لو تأملنا مليا في طبيعة تشكيل تحالف العدوان على اليمن الذي يضم عدد من الدول بقيادة السعودية وظروف نشأته وأهدافه واستراتيجيته وحسابات الدول التي انضمت إليه استجابة لدعوة الرياض قبل اربع سنوات فسنجد أن هذه الدول المشاركة في تحالف العدوان هذا ألتقت بمراميها وحساباتها وأغراضها الخاصة والعامة والمعلنة منها والخفية على درب وجسر المصلحة . وقد كان للدافع والعامل الإقتصادي والسياسي أثره الأكبر والأبرز في تشكيل ذلك التحالف العدواني وإلتقاء مصالحها وسياساتها وتوجهاتها المتصادمة والمتنافية والمتعارضة في جوانب كثيرة وصور شتى . وقد ألفت المصالح بين قلوب المشاركين في هذا التحالف العدواني الذي تشن دوله حاليا حربا ضروسا على اليمن منذ اربعة أعوام خلت استنادا إلى دعاوى كاذبة ومزاعم باطلة أنبرت الرياض وحليفتها أبو ظبي بشكل أساسي لتسويقها وترويجها ومحاولة اقناع الرأي العام العربي والدولي بها والمضي قدما في ترديدها وتقديمها في كل محفل ولقاء اقليمي ودولي يعقد هنا وهناك إلى جانب تبني وتمويل حملات دعائية واعلامية متزامنة ومكثفة تتحدث بألسنة دول تحالف العدوان في إصرار عجيب وكبير منها على ممارسة تزييف الوعي ونشر الإفك وترديد الأقاويل الكاذبة ذات الصلة بمزاعم المعتدين ودعاويهم الباطلة التي لم تلق لها صدى أكبر على المستوى المحلي والإقليمي والدولي خلال الفترة المنصرمة من حرب تحالف دول العدوان على اليمن برغم الإمكانيات المهولة والنفقات الكبيرة التي تقدر بمليارات الدولارات من قبل السعودية وحليفتها الإمارات بوجه خاص لهذا الغرض وذات الغاية !. وهناك دول أخرى انضمت لتحالف العدوان على اليمن و الذي تقوده الرياض كان لها حسابات ومصالح وأهداف آنية وبعيدة جعلتها ودفعتها للإنضمام إلى ذلك التحالف والمشاركة في عملياته العسكرية العدائية التي تستهدف اليمن وشعبه تختلف نوعا ما في بعض التفاصيل عن مصالح وحسابات وأهداف السعودية والإمارات وتقل أو تكثر بتفاوت عنها وإن كان الغرض الدنيئ واحد والمتمثل هنا بالحرب والعدوان على اليمن من منطلق يتعارض مع كل القيم والمبادئ والحقوق والإعتبارات الكثيرة والمتنوعة . فلو نظرنا مثلا إلى موقف أمارة أو مشيخة قطر من التحالف والحرب الحالية على اليمن ومشاركتها فيها فسنلاحظ أن موقف هذه الدويلة الصغيرة حجما ومساحة واعتبارا وشكلا ومضمونا وتاريخا ومعنى مبني على أساس تطلعها وسعيها الحثيث والدؤوب للعب دور أكبر منها وهو ماعبرت عنه وأكدته مشيخة آل ثاني في الدوحة في مواقف وقضايا مماثلة وشبيهة بقضية الحرب على اليمن..وقد حرصت الدوحة دائما على ان تظهر وتبدوا بسياستها المنتهجة المتعلقة بالقضايا الإقليمية والدولية شديدة التعقيد والحساسية مغايرة ومختلفة بل ومتصادمة أحيانا مع سياسات شقيقاتها في منظومة التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية الأخرى . وفي البدء أيدت قطر تشكيل تحالف دول العدوان على اليمن بقيادة مملكة آل سعود وشاركت في بعض عملياته العسكرية ثم أوعزت لماكينتها الإعلامية ممثلة بقناة الجزيرة وغيرها بعد اختلافها مع الرياض لإثارة موضوع الحرب على اليمن ورصد وتتبع الإنتهاكات السعودية والأماراتية في هذه الحرب والتبرأ مما ترتكبه هذه وتلك من جرائم حرب بحق اليمنيين وتتناسى الدوحة مع ذلك ادوارها السابقة والمشبوهة في زعزعة الأمن والإستقرار في اليمن من خلال تبنيها لطرف من اطراف الصراع السياسي في اليمن ودعمه كما فعلت في تدخلها في قضية صعدة وحروبها وثورة شباب فبراير 2011 م احدى ثورات الربيع العربي التي كان لقطر الدور الأبرز والأخطر في دعمها وتبنيها وتأجيجها وحرفها عن مساراتها الصحيحة لتتحول الى نقمة وخراب شامل و كارثة ماثلة للعيان بكل نتائجها وتداعياتها حتى اللحظة خدمة لمصالح الغرب وأجندة دوله وتوجهاتها وتوجيهاتها التي تنفذها الدوحة بالحرف والأمثلة كثيرة على ذلك فما حدث ويحدث في بلدان كاليمن وسوريا وليبيا والعراق ومصر غيض من فيض ودليل ادانة لمشيخة قطر الدائرة في فلك الغرب والصهيونية والخادمة المخلصة لمصالح اعداء الأمة في المنطقة واحدى ادواتهم الطيعة. بل إن الدوحة لم تخف أو تخجل من مدها لجسور التواصل الحميم والعلاقة المباشرة مع دولة الكيان الإسرائيلي الغاصب منذ سنوات طويلة وهناك ممثلية تجارية اسرائيلية في الدوحة وتبادل زيارات الوفود الحكومية بين تل أبيب والدوحة لم يعد سرا ولا أمرا خافيا يتم التكتم عليه خاصة في السنوات الأخيرة . ومن هنا أو بمعنى أصح تبدو قطر بذلك واحدة من الكيانات التي تنخر كالسوس في جسد الأمة وعمقها وتحسب عليها وجزءا منها كتابع للغرب واحد خدام مصالحه بلا حساب ولا حياء !. فعن اي عروبة واسلام هؤلاء يتحدثون ?!. ...... يتبع .....