عام رابع مضى وعام خامس يبدأ والشعب اليمني يزداد صموداً وعزيمة وإصراراً وتحدياً وثباتاً أمام تحالف عدوان اجتمعت فيه كل قوى البغي والطغيان في هذا العالم.. وكل هذا أكد عليه شعبنا يوم أمس 26 مارس 2019م بحشوده الملايينية التي تدفقت أمواجها الهادرة لتجتاح الطرقات والشوارع من كل حدب وصوب متجهةً إلى ساحة السبعين في عاصمة اليمن الموحد السياسية والتاريخية صنعاء, مجسدةً في استيعاب واعٍ لموجبات التصدي لتحالف عدوان إجرامي وحشي غاشم وفاجر لم يسبق لشعب آخر ان واجه مثله ولم يسبق لتحالف عدواني اجتمعت كل قوى الشر فيه لتحتفل لا بصمودها فقط, بل وبنصرها الرابع على قوى الاستعمار القديم والجديد في صورته البريطانية الأمريكية وأدواتهما واتباعهما الإقليميين والدوليين الذين لم يكتفوا بشراء ضعفاء النفوس والعقول من أبناء جلدتنا لكنهم أتو بكل أوباش الأرض من أولئك المصابين بعاهات الفكر الصحراوي الوهابي التكفيري الإرهابي الغريب على ديننا وعلى مبادئنا وقيمنا الإسلامية العربية الحقة والأصيلة.. وحتى يكمل تحالف العدوان هذا جمعه استجلب أضعافاً إلى كل ما سبق من الساقطين والمنحطين من مرتزقة الشرق والغرب عبر شركة بلاك ووتر وأخواتها, ومع ذلك هيهات أن ينالوا من شعب العزة والكرامة الحضاري العريق والعظيم والذي قل أن يوجد شعب صلب وشجاع وحكيم في مواجهته كشعبنا اليمني الذي لم يلحق بتحالف العدوان هزائم نكراء وحسب, وإنما جعله محط سخرية وازدراء أمام العالم كله.. ليس هذا وحسب, بل لقن اليمانيون درساً عملياً لكل المستضعفين والمظلومين في كيفية ان الإيمان والإرادة والوعي والبصيرة قادرة على اجتراح مآثر وتسطير ملاحم حقيقية ترقى إلى مستوى المعجزات في مواجهة قوى اجتمع فيها مال النفط القذر بقوة السلاح الحديث الفتاك والحصار المطبق الذي اتخذ أبشع صور وأشكال الحروب الاقتصادية على شعب مفقر لم تتوقف مؤامرات أعدائه عن إبقائه ضعيفاً وتابعاً مجهضة كل تطلعاته في التغيير والتطور والتقدم والرقي وعلى رأس أولئك الأعداء نظام بني سعود والكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين المقدسة للعرب والمسلمين جميعاً. اليوم اجتمعت هذه الحشود الملايينية في ميدان السبعين وكل ساحات عواصمالمحافظات الحرة بعد أربع سنوات من العدوان وعلى هذا النحو الذي لا نظير له ليضع في وعي أعدائه قبل أصدقائه أن مثل هذا الشعب الأبي لا يهزم وعلى المتحالفين في عدوانهم أن يعيدوا قراءة التاريخ جيداً ليعرفوا أن أرض اليمن كانت وستبقى مقبرة للغزاة وانتصاره يعني نهاية أعدائه أكانت ممالك ودويلات متخمة خزائنها وكروش حكامها صنائع الاستعمار وأدواته بثروات الأمة التي تعبث بها لإبقاء عروشها وحكامها وثروات شعوبها أدوات طيعة لدول كبرى وإمبراطوريات متجبرة.. هكذا هو الشعب اليمني وسيظل قاهراً للطغاة صانعاً للمستحيل محولاً صبره وتضحياته وصموده إلى ملاحم أسطورية.. هذه هي المعاني التي تحملها رسائل هذه الحشود لأعدائه والمجتمع الدولي بعد أربع سنوات وشعب بهذا الشموخ والصمود والثبات, هو المنتصر بإذن الله..