كثر الحديث هذه الايام عن ما تسميه وسائل الاعلام التابعة للقوى التي تسير في ركاب امريكا والقوى الغربية في خدمة المشروع الاسرائيلي في المنطقة عن ما تسمية تلك الوسائل الاعلامية التمدد الشيعي الايراني في البلاد العربية وتهويل تبعات ذلك التمدد على هوية الدول العربية وأمنها واستقرارها. ان تلك الوسائل الاعلامية وللأسف الشديد تتعمد خلط الاوراق وتتبنى سياسة ذر الرماد في العيون من خلال خداع الرأي العام العربي وتضليله بشكل مدروس ومخطط سلفا من خلال تهويل خطر ليس له وجود على ارض الواقع بينما تتجاهل تلك الوسائل الاعلامية الخطر الحقيقي الذي يهدد المسلمين جميعا عربا وعجما على حد سواء هو الخطر الاسرائيلي الذي بات يتغلغل في معظم الدول العربية والإسلامية ويهدد امنها الاجتماعي ونموها الاقتصادي. ان قضية اختراع عدو جديد للأمة العربية من قبل تلك الوسائل الاعلامية ليس إلا محاولة يائسة وبائسة للتغطية على العدو الحقيقي للأمة العربية والإسلامية وهو العدو الاسرائيلي والقوى الغربية العالمية التي تقف الى جانب ذلك العدو تسانده وتؤازره طيلة السنوات الماضية في حروبه العدوانية التي شنها ويشنها على الدول العربية بعد ان اكمل احتلال فلسطين وشرد الملايين من ابناء شعبها المظلوم وارتكب ابشع الجرائم ضد الانسانية بحق الفلسطينيين واللبنانيين والمصريين في حروبه العدوانية المستمرة حتى يومنا هذا. ان الوسائل الاعلامية العميلة التابعة لدول عربية وقوى سياسية تسيرها اصابع اسرائيلية خفية تتعمد تجاهل تلك الجرائم البشعة كما تتعمد تجاهل الخطر الاسرائيلي على البلاد العربية والإسلامية في تواطأ مفضوح ومكشوف الهدف منه نسيان القضية الفلسطينية ومحوها من ذاكرة الشعوب العربية وصناعة عدو وهمي تسميه تلك الوسائل الاعلامية العميلة التمدد الشيعي والخطر الايراني وغيرها من المصطلحات الخيالية الزائفة. ان تلك الوسائل الاعلامية العميلة تقدم خطابا اعلاميا مسموما للجماهير العربية بهدف خداعها وتضليلها حتى لا تلتف حول المقاومة العربية الاسلامية التي سطر بطولاتها وانتصاراتها ضد العدو الاسرائيلي حزب الله في جنوب لبنان والذي ارغم العدو الاسرائيلي على الانسحاب والهرب من جنوب لبنان طالبا حماية دولية تحميه من ابطال حزب الله المقاومة الاسلامية اللبنانية والمدعومة من جمهورية ايران الاسلامية والجمهورية العربية السورية التي يتصدى جيشها البطل لأشرس هجمة اسرائيلية غربية بتنسيق وتعاون من دول الخليج وتركيا وتيار الاخوان المسلمين الذي كشف عن وجهه الحقيقي وأعلن عمالته لإسرائيل والقوى الغربية المعادية للأمة العربية والإسلامية. ان من الملاحظ انه كل ما زاد دعم ومساندة جمهورية ايران الاسلامية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والسورية ضد العدو الاسرائيلي كلما صعدت تلك الوسائل الاعلامية من حربها النفسية ضد جمهورية ايران الاسلامية من خلال العزف على وتر الطائفية والعزف على وتر القومية رغم ان تلك الوسائل الاعلامية ومن يقف ورائها غير مهتمين وغير معنيين بالقيم الاسلامية او المبادئ القومية وكل ما يعنيهم ويهمهم هو خدمة الاجندة الاسرائيلية والغربية وتنفيذ المشاريع الاستعمارية في المنطقة العربية وتلك بلية ابتليت بها تلك القوى العميلة التي باعت نفسها للشيطان وسخرت كل امكانياتها المالية والإعلامية لخدمة اعداء الاسلام اعداء الانسانية. ومع زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد لجمهورية مصر العربية ومشاركته في مؤتمر الدول الاسلامية وظهوره بمظهر الزعيم المسلم الملتزم والحريص على مستقبل الامة الاسلامية وكذلك زيارته لعلماء الازهر متجاوزا المذهبية والطائفية التي تستخدم كسلاح فتاق لتمزيق الوحدة الاسلامية قاصدا من وراء ذلك تبليغ رسالة للعالم الاسلامي انه لا مكان للطائفية في اذهان القيادة السياسية الايرانية التي تحرص على وحدة العالم الاسلامي في مواجهة المخططات العدوانية الاسرائيلية والغربية محملا علماء الازهر مسئولية تاريخية تضع الامة الاسلامية امام التزاماتها الدينية والشرعية في توحيد صفها ومواجهة عدوها الحقيقي والتاريخي وهو العدو الاسرائيلي وحلفائه وعملائه المأجورين ، ومع ذلك وللأسف الشديد نجد تلك الوسائل الاعلامية تمارس الدجل والتضليل الاعلامي بكل صوره وأشكاله وتصف زيارة الرئيس الايراني نجاد بالتمدد الشيعي والتوسع الايراني وما يترتب عليه من مخاطر لأمن واستقرار الدول العربية. رئيس الدائرة السياسية بمركز الدراسات والبحوث اليمني [email protected]