الآلاف من المواطنين يوميا خلال إجازة عيد الأضحى المبارك شدوا رحالهم إلى سد وشلال بنى مطر كواحد من أكبر وأفضل المناطق السياحية في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء والذي يقع جنوب غرب مدينة صنعاء على خط صنعاءالحديدة ولا يبعد عن مدينة صنعاء سوى اقل من نصف ساعة يتمتع ببحيرة السد الكبيرة والملتوية والتي يصل طولها إلى أكثر من 500 متر فيما يتراوح عرضها بين العشرين إلى المائة متر أما العمق فيصل إلى 27 مترا . مناظر خلابة غطى السد بالماء العديد من الأراضي الزراعية الخاصة بأهالي حصن بيت مهدم التاريخي الذين ضحوا بهذه الأراضي الزراعية من أجل ازدهار منطقتهم ومن اجل إسعاد المواطنين وإيجاد فرص عمل لأبنائهم وللكثير من الوافدين لطلب العمل سواء من أبناء المنطقة أو خارجها . الزميل الصحفي منصور الآنسي من موقع " 26سبتمبرنت " زار سد وشلال بني مطر واستطلع آراء الزوار وآراء أبناء المنطقة واستمع منهم إلى أهم الاحتياجات التي تحتاجها المنطقة كأهم وجهة سياحية وكانت المفاجأة هي عدم وجود أي دور للجهات المعنية كوزارة السياحة أو محافظة صنعاء بشكل عام كون المنطقة تتبعها . البداية : عند وصولنا إلى الطريق المتفرعة من خط صنعاءالحديدة إلى شلال بني مطر لم نستطع الدخول بالسيارة رغم أن المسافة تصل إلى كيلومتر إلى حاجز السد وهو ما اضطرنا إلى ترك السيارة والمشي سيرا على الأقدام بسبب زحمة السيارات التي لم يكن هذا الخط الذي سلكناه هو الوحيد الموصل إلى الشلال والسد بل كان هناك طريق آخر من سوق بوعان على طريق صنعاءالحديدة ممتد إلى قرية وحصن بيت مهدم التاريخي .. اعلي السد باتجاه الجنوب كان هو الآخر مكتظا بمئات السيارات وهذا الزحام الكبير من السيارات قل أن نشاهده في أي مكان سياحي في اليمن ولكن جاذبية المكان وخضرته والسحب المزينة للسماء زاد من جمال المكان وأنسانا الزحمة كما انسي الزوار من حولنا . تنقلنا في المدرجات المحيطة بالسد والشلال وقد افترشها وتوزع في جميع أركانها وزواياها الزوار من نساء وأطفال ورجال يمرحون ويستمتعون بالمناظر الخلابة وخاصة أن بعض المدرجات المحيطة قد تغيرت أشجارها من شجرة القات إلى أشجار اللوز فيما كان الأطفال كعادتهم يمرحون ويجرون ويعلو المكان أصوات بهجتهم وضحكتهم بعد أن وجدوا ضالتهم في هذا المكان الطبيعي والجميل .
غياب تام لوزارة السياحة ما أثار دهشتنا واستغرابنا هو عدم وجود أي دليل على وجود الحكومة ممثلة بوزارة السياحة أو محافظة صنعاء من رجال مرور أو أمن أو وجود خدمات للبنية التحتية وأهمها كما يقول الزوار هي الحمامات العامة وبراميل القمامة لأن المنطقة تحولت لمكب للنفايات بسبب عدد الزوار الكبير الذين للأسف الشديد لايقوم أغلبهم بجمع مخلفاتهم معهم ورميها بعيدا عن المنطقة في الأماكن المخصصة وهو ما اشتكى منه ملاك الأرض من أهالي قرية حصن بيت مهدم وهذه نقطة وسؤال يوجه عبر موقع 26سبتمبرنت للجهات المختصة في محافظة صنعاء. طبيعة ساحرة كانت البداية لاستطلاعنا مع الدكتور أسامه السقاف من أبناء محافظة عدن الذي قال إن المكان رائع ولكن ينقصه بعض الأشياء كالخدمات العامة وأيضا وجود بعض الطرق الفرعية من الطريق الرئيسة للشلال إلى منبع وحول السد والشلال .. مضيفا انه زار العديد من دول العالم ولكن اليمن وجوها وطبيعتها تختلف اختلافا كبيرا, مناشدا من لديه السلطة في عمل اللازم الاهتمام بمنطقة شلال وسد بني مطر لزيادة جذب السياحة ليس الداخلية فحسب بل والسياحة الخارجية السقاف ناشد كذلك زوار المنطقة بالاهتمام بالنظافة وجمع مخلفاتهم وأخذها معهم لأنه لايجب أن نرمي الحمل فقط على الدولة في مسألة النظافة فالنظافة من الإيمان وسلوك أنساني وحضاري ويجب أن يتحلى به الجميع ويحافظ على نظافة المنطقة وهذا يحتاج إلى توعية شاليهات والتزام بالنظافة ومن محافظة عمران كان لنا لقاء بمنصور على احمد العفيف من مديرية ثلا في ثالث زيارة له للمنطقة حيث أكد أن سبب زيارته المتكررة للشلال والسد هو كون المنطقة من المناطق السياحية الجذابة التي تمتاز بمناظرها الطبيعية الرائعة والجو الجميل وجغرافية المنطقة التي جعلتها مميزة عن بقية المناطق وهو ما يدفع الإنسان لزيارتها وتكرار الزيارة ولايمل زيارتها , كما أن تواجد الزوارق في بحيرة السد زادت المكان جذبا وزادته جمالا ومتعه وعند خروج المواطنين وعائلاتهم إلى هذا المكان فانه يزيد من معنوياتهم ويعودون الى ديارهم وهم سعداء مشيرا إلى أن المنطقة ينقصها وجود خدمات عامة كالحمامات والشاليهات وضرورة الالتزام بالنظافة لأن ما يلاحظ هو انتشار القمامة بشكل كبير نتيجة ترك الناس لمخلفاتهم وعدم اخذها وتركها عرضة للشمس والأمطار وهو ما يؤثر في جمال المنطقة داعيا المواطنين الى الحفاظ على نظافة المكان ونظافة الماء من اجل راحة الزوار . لافتا إلى أن ابسط زيارة وأبسط رحلة سياحية داخلية هي إلى منطقة سد وشلال بنى مطر كونها لايترتب عليها نفقات مالية كبيرة نظرا لقرب المكان من مدينة صنعاء وأيضا أصحاب المنطقة ودوون يرحبون بالزوار ولم يحدث أن حدثت أي اعتراضات أو مضايقات ولم نسمع من الغير أنها حدثت وهذا يدل على رقي أصحاب المنطقة وشهامتهم
ضحينا بالأرض من أجل الشلال وللتعرف أكثر على المنطقة كان لنا لقاء مع عدد من أصحاب المنطقة وملاك الأرض والزوارق في الشلال وكانت البداية مع الاخ عبدالرحمن حزام الذي أكد ان أبناء المنطقة قد ضحوا بعدد من المدرجات الزراعية التي غطتها مياه السد في سبيل إنعاش المنطقة سياحيا وخلق فرص عمل وإيجاد متنفس لأبناء أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء والمحافظات المجاورة مشيرا إلى أن أبناء المنطقة يحاولون قدر الإمكان توفير الحماية والأمن والأمان للزوار وكذا إدخال البهجة والفرح إلى نفوس الزوار من خلال توفير قرابة 15 قارب سياحي رغم أسعارها الغالية والتي تصل إلى ثلاثة ملايين ريال لخدمة الزوار من خلال تنظيم رحلات مائية في بحيرة السد التي تعتبر واحدة من أكبر البحيرات على مستوى الجمهورية ، كما تم توفير عدد من العاب الأطفال البسيطة والسماح لعدد من الباحثين عن العمل ببيع منتجاتهم أو وجباتهم الخفيفة في إطار المنطقة . متمنيا من الدولة ممثلة بقيادة محافظة صنعاء زيارة المنطقة والترتيب مع أبناء المنطقة والملاك لتخصيص أماكن للخدمات العامة كالحمامات وتوفير براميل للقمامة كما أن أصحاب الأرض مستعدون لاستقبال أي مستثمرين يطرقون الأبواب بطرق رسمية وصحيحة لإقامة منشآت سياحية ذات طابع ومواصفات خاصة لا تشوه جمال المنطقة الطبيعي البكر كإقامة شاليهات بنظام الدور الواحد ووفق بناء هندسي يتوافق مع جمال المنطقة ولا يشوهها بنظام الشراكة مع أصحاب الأرض او الاستئجار .