هل قتل الحمدي على يد أقرب أصدقائه ؟؟ العميد الركن/ فضل عبدالله الضلعي مما لا شك فيه إن الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي كان زعيماً بحجم أمة زعيم من الزعامات النادرة التي يكون ظهورها عبارة عن طفرة نادرة في تاريخ البلدان والأمم إذا حدثت تحُدث تغيرات وتحولات جذرية وجوهرية ليس على الوطن أو الإقليم فحسب بل تكون لها تأثيراتها وتداعياتها على المستوى العالمي والزعيم ابراهيم الحميدي رغم قصر فترة حكمه التي لم تتجاوز ثلاث سنوات وثلاثة أشهر وعشرة أيام حيث لم يعطه أعداء اليمن وأعداء العروبة والاسلام أعداء الانسانية الفرصة لتنفيذ مشروعه العظيم المتمثل في بناء دولة يمنية قوية عادلة ومستقلة تكون نواة للدولة العربية الإسلامية الشاملة، هذا المشروع الذي ارهب الماسونية والصهيونية والإمبريالية العالمية واذنابهم في الاقليم واذناب اذنابهم في الداخل الذين رأوا فيه مشروعاً يهدد مصالحهم ومشاريعهم في المنطقة كونه لم يكون مشروع دولة فقط وإنما مشروع أمة رأوا فيه خطراً يتهددهم على المدى القريب والبعيد، كل رآه من منظوره وبحجم عقليته وتفكيره ومصلحته: أولاً: على المستوى الوطني ( العدو الداخلي) ان إصلاحاته وسياساته الداخلية لبناء الدولة أثرت على عتاولة الفساد الذين أصبحوا مراكز قوى مدمرة أفرغت الدولة من مضمونها وحولتها إلى ديكور لدويلات وسلطانات داخل الدولة لها ارتباطات مصيرية بالخارج وخاصة بالمملكة العربية السعودية. ثانياً: على المستوى الاقليمي (العدو الاقليمي) كانت مملكة بني سعود في مقدمة الدول التي ارعبها مشروع الحمدي الذي بدأه بالتحرر من الوصاية من السعودية واستعادة القرار السيادي اليمني وخط مسار سياسي مستقل لتحرير اليمن من التبعية واخراجها من إطار الحديقة الخلفية لمملكة بني سعود المرتهنة اصلاً للسياسات الصهيونية الامريكية – فرأى بنو سعود في تلك الخطوات بداية تبتلع دورهم على المستوى الاقليمي وتنهي طموحاتهم في تزعم العالم الاسلامي, بل وعلى بقاء مملكتهم الرجعية العفنة خاصة أن شعبية الرئيس الحمدي صارتتتزايد يوماً بعد يوم وتنتشر كالنار في الهشيم على مستوى العالم العربي والإسلامي بشكل عام وفي المملكة على وجه الخصوص وواقع حالهم يقول: (ما صدقنا خلصنا من جمال عبدالناصر حتى ظهر لنا جمال عبدالناصر آخر، وأين؟ في خاصرتنا وفي حديقتنا الخلفية اليمن) ثالثاً: على المستوى الدولي ( العدو الدولي ) ان السياسات الخارجية التي اختطها الزعيم ابراهيم الحمدي اظهرته كزعيم أمة وليس رئيساً لدولة صغيرة يعتبرونها أفقر دول المنطقة خاصة بعد خطابه الشهير الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو الخطاب الذي أظهره كزعيم له مستقبل كبير ومؤثر على الساحة الدولية وجاءت دعوته لعقد قمة خاصة بالدول المطلة على البحر الاحمر الذي عقد في مدينة تعز واعلن فيه أن البحر الاحمر ليس مياهاً دولية وإنما هو بحيرة خاصة بالدول المطلة عليه وبين عداءه الواضح للصهيونية وحلمه باقتلاع دولة الاحتلال الصهيوني وهو ما حول مخاوف الماسونية والصهيونية والإمبريالية العالمية من توقعات إلى حقيقة مرعبة تهدد مصالحهم في المنطقة وتشكل خطراً داهماً على العدو الصهيوني يتهدد وجود إسرائيل وبقائها كدولة. وبهذا اجتمعت وتشابكت مخاوف ومصالح العدو الداخلي والعدو الاقليمي والعدو الدولي واجتمعت في حلقة مترابطة فالعدو الداخلي المكون من خونة وعملاء يرتبطون بشكل مباشر بالعدو الاقليمي اي بالسعودية التي افشلت مع اسيادها ثورة 26سبتمبر ودمرت اليمن عبرهم فليسو سوى أذناب لها. والعدو الإقليمي بدوره وهو السعودية ليس سوى يد من أيدي الصهيونية والماسونية العالمية وذنب من أذنابها ان لم يكن أكبر أذنابها في المنطقة وصدق الشاعر العظيم عبدالله البردوني حين قال في إحدى قصائده على لسان أذناب الداخل مخاطبين ذنب الصهيونية من بني سعود : نعم ياسيد الاذناب أن خير اذنابك ونحن القادة العطشى إلى فضلات أكوابك ولكن كيف استطاع إعداء الحمدي وإعداء مشروعه العظيم التخلص منه رغم استحواذه على قلوب الملايين من أبناء أمته وشعبيته الكاسحة في أوساط الجيش والشعب وجميعهم وخاصة أبناء الجيش والقوات المسلحة والأمن كانوا جاهزين للتضحية من أجله لأنهم رأوا فيه أملهم ومنقذهم وحبل نجاتهم بعد انتكاسة ثورة 26سبتمبر.. لقد دخلت أجهزة الاستخبارات المأسونية عبر الحلقة الأقرب إلى الحمدي وهم أصدقاؤه المقربون وخاصة من القادة العسكريين الذين لم يكن أحمد الغشي سوى مطية لهم أوصلتهم إلى مبتغاهم وإلى إدوار سيكلفون القيام بها فيما بعد من قبل أجهزة المخابرات الصهيو- مأسونية حيث وزعتهم إلى حكام ومعارضين ومن اناطت بهم المخابرات الخارجية دور المعارضين لا يزالون إلى يومنا هذا منذ أن قتلوا القتيل يمشون في جنازته - ترزقوا ولا زالوا يرتزقون ويزايدون باسمه ولكن الايام القادمة وبالوثائق ستفضح الكثير وستشكل قنبلة لن يتوقعها أحد ستغير الكثير وستوضح حقيقة ملابسات استشهاد الزعيم الحمدي وتثبت ان تصفيته كانت على يد أقرب اصدقائه.