ما كان لليمن أن يخرج من ربق الهيمنة الأمريكية والوصاية السعودية التي حولت وطنا وشعباً حضارياً عريقاً وعظيماً الى حديقة خلفية الا بقوة إيمانية تحمل مشروعاً تحررياً نابعاً من عقيدة اليمانيين القرآنية الجهادية التي يمثل تجسيدها المعاصر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي- سلام الله عليه- الذي أدرك من وقت مبكر ان كل ما حل باليمن والأمة العربية والإسلامية من ضعف ووهن وتمزق وشتات ناتج عن انحراف كبير عن النهج الثوري التحرري للإنسانية من عبودية الطغاة والمستكبرين لتكون العبادة كلها لرب العباد وهو نهج حمله أعلام الهدى الذين كانوا منارات تضيء الطريق بعيداً عن الانحرافات التي ضللت الأمة وجعلتها تنحرف الى دروب وعرة تاهت في مسالكها عن مسارات أنوار الهدى فكان مشروع المسيرة القرآنية للشهيد القائد هي بداية الانطلاقة نحو ثورة حقيقية حمل رايتها قائد عالم علم مجاهد هو السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي- حفظه الله.. هذا هو سياق ثورة ال21 من سبتمبر 2014م والتي استوجبتها ضرورات وطنية كبرى بحجم مؤامرات اعداء وطننا وشعبنا وامتنا والتي كانت تسعى الى استهدافنا ليس فقط في وحدتنا الدينية والجغرافيا والاجتماعية, بل في وجودنا التاريخي على هذه الارض من خلال مشاريع التقسيم والتمزيق.. من اجل ذلك كنّا على وعي واستيعاب عميق لما سنواجهه من قبل أولئك المجرمين الذين أرادوا ان يبقى هذا الشعب العزيز والعظيم خانعاً خاضعاً لمشيئة أولئك الأعداء الطامعين في ثروات اليمن وموقعه الجغرافي الحيوي الاستراتيجي.. غير مدركين ان ثورة ال21 من سبتمبر ليست كغيرها من الثورات اليمنية والعربية والاسلامية التي سهل لهم احتواؤها وضربها في المهد وهم حاولوا ذلك وبما ينسجم مع مخططات المشروع الاستعماري الامريكي البريطاني الصهيوني الذي ما كان له ان يأخذ مساره لولا صنائعهم الذين مكنوهم من السيطرة على ثروات هذه الامة النفطية ومقدساتها ونقصد هنا آل سعود وبعض امارات مشيخيات الخليج الذين كانوا مطمئنين بانهم نجحوا في شراء وتدجين اطراف سياسية داخلية لضرب هذه الثورة وتنفيذ مشروعهم التدميري التمزيقي في اليمن.. وكان عدوان التحالف الامريكي البريطاني الصهيوني الاماراتي السعودي الاجرامي الوحشي في 26مارس 2015م.. معتقداً هذا التحالف الباغي انه لن يحتاج الا لايام او اسابيع وان طالت شهور لوأد ثورة ال21 من سبتمبر والقضاء على مشروعها وتحقيق اهدافهم, لكن ارادة الله ووعي قيادة هذه الثورة العظيمة وصمود الشعب اليمني الاسطوري في التصدي والمواجهة لهذا العدوان وكان في طليعة الجميع الابطال الشجعان الميامين في الجيش واللجان الشعبية الذين سطروا اروع ملاحم العزة والكرامة والفداء في مواجهة معتدين لم يعرف التاريخ مثيلاً لبربريتهم ووحشيتهم.. وهانحن في العام الخامس نزلزل عروش مملكة الخيانة ومن حالفها من ادوات امريكا والصهيونية.. بكل تأكيد عظمة الانتصارات اليمانية اكبر من حصرها في هذه العجالة ويكفي الاشارة الى ما حققناه من انجازات عسكرية ميدانية وتكنولوجية تجسدت اليوم في القوة الصاروخية ولسلاح الجو المسير بعقول يمنية وامكانات بسيطة في ظل عدوان وحصار همجي وحرب اقتصادية لا مثيل لقذارتها عبر التاريخ.. مغيرين ليس فقط موازين القوى وقواعد الاشتباك, بل ووصلنا الى ردع يحقق التوازن الاستراتيجي وما هو ابعد على ذلك النحو الذي تجلى في ضربات الطيران المسير على قلب الشريان النفطي الحيوي للعالم.. واضعين ذلك التحالف امام خيارين لا ثالث لهما, اما العودة عن غيه والجنوح للسلام او النهاية المذلة والمخزية ولا نحتاج اليوم لشرح ذلك فوقائع النصر اليماني القادم لا تخطئها عين.. وما النصر الا من عند الله.. وهكذا تكون ثورة ال21 من سبتمبر ثورة يمنية عربية واسلامية وانسانية فسلام لصانعيها والمدافعين عنها والمنتصرين لها على قوى الشر الطاغية الباغية في زمننا وعالمنا الحاضر. * رئيس هيئة الإسناد اللوجستي