جاءت الذكرى الأليمة لاستشهاد الرئيس المجاهد “صالح علي الصماد”، وتجددت معها أحزان اليمنيين وتعاظمت معها آلامهم. جاءت هذه الذكرى ولم تجف الدماء بعد !! بل إنها ما زالت تسيل كالأنهار، ولم يكتفِ المجرمون برؤيتها، بل إنهم مازالوا يواصلون ارتكاب جرائمهم وبكل وحشية. نعم هي ذكرى أليمة لدى كل يمني حر عرف الله تعالى حق المعرفة، وعرف أولياءه الصادقين، وستظل ذكرى أليمة في قلب كل من عرف الشهيد الرئيس صالح الصماد الذي رسم لليمنيين طريق الكرامة، والحرية من منصب رئيس الجمهورية في الوقت الذي تستغل فيه الحكومات العربية هذا المنصب من أجل إذلال الشعوب وتركيعها لأعداء الأمة. وهاهو الشعب اليمني اليوم مازال ينتهج نهج الرئيس الشهيد “صالح الصماد” لم يترك للعدوان أي فرصة واحدة من أجل أن يتمكن منه، ويشتت الألفة التي زرعها الشهيد الصماد بثقافته القرآنية الأصيلة، ولم يختلف الشعب اليمني الملتزم حتى اليوم؛ كيف لا وهم يقتدون برئيس قال لهم في يومٍ من الأيام ”لا يوجد شيء نختلف عليه” قضيتنا واحدة ودمنا واحد، ووطننا واحد. فالرئيس الشهيد بكل تحركاته الجهادية قد أذهل الأعداء قبل الأصدقاء، لم يستغل منصبه من أجل مصلحته الشخصية، ولم يترك الشعب اليمني على حافة الهاوية، بل أنه كان يحتسب نفسه جندياُ مجاهداُ في سبيل الله، ووضع لأبناء الشعب اليمني نظاماً إذا ما ساروا عليه تمكنوا من النهوض من بين الأنقاض ”يد تبني ويد تحمي“. حتى أن الشهيد الرئيس “صالح الصماد” كان مدرسةً في البذل والعطاء، فقد أعطى الوطن جهده وهبه روحه الطاهرة ونفسه الزكية، وأعطى للتاريخ دروساً في الرجولة والثبات، وللحكام دروساً في كيفية تحمل مسؤولية الشعوب بطريقة قرآنية حكيمة غايتها “القسط” وهي أن يعمل الحكام بمبدأ “سيد القوم خادمهم” كما علم الشعوب معنى الحرية وما معنى ”الثورة والإباء”.. لم يترك شيئاً إلا وتوجه لإصلاحه بحكمةٍ وسداد، رفع الشعب اليمن عالياً، وحافظ عليها وضحى بدمه من أجلها ومن أجل الوطن والدين. حتى أنه أعطى للنساء اليمنيات مواقف عظيمة، واختصهن بخطاب خاص وجهه لهن في ذكرى ولادة الزهراء عليها السلام، وقال لهن “بأن المرأة ليست نصف المجتمع بل انها المجتمع كله” ، وحثهن على الحشمة والبذل والجهاد في سبيل الله ، وصنع منهن جبهة عظيمة شامخة في مواجهة العدوان، وها هي اليوم المرأة اليمنية تكمل الرجل اليمني في جهاده وتضحياته وصبره، وما هذه إلا ثمرة طيبة من ثمار أعمال الرئيس الشهيد “صالح الصماد”. ختاماً: كلمة قالها الرئيس الشهيد ووجهها للعدوان، ونحن اليوم في هذه الذكرى العظيمة والطاهرة، ذكرى ارتقاء الرئيس الشهيد إلى جوار ربه شهيداً حياً كريماً، قد وجّه للعدوان كلمته التي هي بالأساس كلمتنا جميعاً وكلمة الرسول محمد (صلوات الله وسلامه عليه وآله) من قبلنا، ألا وهي ”أن نفوسنا غالية ليس لها ثمن إلا الجنة”. فلم ولن نرخص أنفسنا من أجل فتات الدنيا، ومن أجل أن ننال الخزي والعار أمام الأعداء، بل سنواصل على درب السيد الصماد، وسنجسد كل ما تعلمناه في مدرسة عطائه كرامة على أرض الواقع “يد تبني ويد تحمي” وهيهات منا الذلة.