدعو الى الصلح بين الأخوة؟ لماذا هذه الخطوات العنفية فيما إمكانية حل الأمور بالطرق السلمية متوافرة؟ هذه هي إشكالاتنا ولذلك نعتقد أن دعوات الجهاد تعمّق الأزمة السورية أكثر وتشرّع ابواب الفتنة نحو المزيد من الصدام اليائس بين الطرفين المتصارعين خصوصاً أن الأزمة أصبحت دولية وهناك أطراف اقليمية وغربية دخلت بقوة على خط الأزمة، وفُتح المجال لقوى أخرى وجدت نفسها مهدَّدة أيضاً بوجودها وخياراتها بالإنخراط في هذه الأزمة أيضاً.
بعض الأصوات الشيعية المدنية والدينية اعتبرت أن «حزب الله» أخذ الشيعة الى المكان الخطأ وأنه وضع الشيعة في مواجهة الأكثرية السنية؟
- علينا أن نوجّه الإتهام الى أميركا فهي التي أخذت الأمة الى المكان الخطأ. وأقصد بذلك الصراعات الدموية والفتنة التي عمّت بلاد المسلمين. وإسرائيل هي الأخرى هي التي دفعت الأمور الى هذا التأزم بين السنّة والشيعة، لا حزب الله الذي يدافع عن وحدة المسلمين وعن فلسطين وعن لبنان في وجه الأطماع الإسرائيلية والمشاريع الأميركية. أليس من المعيب أن نوجّه الإتهام الى فصيلٍ من فصائل الأمّة الذي عمل وما زال من أجل حماية ما تبقى من كرامة وعزة وشرف أمام هذا السيل من التنازلات العربية عن فلسطين كما هو حال قضية تبادل الأراضي اليوم؟ ولا نوجّه اتهاماً الى المسبب الرئيسي عن كل هذه الفتنة العمياء على مساحة العالم العربي. إنّ حزب الله لا يأخذ الشيعة الى مكان خاطىء إنّه يأخذ الشيعة والسنة وكلّ الأحرار الى العزة والكرامة.
إنّ موقفه الداعم لسورية هو من أجل فلسطين التي يُراد تصفيتها، ومن أجل أن لا تدخل المنطقة بأسرها في أتون الفتنة والهيمنة، لذلك يجب أن ننبه بعض الأصوات الشيعية المدنية والدينية أن لا تقرأ بنفسها خطأ ولا تضع نفسها في موضع الإتهام، لأنّ المعيار الصحيح أن يكون موقفها العملي لا القولي مع فلسطين. ويتحتم على هؤلاء أن يعرفوا مخططات العدو وأكاذيبه وخداعه. وخصوصاً أن المعركة في سورية ليست سنية ولا شيعية وليست من أجل الدفاع عن النظام كما يزعمون، وإنما هي من أجل منْع إسقاط الأمة وخيارها بتحرير فلسطين.
ألا ترون أن مشاركة «حزب الله» في معارك القصير تشكل خطراً على الوحدة الإسلامية؟
- مشاركة «حزب الله» تأتي في سياق الدفاع عن قرى لبنانية ليس بمقدور الدولة اللبنانية الدفاع عنها، وهو أمرٌ معروف. ولو كان بمستطاع الدولة الدفاع لما قام هو بهذا الواجب ولكننا جميعاً نعلم بوضع الدولة الطائفي وسياساتها المقيدة بمجموعة من الإعتبارات والتوازنات الداخلية والإقليمية. أمّا مسألة أن دفاع «حزب الله» عن اللبنانيين يعرض الوحدة الإسلامية للخطر، فلا شك أن لكل شيء تداعيات من هذه الجهة أو تلك، ولكن الأولويات تفرض بعض التوجهات القاهرة. بل انني اعتقد أن خيار حزب الله في دفع الجماعات التكفيرية المسلحة ومنعها من التقدم هو الذي يعزز الوحدة ويحافظ عليها ويمنع الفتنة من أن تتمدد في المستقبل.
هل تتخوفون على المسلمين سنّةً وشيعة من تنامي وصعود هذا التيار السلفي على الشيعة في لبنان؟
- نحن نتخوف على المسلمين سنّة وشيعة من تنامي وصعود هذا التيار، لأن المشكلة من ممارسات هذا التيار لا تتوقف على الشيعة فقط وإنما على السنّة وعلى التعايش بين المسلمين والمسيحيين كذلك. نعم هناك مخاوف عامة وعلى اللبنانيين جميعاً من كل الطوائف والمذاهب أن يتحدوا ويتعاونوا ليحافظوا على عيشهم وحريتهم وخياراتهم في وجه الفتنة وفي وجه العدو الإسرائيلي.
السيد حسن نصرالله: لن نترك اللبنانيين في القصير وواجبنا الدفاع عن «السيدة زينب»
وجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير جملة رسائل منها:
إنّ لسورية في المنطقة والعالم أصدقاء حقيقيين لن يسمحوا لسورية أن تسقط في يد أميركا أو في يد إسرائيل أو يد الجماعات التكفيرية.
لن نترك اللبنانيين في ريف القصير عرضة للهجمات وللاعتداءات القائمة من الجماعات المسلحة، ومن يحتج إلى المساعدة أو المساندة لكل ما يلزم لبقائهم وصمودهم فلن نتردد في ذلك.
كل من سقط شهيداً منا في أي مكان من الأمكنة وخصوصاً هؤلاء الشهداء في الأسابيع الأخيرة ومن سبقهم من إخوانهم نعتز بهم.
هناك جماعات مسلحة «تكفيرية» موجودة في نقاط تبتعد مئات الأمتار فقط عن مقام السيدة زينب في الشام ولن تتردد في تدمير المقام.
قيام أي جماعات تكفيرية بتفجير أو هدم مقام السيدة زينب ستكون له تداعيات خطيرة جداً وستخرج الأمور عن سيطرة الجميع.
مسؤوليتنا أن نقف بوجه الجماعات التكفيرية حتى إذا اضطر الأمر بأن يقف مجاهدون شرفاء ليمنعوا سقوط بلدة السيدة زينب.
المراقد والمقامات
تتوزع المقامات والمراقد الشيعية في سورية على عدة مناطق، فهناك مرقد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب في دمشق الذي أُسس حوله بين عامي 1995 - 2000 ما يزيد على خمس حوزات علمية. السيدة زينب ماتت في المدينة المنوّرة ودُفنت في البقيع كما يؤكد الثقات من المؤرخين (ومنهم شيعة كبار من أمثال السيد محسن الأمين) وقد ردّها يزيد بن معاوية مع ابن أخيها علي بن الحسين وصحبهما إلى المدينة المنورة، ولم تخرج بعد ذلك لا إلى دمشق ولا إلى مصر حيث لها مزار مشهور أيضاً ويسمّى باسمها اليوم حي معروف من أحياء القاهرة.
ويرى المؤرخ اللبناني أحمد بيضون نقلاً عن أوثق المؤرخين كما يصنّفهم أن هذه القبور كلها إما أن تكون أنشئت لمجرد التبرك أو تكون لزينبات غير زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب التي يفترض أن تكون مدفونة، شأن العديد من أهلها، في البقيع بالمدينة وقد أصبحت قبورهم مجهولة من أزمنة بعيدة.
والى جانب مقام السيدة زينب ثمة مرقد للسيدة رقية بنت الحسين في دمشق ويقع هذا المقام على بعد 100متر أو أكثر قليلاً من الجامع الأموي في العاصمة السورية. كما يوجد في حلب «مشهد الحسين» وهو مقام أنشىء في عهد الدولة الحمدانية في القرن الرابع هجري. أما مقام السيدة سكينة بنت علي بن أبي طالب فيقع في داريا وهي منطقة تقع الى الجنوب الغربي من دمشق. وفي مدينة الرقة ثمة مقام للصحابي عمار بن ياسر.
شيعة لبنانيون مستعدون للقتال
مع «حزب الله»... في سورية
ا ف ب - في مناطق نفوذ «حزب الله» في شرق لبنان، لم يعد قتال الحزب الى جانب قوات النظام السوري في الارض السورية المجاورة سراً محظوراً. فاللبنانيون المؤيدون للحزب «القوي» فخورون بانجازات مقاتليهم، الذين يدافعون عن الارض والمقامات الدينية الخاصة بالشيعة، وفق ما يقولون.
في مدينة بعلبك ذات الغالبية الشيعية تبكي عائلة حسين حبيب، القائد الميداني في «حزب الله»، ابنها الذي قتل في ريف القصير في سورية، في معارك مع المجموعات المعارضة المسلحة منذ حوالي اسبوعين، وتنتظر تسلم جثته لدفنه. وتقول فاطمة حبيب (30 سنة)، ابنة عم حسين «نتعذب بسبب عدم تسلم جثته التي لا تزال مع المسلحين»، معتبرة ان حبيب من مواليد قرية في ريف القصير ومن سكان بعلبك، «ذهب ليدافع عن اهله وبيته».
وتضيف «فقدنا عزيزاً والوضع صعب لكن اذا احتاج الامر شخصاً آخر من العائلة، لا مشكلة في ان يذهب ويستشهد».
على بعد كيلومترات من بعلبك، عند مدخل بلدة القصر في منطقة الهرمل التي تعرضت اخيراً لقصف من مواقع مقاتلي المعارضة السورية في الجانب الآخر من الحدود، ترتفع صور الرئيس السوري بشار الاسد.
ويقول احد سكان البلدة ابو فادي كنعان مستعيداً العبارة التي يطلقها النظام السوري على مقاتلي المعارضة «الارهابيون اضطهدوا آلاف اللبنانيين الموجودين في قرى سورية حدودية مع لبنان، فطلب هؤلاء من المقاومة (حزب الله) معونة للدفاع عن ارضهم وعرضهم».
ويضيف وهو يراقب بمنظار من على سطح منزله المطل على منطقة القصير دخاناً اسود يتصاعد نتيجة غارة من طائرة حربية «نحن نحمي منازلنا في هذه القرى، نعم نحن نرسل اولادنا للدفاع عنها، ومستعدون لخوض المعركة».
ويحذر خبراء من جر لبنان، البلد الصغير ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة، الى اتون الحرب السورية، بسبب تورط «حزب الله» العسكري في النزاع الذي رد عليه بعض رجال الدين السنة المتطرفين بدعوة اللبنانيين الى الجهاد ضد النظام السوري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.