علماء الأمة هم صمام أمانها بل إنهم تلك المنارات التي ترشد أبناء الأمة إلى طريق الحق،فإذا غاب العلماء عن الأمة ضلت عن دينها والعلماء هم من وعدهم الله سبحانه وتعالى بالرفعة والدراجات العلا قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي المَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) سورة المجادلة وهذا الوعد ليس لكل عالم أو من أرد أن يسمي نفسه بالعالم بل إنه وعد من الله للعلماء المؤمنين الذين أطاعوه فيما أمرهم وسارعوا إلى فعل الخيرات ،وسخروا العلوم التي تلقوها في خدمة الأمة والدين، بل وإنه صلى الله عليه وآله وسلم قد وصفهم فيما معنى الحديث بأنهم ورثة الأنبياء في العلم كما ورد عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(وإن العلماء ورثة الأنبياء،وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم،فمن أخذه أخذ بحظ وافر)، فالعلماء يأخذون مكانة الأنبياء في العلم بالأمور الدينية،فيا لها من مكانة وما أعظمه من فضل! والعلماء هم أرقى الناس منزلة في الدنيا قبل الآخرة، وهم أحق الناس بتطلع النفوس إليهم لما عندهم من فضل،بل وغبطتهم فهم العدول الحقيقيون وهم أهل الخشية لله سبحانه وتعالى كما قال عنهم في كتابه العزيز قال تعالى:(وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) سورة فاطر، فالعلماء المؤمنون هم أكثر الناس خوفاً لله وأكثرهم اتقاءً لعقابه،وذلك بطاعته والإيمان المطلق بقدرته على كل شيء،فكان جزاؤهم أن جعل الله سبحانه وتعالى لهم مكانة عالية وقد بين فضلهم ومستوى هذه المكانة في قوله تعالى:( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا العِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (18) سورة آل عمران،فقد قرن الله سبحانه وتعالى شهادة ملائكته وشهادة أولي العلم بشهادته،فالعلماء الربانيون المتخصصون بالعلوم الدينية،والمعارف الإسلامية قد أوقفوا حياتهم لخدمة العلم وخدمة الشريعة الإسلامية ونشر مبادئها وتوضيح أحكامها ،وبذلوا كلما بوسعهم لهداية الناس وتوجيههم وجهة الخير والفلاح، لذا من الواجب على المسلمين بكل زمان ومكان أن يستهدوا بهم وينهلوا من معين علومهم؛ ليكونوا على بصيرة ودراية ومعرفة كاملة بعقيدتهم وشريعتهم ،فلا يكونوا ضحية للوقوع تحت تأثير دعايات الغاوين والمضللين من أعداء الإسلام الذين استطاع العدو تجنيد بعض منهم،خصوصاً أولئك الأشخاص الذين أثبتوا لكل ذي عقل أن لا علاقة تربطهم بهذا الدين لا من قريب ولا من بعيد، فمن يحث، بل ويصدر الفتاوى الباطلة لسفك دماء المسلمين ويتولى اليهود والنصارى اعتقد أنه مازال ينتمي إلى الإسلام في شيء،فقد أصبح عبارة عن معول هدم يتم استخدامه في تقويض أساسات الأمة الإسلامية والتغرير بشبابها ومحاولة سلخهم عن هويتهم الإيمانية التي بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل جهود العلماء الربانيين الذين دأبوا على جهاد الضلال والكفر من خلال حرصهم الشديد على إصلاح المجتمع الإسلامي وإرشاده ستظل هي الهوية المشتركة التي تجمع أبناء الأمة الإسلامية في شتى أصقاع الأرض، ولا نبالغ إن قلنا بأن العلماء هم سادة المجتمع وقادته الأجلاء وهم منارات الأرض، وهم خيار الناس المراد بهم الخير ،والناس بحاجة إليهم في كل وقت وحين، وهم من ارتبطوا بالعلم الذي هو من أجل الفضائل وأشرف المزايا وأعز ما يتحلى به الإنسان،وهو أساس الحضارات ومصدر أمجاد الأمم، وهو أساس السعادة الأبدية وشرف الدارين والعلماء هم خزنته وحملته،فالعلم لا ينتزع انتزاعا من العباد كما جاء فيما معنى الحديث النبوي بل ينتزع بقبض العلماء وموتهم وتغافل الأمة عن الاهتمام بالعلم والعلماء والحرص على الاستفادة منهم والاقتداء بهم، فاحفظ اللهم علماءنا الأجلاء ويسر لنا سبل الاقتداء بهم،وأعنهم على عمل كل ما يدفع بهذه الأمة نحو الرقي والهداية والتميز كما أردت لها إنك على كل شيء قدير.