لم أكن أتصور يوما إنني سأرثيك واكتب عنك هذه الكلمات التي ترددت في كتابتها عنك زميلي وصديقي العزيز المقدم احمد الزعكري لا لشئ وإنما لعدم استعيابنا لهول الفاجعة والصدمة التي ألمت بنا حال سماعنا خبر استشهادك .. لكن مشيئة الله أرادت لك الشهادة والخلود بعد أن أبليت بلاء حسنا وأنت تدافع وببسالة منقطعة النظير وتذود عن حمى الوطن مع رفاق دربك الأبطال في مختلف جبهات العزة والكرامة حتى توجت بالشهادة والخلود الأبدي . مواقف وعمل بطولي جسدته وأنت تواجه المعتدين البغاة ومرتزقتهم, لم تثنيك جراحك التي أصبت بها قبل أشهر قليلة لتعود إلى جبهات القتال أكثر حماسة واندفاعا في مواصلة مشوارك النضالي المفعم بالروح الوطنية والإيمان القوي بضرورة تخليص الوطن من شرور ودنس الغزاة والمحتلين .. كل يوم ونحن على اتصال وتبشرنا بكل جديد في سير المعارك والانتصارات التي حققتموها أنت وزملاؤك الميامين في ميادين العزة والكرامة والشرف. كل يوم تطمئن علينا باتصالاتك وسؤالك الدائم عن أحوال وأخبار الزملاء..لم يغب عن خاطرك وأنت تواجه وتقتحم الموت زملاؤك وأصدقاؤك .. ولم يغب عن خاطرك الوطن أبا زهير فقد عرفتك ذلك الرجل الشهم والمقدام الذي لا تثنيه العوائق مهما بلغت . انتصارات ذي ناعم والسيطرة على جبل حلموس الاستراتيجي ومواقع عدة في البيضاء كانت من ثمار بطولاتكم وإقدامكم . لله درك ايها البطل المغوار لقد كنت بحق فارس السيف والقلم.. فإلى جانب مواقفك البطولية في ميادين القتال فقد كنت نجما لامعا في كتابتك وتحليلاتك العسكرية والميدانية والاستطلاعات التي اثريت بها الاعلام العسكري من قلب الحدث .. هنيئا لك الشهادة ولأبنائك ابو راس وزهير ولأسرتك الكريمة الفخر بمواقفك وبطولاتك التي قدمتها ومن قبلك ابن أخيك الشاب الخلوق المجاهد يحيى الزعكري الذي سبقك بالشهادة بعام ونصف تقريبا وايضا شقيقك المجاهد ابو تميم الذي لايزال مثخناً بالجراح وكان ولايزال له الدور الابرز مع اخيك الاكبر الشيخ صالح الزعكري وابناء مديرية السودة الشرفاء في مواجهة اعداء الانسانية والوطن . ستظل يازميلي العزيز بما قدمته في سبيل وطنك مصدر الهام لنا ولأجيالنا نستشف من سيرتك ونضالك كل معاني الحب والوفاء للوطن والتضحية في سبيله وستبقى ذكراك حاضرة فينا لا نفارقها ولا تفارقنا لأنها تستحق ان نتعلم منها الكثير من المآثر والقيم والأخلاق النبيلة التي حفرتها في قلوب كل محبيك وكل من عرفك .. فتحية إجلال وإكبار لتاريخك المشرف وسلام على الله على روحك الطاهرة يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.. وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن أدعو لك بالرحمة والمغفرة والرضوان من العلي الله القدير واسأل من الله أن يتقبلك في الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا انه سميع مجيب . الاسيف المقدم / ناصر الخذري