منذ بداية عدوانهم على الشعب اليمني، وحتى الساعة، يوظف آل سعود خطباءهم الوهابيين، ووسائل إعلامهم، لإثارة المذهبية، شيعة زيود- شوافع سنة، بقصد إضعاف تماسك الشعب اليمني أمام العدوان، كما وظفهم لإضفاء الصبغة المذهبية على ما يقوم به أبطال الجيش واللجان الشعبية في نجران وعسير، لردع العدوان السعودي، حيث يصورونهم للرأي العام بأنهم "زيود"، يستهدفون مملكة السنة (الوهابية)، وبالتالي يتعين على الشوافع السنة، عدم دعم الجيش ومسانديه "الزيود"، في حربهم الدفاعية.. هذه هي الرسالة التي يريد إرسالها آل سعود، إن هؤلاء يقومون بما يقومون به لأنهم " زيود" فقط.. وأمس قلنا إن هؤلاء الأعداء قد استخدموا نفس الأسلوب في عام 1934، عندما أشاعوا أن الإمام يحيى حين حاربهم من أجل استعادة نجران وعسير، قام بذلك لأنه "زيدي"، يستهدف مملكة أهل السنة والجماعة السنية! وعلى ذلك يجب على اليمنيين الشوافع السنة عدم مناصرة إمام المملكة "الزيدية"، ضد المملكة السنية.. وقلنا إن إثارة آل سعود والوهابيين وأتباعهم، للمشاعر المذهبية هدفه خداع بعض اليمنيين، وإضعاف التماسك الاجتماعي أمام عدوانهم، ويجب علينا اليقظة والحذر من خدعهم الخسيسة، وأن نقول لآل سعود والوهابيين وعملائهم وأذيالهم اليمنيين، أن استخدام نفس الأساليب التي استخدموها عام 1934 لم تعد مجدية، وأن أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يقارعون العدو في نجران وعسير اليوم، لردعه عن الاستمرار في قتل وتجويع اليمنيين، هم يمنيون ينتمون إلى مختلف المناطق اليمنية، وفيهم الزيدي والشافعي.. لما دخل الإمام يحيى محمد حميد الدين في حرب مع السعودية من أجل استعادة نجران وعسير، في عام 1934، لم يدخلها بوصفه زيديا، بل بوصفه يمنيا، في يديه كل الحقائق السياسية والاجتماعية والتاريخية والجغرافية التي تؤكد أن نجران، وعسير الجبل، وعسير تهامة (جيزان)، أراض يمنية، إذ إن ولاة تلك المناطق كانوا يعينون من قبل الأئمة اليمنيين، سواء الذين كان مركز حكمهم صنعاء أو صعدة، ولما احتل الأتراك اليمن قسموها إداريا إلى ألوية، فكانت تلك المناطق هي اللواء الرابع، إضافة إلى الثلاثة الأخرى، لواء صنعاء، لواء تعز، ولواء الحديدة.. وفي هذا السياق، نذكر هنا أن اليمنيين الشوافع والزيود الذين قتلوا الإمام يحيى، وسيطروا على السلطة في صنعاء عام 1948، أرسلوا ممثليهم، وأرسلوا الفضيل الورتلاني ممثلا للإخوان المسلمين، إلى آل سعود يطلبون المساعدة العسكرية، فرفض طلبهم، ووقف إلى جانب أحمد "الزيدي"، ابن الأمام "الزيدي" المقتول، رغم أن أحمد هو أول من قاد الجيش اليمني لاستعادة نجران من آل سعود والوهابيين.