ايام قلائل وتحل علينا الذكرى الرابعة للعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على شعبنا اليمني المسالم، استخدم فيه العدو كل امكانياته العسكرية والمالية ، ليستهدف الشيخ والمرأة والطفل بمختلف الأسلحة يدمر البنية التحتية والاساسية للاقتصاد اليمني تحت ذرائع مختلقة كإعادة شرعية منتهية الصلاحية ، ومحاربة دول إقليمية لا وجود لها على الأرض في اليمن . تلك الذرائع التي يسوقها العدو عبر وسائل إعلامه منذ أربع سنوات يتكشف زيفها على الارض ، فالسعودية التي أستهدفت اليمن بربع مليون غارة جوية طيلة اربع سنوات ، وافرغت ترسانتها العسكرية من الاسلحة المتطورة التي يتجاوز تكاليفها اكثر من 200 مليار دولار ، ولم تكتف بذلك بل أخرجت اسواق السلاح العالمية من حالة الركود ولاتزال تعقد الصفقات تلو الأخرى لشراء المزيد من الأسلحة الفتاكة لاستهداف الشعب اليمني الصامد على ارضه ووطنه ، لم يكن من أجل شرعية انتهت قبل العدوان بإشهر فعلياً ، ولا من أجل محاربة المد الإيراني وفق إدعاءات الرياض ، ففاتورة العدوان اكبر من تلك الذرائع والمبررات ، ولو لم تكن هناك مصلحة لآل سعود في تدمير هذا الوطن لما انفقو تلك الأموال الطائلة التي حولت السعودية من دولة دائنة إلى دولة تبحث عن المزيد من الديون ، وان تكن مصالح فقدتها الرياض في اليمن منذ اربع سنوات تفوق ما انفقته من أموال وما بددته من سلاح لتوقفت في الشهر الاول لهذا العدوان الارعن ، ولكن هناك يقول من ايه مصلحة تتحدثون عنها وأية مكاسب يمكن ان تجنيها السعودية التي تصدر 10 ملايين برميل نفط في اليوم من بلد يحتل المراتب الاولى في معدلات الفقر والبطالة وياتي في ذيل قائمة الدول الأقل نمواً ، ويعد واحداً من ضمن ثلاث دول في العالم يعاني من الجوع . تلك التساؤلات يطرحها الكثير ممن يجهلون ما يخفي هذا الوطن في صحاريه الواسعة وجباله الشامخة وسواحله الطويلة وبحاره العميقة من ثروات هائلة كفيلة بأن تنهي وجود السعودية في سنوات لو استغلت استغلالاً أمثل ..فالعدوان السعودي الأمريكي لم يأت ليعيد هادي ومن ارتموا في احضان آل سعود للحكم دون دافع او سبب ، ولكنة جاء ليعيد اليمن إلى عباءة الوصاية السعودية التي استلبت القرار السياسي استقلاليته ، وحولت حكام هذا البلاد إلى حديقة خلفية تدار من قبل أدوات محلية رخيصة تنفذ أجندة الرياض على حساب الوطن ومصلحته العليا وحق ابنائه في العيش الكريم . ولذلك فإن ما فقدتة السعودية في اليمن ليس أدواتها الذين تساقطو من مراكز السلطة السياسية والقبلية ، بل فقدت السيطرة على اليمن وشعرت بخطورة خروج اليمن عن الوصاية السعودية التي حولت اليمن الى بلد متخلف وفقير ، تلك المصلحة المفقودة تتمثل في الكنوز الثمينة التي لاتزال في باطن هذا الارض من معادن ثمينة ومتعددة وبكميات ضخمة ، ومن ثروات نفطية هائلة تتواجد من حرض وحتى تهامة والجوف ومأرب وحضرموت وشبوة والمهرة ، يضاف إلى النفط البحري المكتشف منة وما لم يكتشف . لو لم هناك مصلحة مفقودة للرياض في اليمن لما انفقت مئات المليارات من الدولارات ولما اشترت المرتزقة من عدد من دول العالم بمئات الملايين من الدولارات ، ولما اشترت صمت الدول والمنظمات الدولية على جرائمها في اليمن بميات الملايين . . ولكن ما فقدتة السعودية من مصالح في اليمن كبيرة ربما تفوق فاتورة إنفاقها العسكري على هذا العدوان ، فاليمن غني بالثروات المتعددة التي لاتحصى في مختلف المجالات والقطاعات ، وتمتلك مخزوناً بشرياً هائلاً قادراً على توظيف تلك واستخراجها وتوظيفها في صالح التنمية ، وسينقل اليمن دولة فقيرة ومعدمة إلى دولة نامية وغنية في ظرف سنوات قليلة ، وهو ما لا تريدة السعودية التي كانت لها حساباتها الخاطئة في إستغلال تلك الثروة ونهبها كما يحدث اليوم في المحافظات الجنوبية والشرقية, فالسعودية تحاول فرض إحتلالها في محافظة المهرة لتنفيذ مصالحها الاقتصادية الممثل بتنفيذ أنبوب نفطي يصل النفط السعودي بالبحر العربي، وبالمثل تحتل الإمارات ميناء عدن وحقول النفط في محافظتي شبوة وحضرموت ، وتحاول ضم جزيرة سقطرى عن السيادة اليمنية . تلك الدول الاستعمارية بالوكالة تسعى ايضاً لتامين مصالح أمريكا واسرائيل في باب المندب تحت مختلف الذرائع . لذلك ونحن على أعتاب العام الخامس للعدوان نرى أن العودة إلى الماضي مستحيل ، ونتمنى ان نكون قد استفدنا من هذا العدوان بقدر الاضرار والخسائر البشرية والمادية التي تكبدناها ، فنحن نقف اليوم في البداية وعلينا ان نعد أنفسنا لمعركة التنمية الشاملة التى تخشاها السعودية وزبانيتها ، وليكن ذلك الرد الذي سينهي وجود أل سعود وسينهي مطامعهم في اليمن إلى الأبد.