إذا رجعنا بذاكرتنا للوراء قليلاً وكيف كنا نعيش في يمن واحد وأرض تجمع جميع أبنائها تحت سمائها دون أية تفرقة أو تمييز وكأن أي مواطن يمني يستطيع أن يقطع المسافات بين ربوع الوطن وبكل أريحية كيف يشاء ووقت مايريد دون أية عوائق أوصعوبات غير الشعور بالأمن والأمان لأننا ندرك جيداً بأننا أبناء بلد واحد وكلنا يمنيين تحكمنا القيم والاخلاق الدينية والوطنية،ولكن ماذا حصل الآن لوضعنا كيمنيين داخل أرضنا أصبحنا غرباء وأصبح المسافر عند سفره من محافظة إلى أخرى كأنه يعد للسفر من دولة إلى أخرى وقد تكون إجراءات السفر من دولة إلى اخرى أسهل وأهون مما يعانيه المواطن اليمني في إطار وطنه، وذلك بسبب إغلاق بعض المنافذ بين المحافظات وانتشار النقاط الأمنية مع العلم أن كل تلك النتائج التي وصلنا اليها اليوم هي بسبب العدوان الغاشم الذي تقوده السعودية ضد بلدنا وشعبنا والتي أصبحت بمثابة تأطير أمني بين المحافظات من خلال الأحزمة والنقاط الأمنية و هذه الإجراءات التي كان من المفترض ان تكون أحدى وسائل الخدمة والتأمين للمواطن انعكست عليه وكانت لها نتائج سلبية زادت من معاناة اليمنيين وخصوصاً الذين يريدون السفر للعلاج وأصبح الكثير منهم يفضل الموت في بيته بدلاً من رحلة العذاب والتعب التي يلاقيها أثناء سفره في إطار بلده، وما دفعني لكتابة هذا المقال تجربة مريرة عايشتها أنا وأهلي عندما قررنا السفر من صنعاءإلي محافظة عدن هذه الرحلة التي لا أستطيع أن أطلق عليها غير أسم رحلة الم نظراً لما لاقيناه من صعوبات وخوف وتعب واهدار للوقت بسبب كثرة النقاط الأمنية والدخول في طرق فرعية زادت من معاناتنا وهو ما جعلنا نتألم لمن هم في حالة صحية صعبةإضافة إلى وجود بعض المستفزين في تلك النقاط الأمنية وخاصة من يتواجدون في المناطق التي تسيطر عليها ما تسمى بالشرعية الهاربة والذين يتصرفون تصرفات لا تليق بيمني أصيل من فحص للبطائق تفتيش للشنط ومعاملة لا تدل على أنهم يتبعون جهات أمنية وإنما هم مجموعة من قطاع الطرق الذين تجردوامن كل قيم ومبادئ وشهامة اليمني، ومن جهة أخرى ما أصابنا من حسرة وألم ونحن نرى العاصمة الاقتصادية عدن التي كانت جوهرة اليمن وللأسف الشديد أصبحت كالمدينة المهجورة بشوارعها الممتلئة بمياه المجاري والقمائم التي تكدست كأنها أدوار من البيوت ناهيك عن الاسعار المرتفعة لكافة المواد والاحتياجات الاساسية للمواطن، اضافة إلى ذلك حال اهلها والذي يبعث على الحسرة والالم لما يعيشونه من انقسامات وكل منحاز إلى فصيل معين يدعمه بالمال والسلاح وهذا طبعاً من أهم ما أنتجه الاحتلال الإماراتي السعودي وكذلك الانفجارات التي لا تفارق المدينة ليلة واحدة وانقطاع الكهرباء المتكرر والمصاحب لموجة الحر الشديدة التي تعيشها تلك المدينة وخاصة في المناطق الساحلية وغيرها من الصعوبات والاوجاع التي ألمت بنا وبوطننا الحبيب ، فما كان منا بعد هذه المشاهد المؤلمة إلا العودة سريعاً إلى صنعاء الشامخة ولسان حالنا يقول رعى الله ( أنصار الله ) رغم الحصار الجائر المفروض علينا من الاعداء والحرب الاقتصادية الخبيثة والمجاعة والجوع وانقطاع الرواتب فأننا نعيش بأمان وراحة بال معتزين بكرامتنا وأرضنا وحرية يحسدوننا عليها أهل المناطق الواقعة تحت وطأة الاحتلال السعودي الأمريكي الإماراتي وأذنابهم مايسمى ( الشرعية ) . وفي الختام ومن خلال هذه المعاناة التي عايشناها ويعيشها الكثير من المواطنين اليمنيين في كل الوطن نستطيع أن نجزم بالقول أن حكومة الفار هادي لاتريد غير تمزيق الوطن وزرع الحقد بين أبنائه ونهب خيراته وثرواته من أجل إرضاء أسيادهم من قوى الشر والارهاب في المنطقة ونحن كشعب يمني محب لوطنه وحريته نرفض هذه التصرفات ونرفض شرعية الفارين المزيفة الذين باعوا الوطن بأرخص الأثمان لحكام الخليج من آل سعود وآل زايد وجعلونا نعاني الويلات بسبب هذه الحرب الظالمة فنحن بريئون منهم وليسوا منا ولا نعترف أنهم يمنيون أصلاً لأن الوطن والشعب أكبر من شرذمة يلعنها التاريخ على مدى الأجيال المتعاقبة والمجد والنصرلوطننا الغالي وشعبنا الوفي المناضل المجاهد .