عظمة الرجال المؤمنين بالله.. المخلصين للمبادئ والقيم التي يحملونها بكل تأكيد هم من ذلك النوع المجسد للمشاريع الوطنية والإنسانية الكبرى وهؤلاء لا تقاس حياتهم بكم عاشوا على هذه الأرض, بل بكيفية ما عملوا في حياتهم القصيرة ربما بالمعنى الزمني وأمثال حياة الشهيد المجاهد الرئيس صالح الصماد لا تقاس على هذا النحو بل بمعايير تتجاوز الزمان والمكان. القادة الكبار تصنعهم أحداث ومتغيرات كبرى ويصنعونها والمشاريع العظيمة لا يمكن إلا أن تنجب عظماء ليكونوا في مستوى متطلبات واستحقاقات التحدي والخطر المحدق بالوطن والأمة.. إنها جدلية الاستثناء في المراحل الاستثنائية من التاريخ.. هكذا كان الرئيس الشهيد صالح الصماد تجلياً لانبثاقه وعياً دينياً ووطنياً وإنسانياً ثورياً جديداً معبراً عما يجب أن يكون عليه وعي هذه الأمة التي يراد أن يفرض عليها الانهزام والخضوع والإذلال والتمزق والشتات ومن ثم الاضمحلال والتلاشي وهذا مالا يجب أن يكون ولن يكون مصير امة عظيمة حملت راية رسالة السماء لتشع على الأرض نوراً من الرحمة والخير في مواجهة شر الطغاة والظلمة والمستكبرين ليعم البشرية العدل والسلام. هذا هو المشعل الذي حمله الرئيس الشهيد الصماد ليمضي في حركة لمسيرة لا حدود لها إلا النصر مهما كانت التضحيات.. هذا ما أكده صالح الصماد في تحركه الجهادي الإيماني الوطني الواعي والصادق والشجاع الذي لم يهب تغول قوى الشر والعدوان على شعبنا ووطننا وشعوب وأوطان امتنا العربية والإسلامية.. راسماً الشهيد الرئيس بدمه الزكي الطاهر آفاق متغيرات وتحولات لم تعد ملامحها تتبرز في هذه الآفاق بل أصبحت حقائقها ملموسة واضحة وتزداد سطوعاً يعبر عنها الفشل المتلاحق لمشاريع تحالف العدوان الاستعماري الأمريكي الصهيوني وأدواته في المنطقة وعلى رأسها كياناً بني سعود وبني زايد وأذنابهم في اليمن الذين لا يختلفون كثيراً عن بقية الأذناب التي خانت أوطانها وشعوبها ولن تستطيع بفتات المال النفطي المدنس والوعود الوهمية لها من أمريكا وبريطانيا أن تمحو عار الخيانة الذي سيلازمها مصحوباً بلعنات الله والتاريخ وشعبنا اليمني وشعوب أمتنا والأجيال القادمة.. أما الرئيس الشهيد وأمثاله ومن معه من المؤمنين المجاهدين الذين قدموا أرواحهم ودماءهم من اجل سيادة ووحدة واستقلال اليمن وحرية وكرامة وعزة شعبه فهم عند ربهم أحياء يرزقون وستدون صفحات أسفار التاريخ أسماءهم وجهادهم وتضحياتهم بأحرف من نور.. انه المجد والخلود في الدنيا والآخرة. في هذا السياق نقول لتحالف العدوان وكل قوى البغي والطغيان أن صالح الصماد اليوم يواجهكم بروحه الخالدة أكثر مما كان قبل أن تنالوا منه فأمثاله لا يموتون باستشهادهم الذي تتحول تضحياتهم إلى قوة متجددة لشعب بكامله لا تهدأ ولا تستكين إلا بهزيمة المعتدين المجرمين المستكبرين وانتصار المظلومين والمستضعفين وهذا هو وعد الله وحقيقة القضايا العادلة عبر التاريخ. لقد بلغ بغي أمريكا وأذنابها بني سعود ذروته.. وبلغ صبر شعبنا مداه وما بعد الذروة إلا الانحدار وما بعد المدى إلا النصر.. إنها دروس وعبر التاريخ ونهاية المتجبرين. وكما قلنا كتب الرئيس الشهيد صالح الصماد بعلمه وشجاعته وإقدامه وحكمته ودمه البداية والنهاية لهزيمة أمريكا والعدو الصهيوني ومشاريعهما في اليمن والمنطقة اللذين سجلا سابقة باغتيالهما المباشر رئيساً يمنياً ولم تدركا أن هذا القائد الذي جمع بين العلم والعرفان والقيادة العسكرية والسياسة ليكون الأنموذج في حلقات العلم وفي ساحات الوغى وجبهات القتال انه باستشهاده تحول إلى مصدر الهام لشعبنا الصابر الصامد المنتصر وسيبقى كذلك للأجيال القادمة.. فسلامٌ عليه عالما ومجاهداً وشهيداً.