أجزم القول أن الوهابية السعودية التي تتوالد كالأرانب في بعض الدول العربية بشكل عام وفي بلادنا اليمن بشكل خاص تعتبر اشد خطراً على الإسلام والمسلمين من الصهيونية العالمية التي أسسها هرتزل عام 1898م. قد يتساءل أو يسأل القارئ الكريم لماذا؟ الإجابة بسيطة وهي: ان الوهابية تضرب الإسلام من داخله وطبعاً حبة القمح تفسد من داخلها وليس من خارجها بينما الصهيونية التي تعتبر شكلاً من أشكال التمييز العنصري هي عدو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.. نعم الصهاينة هم أعداء الإسلام والمسلمين بشكل خاص وأعداء اي حركة تحررية في العالم بشكل عام. أي أن العدو الداخلي اخطر من العدو الخارجي. ملاحظة: سألني بعض القراء من الوهابيين الهواة: تساؤلات ما معناها:”من متى جاء لك وحي الكتابة عن معاداة الوهابية؟؟ رديت: من زماااان أيام دراستي الابتدائية في مدرسة النجمة الحمراء في جنوب الوطن وهي المدرسة النموذجية الأولى في اليمنالجنوبي لم يتكرر مثيل لها في اليمن كله.. واضفت بصوت هادئ: فهمتم يا وهابيين؟؟ لفتوا نحوي باحتجاج مكتوم ثم لفتوا نحو بعضهم وهزوا رؤوسهم مثل الهندي.. وغيرت موضوع الحديث إلى موضوعات خفيفة الهضم. عودة إلى الموضوع: قال البعض عني أنني اكتشفت الفكر اليساري متأخراً وهذا ليس صحيحاً لأن الفكر اليساري كان حاضراَ في وعيي منذ كان عمري 12سنة كإيمان جوهري لا كنصوص حرفية وقوالب جامدة وقد كتبت اول مقال في المجلة الحائطية لمدرستنا مدرسة النجمة الحمراء في يناير 1974م بعنوان:”الوهابية والصهيونية وجهان لعملة واحدة” وكان عمري حينذاك 14سنة وقد اشاد به زملاء كثيرون كانوا ولازالوا أوفر مني عقلاً وأكبر سناً ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر: احمد عبدالله الصعدي- حالياً هو دكتور محاضر في جامعة صنعاء. صالح محسن الجماعي- حالياً دكتور بارز في وزارة الزراعة في صنعاء. العميد الدكتور/ محسن صالح محسن وهو من أبرز الأطباء والذي شغل مناصب مرتفعة مدير مستشفى الشرطة ثم مديراً للخدمات الطبية في وزارة الداخلية صنعاء، وغيره.. لازلت احتفظ بأصل المقال المعنون أعلاه وعمره الآن 45سنة +أربعة شهور.. كررت قراءته قبل عدة أيام وجدت انه مازال يحتفظ بآنيته. إن الأعمال العدائية من قبل الوهابية السعودية ضد الوطن العربي بشكل عام.. وبلادنا اليمن وما تعانيه في الوقت الراهن من عدوان وحصار سببه الوهابية السعودية بشكل خاص. ولهذه الاعتبارات اجزم القول أن الوهابية السعودية هي أخطر على الإسلام والمسلمين من الصهيونية العالمية. إن الدور العدائي الوهابي السعودي ضد بلادنا اليمن لم يكن وليد 26مارس عام 2015م عندما تم اشعال الحرب والحصار ضد بلادنا بل انه قديم يعود إلى عام 1923م- اي قبل 96عاماً – عندما ارتكب الوهابيون في نجد والحجاز مجزرة قتل الحجاج اليمنيين قبل تأسيس الدولة السعودية حيث قدر عدد القتلى من الحجاج اليمنيين بحوالى “7000” حاج سبعة الف حاج. تلى ذلك الحرب السعودية- اليمنية عام 1934م بتدخل ودعم مباشر بريطاني وحينذاك وعلى الرغم ان المقاتلين اليمنيين استردوا إمارات نجران وجيزان وعسير اليمنية وتقدموا بقيادة الأمير احمد يحيى حميدالدين إلى العمق السعودي إلا ان التقدم السعودي بمساعدة بريطانيا إلى الحديدة واحتلال الميناء قد اجبر الامام يحيى محمد حميد الدين على وقف الحرب وتوقيع اتفاقية الطائف وذلك عام 1934م.٫وعند قيام ثورة 26سبتمبر عام 1962م كان للوهابية السعودية دور مباشر في استمرار الحرب الأهلية بين قوى الثورة والقوى الملكية إلى عام 1970م أي ثمان سنوات كما أن انقلاب 5نوفمبر عام 1967م وأحداث أغسطس عام 1968م كانت السعودية السبب الرئيسي حيث تم فصل أو اقصاء العناصر اليسارية المعادية للسعودية من مؤسستي الجيش والأمن والمرافق الحكومية الأخرى ومن نتائج ذلك اشتعال حرب المناطق الوسطى بين السلطة ومنظمة المقاومين الثوريين اليمنيين والذي استمر من عام 1970م إلى عام 1982م وهو أطول نزاع مسلح يمني- يمني حيث استمر لمدة 13عاماً.. وبعد خطوة 13يونيو عام 1974م لتصحيح مسار ثورة سبتمبر بقيادة إبراهيم محمد الحمدي ولأن اتجاه الرئيس الحمدي لم يخضع للتوجه السعودي فقد تم اغتياله في 11اكتوبر عام 1977م وعادت السلطة في شمال الوطن تسيرها الوهابية السعودية كيفما شاءت كما كان للوهابية السعودية ضلع في اشتعال حرب عام 1994م بين شركاء الوحدة والذي اوجد شرخ عميق في جسم الوحدة اليمنية مازلنا نعاني من تبعاته السياسية والاجتماعية حتى يومنا هذا..!! وكثيرة هي جرائم الوهابية السعودية في بلادنا لن ننساها ولن ينساها أولادنا واحفادنا ولن تسقط بالتقادم.