مما لا شك فيه ان الاحتفال بذكرى يوم القدس العالمي له اهميته القصوى على كافة الاصعدة السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية ، حيث يعد احياء هذا اليوم في شهر رمضان من كل عام محطة مفصلية في حياة امتنا الاسلامية الممزقة والمنهكة بفعل الخونة والعملاء الذين تسلطوا على هذه الامة وصادروا قرارها السياسي وإرادتها الوطنية المستقلة وجعلوا شعوب امة الاسلام تحت ذل القوى الاستكبارية العالمية المهيمنة وسخروا ثرواتها النفطية والمعدنية الهائلة في خدمة اعداء الاسلام وأعداء الله ورسوله فكانت النتيجة هي ضياع فلسطين السليبة وبقاء مدينة القدس تحت نير الاحتلال الاسرائيلي اكثر من 65 عاما رغم قدسية هذه المدينة في عقيدة وديانة المسلمين ، فهي اولى القبلتين وثالث الحرمين والمسجد الاقصى فيها من اقدس المساجد عند المسلمين. في هذه الذكرى وفي كل ذكرى نحيي فيها يوم القدس العالمي لا بد وان نتذكر السيد القائد المجاهد الامام روح الله الخميني رضوان الله عليه لأنه من دعى الى احياء مناسبة يوم القدس العالمي ادراكا منه لأهمية القدس في حياة المسلمين وحرصا منه على ان لا تنسى امة الاسلام قدس اقداسها والمسجد الاقصى وكذلك فلسطينالمحتلة ، وهي طريقة مثلى لجعل الاجيال تتذكر القدسوفلسطين في كل عام على الاقل وحتى تضل فكرة تحرير القدس حية في اذهان الاجيال جيلا بعد جيل وكذلك تثقيف الاجيال الاسلامية وتنوير وعيهم الجمعي بخطورة العدو الاسرائيلي على مستقبل امة الاسلام ومن ثم تعزيز روح المقاومة للعدو الاسرائيلي في اذهان الاجيال الصاعدة التي ينبغي عليها مواصلة الجهاد ضده وتحرير فلسطين وقدسها الشريف من نير احتلاله البغيض. تمر عليما ذكرى يوم القدس العالمي هذه الايام والأمة الاسلامية تعيش اسوأ احوالها ومراحلها التاريخية من حيث الضعف والمهانة والمذلة والهوان بسبب سياسات الاستسلام والخضوع التام لأمريكا وإسرائيل والقوى الاستكبارية العالمية المهيمنة ، حيث تخلت امة الاسلام عن نهج المواجهة والمقاومة والجهاد ضد العدو الاسرائيلي وانتهجت سياسة ما سمي بالسلام مع اسرائيل لتصبح امة الاسلام بموجب اتفاقات السلام مع العدو الاسرائيلي حارسا امينا لكيانه البغيض ولإطالة مشروح الاحتلال لفلسطين وقدسها الشريف ، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد فقط من العمالة والخيانة للقضية الفلسطينية وقدسها الشريف بل وصل الامر الى انظمة الاستسلام للعدو سارعت الى شن حرب عدوانية قذرة على الدول والقوى التي تقاوم وتجاهد الاحتلال الاسرائيلي وترفض سياسات الاستسلام والرضوخ لهمجيته وجرائمه ضد الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والعرب جميعا. حيث نلاحظ اليوم مدى الهجوم الشرس والاستهداف المتعمد لسوريا وإيران وحزب الله اللبناني وأنصار الله في اليمن من قبل قوى الاجرام والعمالة للعدو الاسرائيلي تحت مزاعم وذرائع طائفية ومذهبية لتضليل الناس وخداعهم للحيلولة دون ان يدركوا حقيقة الحرب التي تشنها قوى البغي والعمالة خدمة لإسرائيل ونيابة عنها ودفاعا عن امن اسرائيل كون تلك القوى جزء من المشروع الاسرائيلي والغربي في المنطقة ومدعومة بالمال الخليجي والسلاح الذي يتدفق عليها من تركيا والأردن ومن بعض القوى العميلة في لبنان وذلك لضرب القوى المقاومة للمشروع الامريكي والإسرائيلي في المنطقة. لقد ادرك العدو الاسرائيلي ومعه امريكا وأوربا وعملائهم في المنطقة عدم قدرة الاحتلال الاسرائيلي على مواجهة المجاهدين والمقاومين له في فلسطين ولبنان مثل حزب الله اللبناني وكتائب المقاومة الفلسطينية في فلسطين ، ففكروا بطريقة جديدة لضرب المقاومة والدول التي تساندها من خلال اذكاء الحروب المذهبية والفتن والصراعات الداخلية ، فتم تجنيد عشرات الالاف من الشباب العرب والمسلمين وإرسالهم الى سوريا ولبنان لقتال الجيش السوري وقتال حزب الله اللبناني خدمة للاحتلال الاسرائيلي ونيابة عن امريكا وحلفائها الاوربيين المتعهدين الرئيسيين بحماية امن اسرائيل ، لذلك بات من الضروري لأبناء امة الاسلام معرفة حقيقة الحرب الشرسة على الجيش السوري وحزب الله اللبناني كونها حربا بالوكالة عن امريكا وإسرائيل كون الجماعات التي تشن هذه الحرب والقوى الدولية والإقليمية التي تساندها انما هي في الحقيقة جماعات وقوى متصهينة وان ادعت الطهر والعفاف.