الشعب اليمني لديه مشكلة مع السعودية، منذ كانت إمارة صغيرة في الدرعية بنجد، وكل ما له صلة بآل سعود يثير لديهم الحساسية والقرف والغثيان.. أحمد بن يحيى حميد الدين غضب من والده الإمام يحيى، وسبّ مستشاريه لأن الجيش السعودي- الوهابي الغازي، هزم الجيش اليمني في حرض، في حرب 1934، إذ قيل إن سوء مشورتهم كان له دور في الهزيمة، فأنشد فيهم قصيدة محرقة، منها قوله: "الله أكبر، قم يا نافخ الصورِ... على الخنازير أبناء الخنازيرِ"، وفي تلك الحرب كانت النتيجة غير مرضية لليمنيين جميعاً، والاتفاقية التي أبرمت بين الإمام يحيى والملك عبدالعزيز بشأن الحدود كانت من الأسباب الرئيسة لنهضة المعارضة ضد حكم الإمام، لأن الاتفاقية كانت ضد مصلحة الشعب اليمني، حيث سلبت السعودية منا عسير وجيزان والجزء الأكبر من نجران.. والشعب اليمني يعاني من مملكة النفط والدولار والرقيق والاستبداد، يعاني من السعودية منذ ولادة هذه المملكة الوهابية التي حاربته ولا تزال تحاربه، حاربته في مملكته، وفي ثورته، وفي جمهوريته، وفي سيادته واستقلاله ووحدته وعيشه وملحه وأمنه، وحتى في حجِّه.. فماذا يتوقع السعوديون من اليمنيين الذين تشن مملكتهم حرباً عليهم منذ خمسة أشهر، زيادة إلى الحروب السابقة التي أشرنا إليها قبل؟ حرب مباغتة دون سبب، حرب قتلت وأصابت عشرات ألوف اليمنيين، حرب دمرت المدارس والمستشفيات والمصانع والآثار والمساجد، وخربت كل عمران قائم، حرب في الدواء والطعام والمشتقات النفطية والكهرباء، وحصار اقتصادي مطبق، حرب إعلامية، وحرب من نوع آخر أخطر وهو إثارة الصراع المذهبي والطائفي.. وفي الجملة حرب خلقت عداوة جديدة قد تدوم مائة سنة.. هل يعتقد السعوديون أن هذه الحرب ستكون بلا ثمن، أو أنها ستصبح من عاديات الماضي؟ ينبغي ألَّا يتوقع السعوديون أن الشعب اليمني سينسى، ففي كل محافظة ومديرية وقرية يمنية قد نصبت السعودية لها نصباً يذكِّر اليمنيين بجرائمها بحق هذا الشعب، هنا قتلت السعودية مائة يمني عام 2015، هنا قتلت السعودية سبعين طفلاً يمنياً عام 2015، هنا قصفت السعودية، هنا دمرت السعودية، هنا ذبحت السعودية. اعرفوا عدوكم معرفة جيدة، فأكثر الناس جرأة على الأسد أكثرهم رؤية له، من المعيب أن تتكلم عن العدو السعودي وأنت غير ملمّ بأبسط المعارف عن حاله وماله وتاريخه.. أيضاً يا جماعة فرقوا بين محكمة العدل الدولية التي تختص بالمنازعات التي تنشأ بين دول مثل المنازعات الحدودية، والمحكمة الجنائية الدولية المختصة بالمنازعات التي تنشأ بين الأفراد.