إن الأحداث والوقائع اليومية تكشف لنا مدى حقد أعداء الله على ديننا وأمتنا وما أظهره سفاح مسجدي نيوزيلاندا من سلوك متعصب لعرقه وعدائه للإسلام والمسلمين وإقدامه على ارتكاب جريمته الشنعاء بقتل المصلين الأبرياء. هذه الجريمة البشعة التي أهتز لها الضمير الانساني في كل العالم، ومثل هذا العمل الشاذ والمنحرف إنما هو نموذج واقعي للكثير ممن يحملون هذا السلوك العدائي على الاسلام والمسلمين في الدول الأوروبية والغربية والذي قد يظهر بشكل فردي أو جمعي أو من خلال السياسات المتبعة التي تنتهجها دول الاستكبار والتسلط ولعل السياسة الغربية التي تستخدم مع المقيمين فيها من المسلمين أو ضد الشعوب العربية والاسلامية هي أحد السلوكيات الإجرامية التي تتم إما بشكل مباشر أو تحت غطاء سياسي أو من خلال أدواتهم وأذنابهم الخانعين والمنبطحين في دول العالم، وما موقف وزيري خارجية أمريكا وبريطانيا إلا واحداً من تلك السلوكيات والمواقف العدائية المتعصبة للعرق والدين والتي تخدمفي المقام الأول سياسة الكيان الصهيوني المحتل وهي بالفعل لا تختلف كثيراً عن جريمة سفاح نيوزيلاندا بحق الأبرياء العزل ، وهذه الحادثة الاجرامية تكشف عن كثب مدى تلذذ الدول المتغطرسة في سفك دماء أبناء الشعب اليمني وأصرارهم غير المبرر على دعم جارة السوء وتحالفها المجرم الأرعن رغم اعتراض بعض مصادر القرار فيها مثل مجلس الشيوخ الأمريكي وكثير من النواب البريطانيين والكتاب والباحثين إلا أن سياسة القتل والدمار أصبحت مستوطنة في نفوس قادتهم وأصبحوا لا يسمعون لصوت العقل ولا يعيرون أي اهتمام للسلام أو الجوانب الإنسانية التي يدعون بأنهم رعاة لها.. إن محاولة الربط بين الدعم الأمريكي البريطاني للعدوان السعودي الإماراتي بالأسلحة والعتاد والعمل الاستخباراتي هو في سبيل حماية المنطقة من الخطر الايراني وإنقاذ اليمن والتخفيف من معاناته هو بحد ذاته فرط من الغباء والاستغباء بعقول الناس لأن بيع الأسلحة بكل أنواعها والمساهمة في تحديد الأهداف لا يأتي منه إلا الخراب والقتل والدمار وخاصة عندما يقع هذا السلاح وتلك المعلومات الاستخباراتية في يد مجرم قاتل سفاح أستلذ بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ طيلة أربعة أعوام وما زال يسعى لسفك الكثير من الدماء تلبية لحقده الدفين بداخله وتنفيذاً لرغبة أسياده. ومن الملاحظ أن الأحداث تكاد تعيد نفسها لأن المعتدين من بني سعود وبيت زايد وكل من تحالف معهم قد فشلت كل محاولاتهم الإجرامية التي سعوا لتحقيقها في المرحلة السابقة من خلال التصعيد العسكري وكذلك من خلال المجال السياسي عبر المشاورات مما جعلهم اليوم يحاولون وكما هو واضح وجلي في تصريحات أسيادهم البريطانيين والأمريكيين أن يكشفوا ولو بشكل غير علني وواضح بأن الحلول للملف اليمني قد أفلت وأنهم في صدد الإعداد والتحضير لحملة عسكرية قادمة. والشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية وكل شرفاء الوطن يقولون لكل المتعصبين والمتلذذين بأشلاء الأطفال ودماء الأبرياء أياً كانت قراراتكم أو مكركم ومؤامراتكم فنحن اعتمادنا على الله وعلى أنفسنا وسنتجاوز كل العقبات والتحديات والصعاب وسننتصر على الشر وأذنابه بإذن الله تعالى. وستجدوننا حاضرون لكل أساليبكم الاجرامية التي تتبعونها وسيكون لكم المصير نفسه الذي لقيتموه منذ بداية عدوانكم الهمجي وقد يكون أشد وأعنف وأعلموا أنكم لم تروا من قوتنا وبأسنا إلا القليل وأن أرضنا فيها متسع لدفنكم تحت ثراها أنتم وكل من يدعمكم أو إرتزق منكم.