غير واحد، قالوا إني قد أكثرت من الكلام عن السعودية- الوهابية، والحنين إلى نجران وعسير وجيزان، وأن الحكومة قد سوت المسألة الحدودية مع السعودية، منذ زمن بعيد.. والمسألة عندي ليست هذه، بل العداوة السعودية – الوهابية المستحكمة لليمن وأهلها منذ البداية وإلى اليوم وغدا.. ليس نجران وعسير وجيزان التي احتلها الملك السعودي عبد العزيز عام 1934، وهي بالقطع مناطق يمنية كانت في كل العصور، وحتى نهاية الحكم العثماني التركي 1918، ويمنية إلى 1934، مع العلم أن هذه القضية لم تكن الأولى، فالعداوة السعودية- الوهابية لليمن بدأت قبل ذلك بأكثر من 180 سنة، أي عام 1745عندما ظهر التحالف السعودي- الوهابي في بلدة الدرعية النجدية، فقد كفروا اليمنيين وحاولوا مرارا غزو أراضيهم وسلب أغنامهم وإبلهم، أو ما يسمونها "الطواشي"، وتوسعوا على حساب نقص رقعة التراب اليمني، وبعد ذلك استمرت العداوة وحتى اليوم، كما نرى في عدوان "عاصفة الحزم"، وربما تستمر العداوة بعد هذه العاصفة ما لم نردع السعودية- الوهابية بتوحدنا وتضامنا ووحدتنا. ليس 1934 بداية العداوة، ولا عاصفة الحزم آخرها.. العدو السعودي- الوهابي وقف ضد الانقلاب الدستوري 1948 في اليمن، ليس حبا في الأئمة الحميديين الذين تعتبرهم الوهابية مشركين، بل عداوة لتقدم اليمن، وخلال الأعوام 1962- 1970 تدخل العدو السعودي مباشرة لصالح الملكيين في الحرب من أجل إسقاط النظام الجمهوري في صنعاء، ولم يخففوا دعمهم للملكيين إلا عام 1968 بعد أن ركنوا أن انقلاب 5 نوفمبر1967 أتى بموالي السعودية إلى السلطة في صنعاء.. في عام 1969 شنت السعودية حربا على جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية الوليدة، وسلبت منها شرورة والوديعة، وهما منطقتان يمنيتان وكانتا لا تزالان كذلك قبل رحيل الاحتلال البريطاني من الجنوب، وخلال السنوات 1967-1990 حاصرت السعودية الشعب اليمني في الجنوب بجريرة أن النظام يساري موالٍ للسوفييت، ولم يكن الشعب في الشمال بمنأى عن الحصار السعودي، وإبان حرب الخليج الثانية 1990- 1991 طردت السعودية أكثر من مليون عامل يمني بطريقة مهينة، بدعوى سخيفة هي مظاهرات "بالكيماوي يا صدام"، وأخرى أسخف منها وهي أن نظام صنعاء عارض شن حرب أمريكية لتحرير الكويت.. السعودية وقفت ضد كل فعل يمني رأت أنه يفيد اليمنيين، ضد استخراج النفط، ضد استقلالية القرار، ضد الوحدة، ضد الديمقراطية، وضد وضد وضد.. فهل كثير منا، أن نقول عنها ما قاله عبد الفتاح إسماعيل علي الجوفي: "عدو تاريخي للشعب اليمني"؟