قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة متلفزة إن المطلوب من الحرب على سورية "ألا تكون هناك سورية كدولة مركزية وشطبها من المعادلة الإقليمية، والهدف هو تدمير سورية كدولة ومجتمع وشعب وجيش". واعتبر السيد نصرالله أن "ما يجري الآن في سورية يحمل الكثير من الأخطار والتهديدات لسورية نفسها وللقضية الفلسطينية"، مؤكداً أن "لعبة السلاح الكيميائي الأخيرة هي محاولة لاستدعاء التدخل الخارجي من أجل تدمير سورية". وأوضح السيد نصرالله أن حزب الله لا يحرض على القتال في سورية، "لكن نؤكد أنكم لن تتمكنوا من إسقاط دمشق عسكرياً"، وأن "أصدقاء سورية الحقيقيين لن يسمحوا بسقوطها في أيدي أمريكا وإسرائيل والجماعات التكفيرية"، موضحاً أنه "لا توجد قوات إيرانية في سورية والكل يعرف ذلك وقد يوجد خبراء إيرانيون هم موجودون منذ عشرات السنين". وعن ما تم تداوله عن أحداث ريف القصير في سورية أكد السيد نصر الله أن معلومات توافرت عن تحضير أعداد كبيرة من المسلحين أنفسهم للسيطرة على بلدات لبنانية محاذية لريف القصير وخلال الفترة الماضية تصاعدت وتيرة الهجمات على البلدات التي يقطنها لبنانيون في ريف القصير. وقال السيد نصر الله "من الطبيعي أن يدافع أهالي القرى اللبنانية عن أرضهم وأن ينالوا المساعدة"، مؤكداً أن "الحزب لن يترك اللبنانيين الموجودين في ريف القصير عرضة للإعتداءات من قبل الجماعات المسلحة وسنساعدهم". واعتبر نصرالله أن "هناك من يدافع عن مقام السيدة زينب (في ريف دمشق)، ويستشهد دفاعاً عنه ومنعاً للفتنة المذهبية، إذا نفذ التكفيريون تهديداتهم بتدمير مقام السيدة زينب فسيكون للأمر تداعيات خطيرة"، وأضاف "مقام السيدة زينب هو في عناية أهل السنة منذ مئات السنين ومشكلتنا هي مع الجماعات التكفيرية التي تقتل السنة والشيعة وتدمر أضرحة السنة والشيعة وتكفر الاثنين". وقال "هناك دول تمول وتسلح وتطلب من الجماعات التكفيرية الإقدام على خطوات مثل تدمير مقام السيدة زينب". السيد نصر الله طالب بالحوار في سورية وعدم التعويل على الحل العسكري، والتشديد على الحل السياسي وعدم الرهان على الميدان لأنه لا يقف عند حدود، وقال "يجب وقف الحرب في سورية". وعن المعارضة السورية قال السيد نصرالله "في مرحلة من المراحل كان يتم قمع كل من يفكر من المعارضة في الحوار السياسي من قبل دول ومجموعات ترعى الحرب، وأن هناك منذ عامين فتاوى وخطب تحض على الفتنة في سورية وهذا الإتجاه يؤدي إلى تدمير سورية".
في ملف الصراع مع إسرائيل حذر السيد نصرالله العدو الإسرائيلي من ارتكاب أي مغامرة في لبنان لأن المقاومة جاهزة للدفاع، وقال "إذا كان هناك أحد في لبنان أو غيره يتوهم أن المقاومة قد تكون في لحظة ضعف فهو مشتبه وخاطئ جداً"، مضيفاً "سننتصر في أي مواجهة مقبلة وعلى الجميع ألا يحسب حسابات خاطئة". وفي موضوع الطائرة بدون طيار التي أعلنت إسرائيل اسقاطها قبل أيام قال السيد نصرالله "حزب الله لم يرسل الطائرة وأصدر بياناً دقيقاً لحساسية الوضع في المنطقة.. كما لم يقدم الإسرائيليون حتى الآن فيلماً حول اسقاط الطائرة"، مستغرباً أن لا يحدد الإسرائيليون حتى الآن مكان إنطلاق الطائرة أو مسارها وهم يملكون أجهزة رادار متطورة، معتبراً أنه لا يمكن استبعاد أن تكون إسرائيل وراء اطلاق هذه الطائرة واسقاطها لخلق جو معين. وقال السيد نصرالله إن "القضية الفلسطينية اليوم تواجه خطر تصفية حقيقياً، وهناك محاولة عربية لفرض شروط معينة على الفلسطينيين وهو ما قد يسبقه عدوان"، معتبراً أن هناك مؤشرات مقلقة في المنطقة ومنها المناورات الإسرائيلية الأخيرة والتصعيد في غزة".