فضل الضلعي دشنت القوات المسلحة للجمهورية اليمنية ممثلة بالجيش واللجان الشعبية العام القتالي 2019م وهو العام الخامس من العدوان الامريكي الصهيوسعودي على الشعب اليمني بعملية نوعية تمثلت باختراق اكبر قاعدة عسكرية محصنة وهي قاعدة العند الاستراتيجية التي يتخذ منها تحالف العدوان قاعدة ارتكاز لشن عدوانه وتتمركز بها معسكرات تجميع قوات الاحتلال والغزو من الامريكيين والاماراتيين والسعوديين والسودانيين والمرتزقة والخونة من اليمنيين إضافة الى كونها قاعدة جوية لمختلف أشكال الطيران الحربي المعادي خاصة الطائرات الامريكية المسيرة التي تنفذ عمليات رصد اهداف وقصف وقتل للأبرياء من المدنيين لم تكن تلك العملية التي سقط فيها كبار القيادات العسكرية للمرتزقة سوى تجربة للطائرة المتفجرة قاصف 2k وجهت قواتنا المسلحة من خلالها عدة رسائل الى تحالف العدوان فهم مغزاها الامريكي والصهيوني ولم تتسع عقول اذنابهم في السعودية والإمارات لاستيعابها فكانت بداية التحول الكبير الذي تسارع بعدها بشكل كبير وهو التحول من الاستراتيجية الدفاعية الى الاستراتيجية الهجومية التي اذهلت العالم بتسارع انجازاتها والانتصارات المتسارعة التي حققتها وغيرت المعادلة على الارض وقلبت الموازين في جبهات القتال والمواجهة, فكما ذكرنا في مقال سابق انه عندما بدأ العدوان الامريكي الصهيوني على بلادنا لم يكن لدينا ما يكفي من القوة لانتهاج استراتيجية ثنائية المسار (دفاعية- هجومية) أو حتى الانتقال الى الهجوم التكتيكي وبقينا في حالة دفاع مستمر.. تطورت مسارات الحرب وتطورت معها خياراتنا القتالية وتنامت قدراتنا العسكرية فخلال أربع سنوات من الحرب والعدوان تعاملت قواتنا المسلحة (الجيش واللجان الشعبية) مع التحولات الطارئة والمتغيرات المتسارعة بقدر كبير من المرونة تمكنت خلالها من امتصاص الضربات والانتقال من استراتيجية الى اخرى حسب ما تتطلبه الحالة الميدانية على الارض وجمعت بين عدة استراتيجيات في موقف واحد لمواجهة عدو يتفوق عليها عدة وعتادا ويمتلك وسائل وامكانات هائلة ومتطورة جدا مما مكنها من انهاك الخصم ومفاجئة العدو بعمليات نوعية غير متوقعة, وفي ذات الوقت عملت قواتنا المسلحة على تعزيز القدرات وتطوير مختلف ادوات القوة والردع والحفاظ على ما تم تحقيقه من انتصارات وعملت بجد على تعظيم القدرات العسكرية بالقدر الذي يمكنها من الصمود اكثر للتعامل مع التحولات المستقبلية لمواجهة اي جديد قد يعطي افضلية قتالية للعدو. ليجيء العام الخامس من العدوان وقواتنا المسلحة اكثر قوة واكثر ايمانا وتصميما على تحقيق النصر وتطهير الارض اليمنية من دنس الغزاة والمحتلين فقد فشلت جميع محاولات تحالف العدوان التي راهن عليها للوصول بقواتنا المسلحة (الجيش واللجان الشعبية) الى حالة الانكسار والاستسلام او حتى حالة اليأس والاحباط ومواصلة الصمود ولكن على العكس من ذلك اصبح ذلك هو حال قواته ومرتزقته أما الجيش واللجان الشعبية فقد تمكنت من قلب الموازين وتغيير المعادلة وتحولت قواتنا المسلحة من استراتيجية الدفاع الى استراتيجية الهجوم التي جعلت من الجيش واللجان ناراً تلتهم هشيم قوات الغزاة والمرتزقة وتنتزع مئات الكيلومترات على مختلف الجبهات في وقت قياسي لم يتوقعه الصديق قبل العدو تمكنت خلالها من السيطرة على مصادر التهديد المحتملة والانتقال الى تحرير وتأمين مناطق ذات اهمية استراتيجية عسكرية كبيرة في حجور والضالع والبيضاء في جبهات متعددة في العود والخشبة والحنك والحشاء وذي ناعم لتلتئم جبهات الضالع مع البيضاء اضافة الى جبهات الحدود وخاصة في جبل النار بجيزان ورشاحة في نجران وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نجاح الاستراتيجية الهجومية للجيش واللجان الشعبية التي تزامنت مع نجاحات استراتيجية للعقل اليمني الذي تمكن من تطوير وتصنيع قدرات الردع الاستراتيجية وخاصة في مجال الصواريخ (التي لن يكون آخرها صاروخ توشكا اليمني "بدر –f" الذي دمر معسكرات للعدو بكامل عدتها وعتادها) والطائرات المسيرة وهما الاذرع الطولى التي طالت عواصم ومدن تحالف العدوان إضافة الى القدرات البحرية التي اصبح بإمكانها ضرب أي هدف في أي مياه أو شاطئ من شواطئ البحر الاحمر كل هذه الوسائل مجتمعة هي ما أوصلت العدوان الى معادلة لم يكن يتوقعها هذه المعادلة التي انعكست ايجابا على موقف المفاوض اليمني لأن قوة القرار السياسي هي من قوة الموقف العسكري ولذلك زادت قوة القرار السياسي وزادت من موقف القيادة السياسية في مواجهة الضغوط والاملاءات الاقليمية والدولية التي تريد إعادة اليمن الى حظيرة الوصاية والاستعباد.