ستوكهولم مشاورات انعقد عليها الأمل لدى الكثير من أبناء الوطن كونها تمثل أحد الركائز السياسية الأساسية لبناء الثقة, والتي ستنطلق منها خطوات عملية أخرى الهدف الرئيسي منها -في المجمل- إنهاء العدوان على وطننا وشعبنا وإعادة لم الشمل وتطبيع الأوضاع وإيجاد حلول جذرية للمعاناة التي أحدثها المعتدون ومن تحالف معهم طيلة أربعة أعوام.. ولكن للأسف الشديد فمنذ الانتهاء من مشاورات الجلسة الأولى والبدء في الخطوات العملية للتنفيذ لنقاط الاتفاق والتي على رأسها إعادة الانتشار في الحديدة وملف الأسرى لم يلمس ما يبعث على التفاؤل بقدر ما ظهر الوجه الحقيقي للمعتدين ومرتزقتهم في صورة تعنت واضح الهدف منها هو إجهاض الاتفاق وإفراغه من محتواه الحقيقي, وجعله فقط مجرد وسيلة لإطالة أمد الحرب والإمعان والتلذذ في المعاناة التي يفرضونها على وطننا وشعبنا ومن الملاحظ أنه ومنذ البدء في المشاورات وعقد الكثير من الاجتماعات واللقاءات المحلية والدولية بين الفرق المكلفة لم يتحقق شيء على الأرض سوى استقبال مندوب الأممالمتحدة برحلاته المكوكية الأسبوعية بين صنعاء والرياض والأردن, لكن على الواقع ليس لتلك الرحلات الاستعراضية واللقاءات الإعلامية أية نتائج تذكر أو تعطي بوادر أمل، مما يكشف جلياً الموقف الخجول للأمم المتحدة ومحاولة تهربها الواضح حتى في كشف الطرف المعرقل لهذا الاتفاق, وهذه هي عادة الأممالمتحدة منذ بداية العدوان على وطننا وشعبنا رغم معرفتها الكاملة بالجرائم اليومية التي يرتكبها المعتدون ضد الإنسانية والبراءة إلا أن الموقف الدولي برمته مخزٍ للغاية كونه أصبح لا يفرق فعلاً بين الجاني والمجني عليه وأصبح من وجهة نظرهم الجلاد هو الضحية. ورغم الدعوات الجادة من قبل القيادة السياسية للوطن لتنفيذ اتفاق ستوكهولم إلا أن الطرف الآخر المسمى بالشرعية, وكما هو واضح من تصرفاته ليس له قرار ولا مسؤولية وقراره مرهون بيد أسياده مما يؤكد بأن الأعداء ومرتزقتهم المتسولين لم يؤمنوا بعد بالسلام والتحاور والتفاوض, ولو أنهم يعوا فإن هذا هو ما سيتم مهما طال أمد الحرب وأوجاعها لأن شعبنا وجيشنا ولجاننا الشعبية, وكل شرفاء الوطن لن يقبلوا الاستسلام أو الارتهان ولن يقبلوا أبداً الرجوع إلى زمن الوصاية والاستعباد والسطو على القرار والسيادة الوطنية, لأن هذا الزمن قد أفل وولى إلى غير رجعة وتضحيات أبناء وطننا لن تذهب سدى ولن تسقط جرائم المعتدين بالتقادم طال الزمن أو قصر وعلى المعتدين ومن تحالف معهم أن يدركوا هذه الحقيقة وأن يطلقوا سراح الاتفاق ليرى النور, لأن الحقيقة الظاهرة تفرض نفسها والدلائل توحي بأن الأمل يتلاشى لدى الكثير من تنفيذ الاتفاق واليأس بدأ يتسلل إلى النفوس بأن العدو يسعى لجعل هذا الاتفاق مجرد حبر على ورق فقط وأن محتواه سيظل حبيس الأوراق لا يبارحها أبداً.. وكأن هذه الخطوة التي يتعمدها المعتدون هي جزء من مخططهم الإجرامي وخروقاتهم وجرائمهم اليومية التي يرتكبونها في الساحل الغربي, وفي كل أرجاء الوطن شاهدة على نواياهم الحاقدة على وطننا وشعبنا.. لكننا لن نيأس وسنظل دعاة سلام, وفي نفس الوقت لن نفرط في حقوق وكرامة شعبنا وسيادة وقرار وطننا, فإن أرادوا سلاماً.. فنحن لها وإن أرادوا غير ذلك فلينتظروا مصيرهم المحتوم.