صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماجد نعمه ل(اليمن الجديد): الصحافة الغربية تجاهلت التعقيدات التاريخية في تعاطيها مع حرب تحالف العدوان السعودي على اليمن
نشر في 26 سبتمبر يوم 28 - 10 - 2019

الأستاذ ماجد نعمة هو ليس فقط رئيس تحرير صحيفة «أفريك أزي- إفريقيا آسيا» التي تصدر في العاصمة الفرنسية باريس, بل يعد من الشخصيات الفكرية والسياسية والإعلامية المثقفة المهتمة بقضايا شعوب دول الجنوب والمقصود هنا شعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وعلى وجه الخصوص قضايا منطقتنا العربية التي يعد احد أبنائها.. صحيفة «اليمن الجديد» كان لها معه هذا الحوار الذي تناولت فيه الحرب العدوانية للتحالف السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني انطلاقاً من تعاطي الغرب معها إلى جانب قضايا أخرى إلى نص الحوار:
حاوره: عبدالله مطهر
فرنسا قدمت خدمات جليلة للمملكة الوهابية في إضعاف اليمن ومنع وحدته وهذا يفسر مشاركتها في اغتيال الرئيس الحمدي
الرئيس علي صالح فرط بالأرض اليمنية وقدم خدمات جليلة للسعودية وضحوا به مفضلين الإتيان برئيس أكثر طواعية منه عسير وجيزان ونجران جزء من أراضي اليمن التاريخية بريطانيا المهووسة بالسيطرة على طريق الهند فضحت الأطراف وقسمت اليمن إلى جنوب وشمال
ﻣﺎ ﺗﺸﻬﺪﻩ ﺁﺳﻴﺎ ﻭﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪًﺍ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺜﻴﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﺃﻧﻜﻢ ﻣﻬﺘﻤوﻦ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ.. ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻜﺲ ﻣﺠﻠﺘﻜﻢ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ الأحداث؟
مجلة أفريك أزي التي لي شرف رئاسة تحريرها والتي تحولت الآن إلى مجلة رقمية كانت دائما مجلة تحمل هموم بلدان الجنوب وقضاياه العادلة وكانت وما تزال تقدم نفسها ك «صوت الجنوب» مستلهمة مبادئ مؤتمر باندونغ الشهير عام 1955 التي تمثلت في عدة نقاط: - تصفية الاستعمار بكافة أشكاله ودعم حركات التحرر في العالم؛ - احترام سيادة جميع الدول ووحدتها؛ - عدم التدخل في شؤونها؛ - تسوية المنازعات بالطرق السلمية؛ - تنمية المصالح المتبادلة بين دول الجنوب... انطلاقا من هذه المبادئ، وانطلاقا من قناعتنا بأن للإعلام دورا كبيرا لا بل مركزيا في المعركة الكونية ضد قوى الاستكبار والاستعمار وأدواته وعملائه، فقد كان خطنا التحريري دائما وما يزال في خدمة الحقيقة وفي خندق الدول والشعوب المستهدفة من هذه القوى. فقد دافعنا عن جميع الحركات المناهضة للاستعمار في الجنوب، من الجزائر الى فيتنام وفلسطين والعراق.. وقفنا بوضوح وبثبات ضد عودة الاستعمار الجديد، العسكري والسياسي والاقتصادي والفكري، كما رفضنا مقولة التدخلات الخارجية وسياسة تغيير الأنظمة تحت ذرائع كاذبة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان وما إلى ذلك من أوهام. كنا دائما نؤكد على حق كل شعب في تقرير مصيره بنفسه دون تدخلات خارجية وعبر الحوار الداخلي. وكان تحليلنا لحرب العدوان السعودية على الشعب اليمني ينطلق من هذه الاعتبارات المبدئية.
ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻥ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺩﻭﻟﻲ ﺗﺘﺼﺪﺭﻩ ﻭﺗﻘﻮﺩﻩ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻛﻢ، ﻣﺎهي ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻘﺮﺃ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ؟
عندما شنت الملكة العربية السعودية بالتحالف مع بعض زبائنها من دول المنطقة ومن المرتزقة حربها العدوانية على اليمن، بالتواطؤ مع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، ظنت هذه الدول أن هذه الحرب ستكون مجرد نزهة لن تستمر أكثر من أسابيع. كانت الصحافة العربية والغربية السائدة تروج لمثل هذه الترهات السخافات لأنها كانت تجهل أو تتجاهل طبيعة الصراع وتعقيداته وتاريخه وتشعباته كما كانت تتوهم أن السعودية بأموالها الطائلة وترساناتها التي تراكمت لديها عبر عقود من الزمن تستطيع أن تنتصر حيث هزم كل الغزاة عبر التاريخ. ولكننا في مجلة أفريك أزي كان لنا منذ اليوم الأول لهذا العدوان رأي آخر وتوقعنا هزيمة منكرة للسعودية وحلفائها وحماتها. وللتذكير قد خصصنا غلاف المجلة لهذا الموضوع تحت عنوان : «اليمن، مهد العرب، هل سيصبح مقبرة الوهابية؟» بعد سنوات من الحرب التدميرية بات الشعب اليمني على قاب قوسين أو أدن من الانتصار وبدأت السعودية تكتشف غرور حكامها وانفراط عقد تحالفاتها وبدء تخلي حماتها الغربيين عنها.
ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ والولايات ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺎﻉ ﻓﻲ ﺗﺰﻭﻳﺪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺑﺎلأﺳﻠﺤﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﻬﻢ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻛﻢ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ القلائل، ﻣﺎ ﺗﻘﻴﻴﻤﻜﻢ ﻟﻤﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ؟
كما تعلمون، ليس للغرب الاستعماري صداقات وتحالفات دائمة بل لديه مصالح دائمة. كانت هذه الدول تظن أن ما سمي بالتحالف السعودي قادر على حسم الصراع بسرعة نسبية واغتنمت غباء القيادة السعودية الجديدة وغرورها لتمدها بالسلاح والعتاد والمعلومات والخبرات العسكرية المباشرة نهارا وجهارا متذرعة بالأمم المتحدة وبالحفاظ عما كانت تسميه «الشرعية» وهي تعلم تماما أن ما تسميه بالشرعية هي سلطة وهمية مرتزقة لا تقوم لها قائمة خارج المال السعودي. ولكن هذه الدول بدأت تدرك - مع استمرار الحرب وانتقالها الى داخل المملكة بالذات واستنزافها للقوى العدوانية، إضافة إلى اليقظة المتأخرة للضمير والرأي العام في الغرب – أنها لم تعد تستطيع الاستمرار في دعم هذه «الحرب القذرة» كما سماها وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان. ولعل النجاح المذهل للسلاح الجوي المسير في تسديد ضربات موجعة للبنى النفطية وللمطارات العسكرية السعودية، وتشرذم معسكر العملاء والمرتزقة في الجنوب وانسحاب دول مؤثرة من التحالف كمصر والإمارات والمغرب وقريبا السودان، وتوسع المنظمات الإرهابية في بعض مناطق التحالف...كل هذا دفع بالدول الغربية إلى الضغط على مستعمرتها السعودية للتخلي عن الخيار العسكري الفاشل أصلا، خاصة وأن مشاهد القتل والتدمير والتجويع التي بدأت وسائل الإعلام الغربية بنشرها بدأت تؤثر على صانعي القرار في الغرب الذين بدءوا يدركون ليس فقط عبثية هذه الحرب, بل نتائجها الجيواستراتيجية الكارثية على مصالحهم وأمنهم...
ﻭﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ واﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻭﺑﻘﻴﺔ دﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺑﺸﻦ ﺣﺮﺏ ﻭﺣﺸﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺐ ﻣﺴﺎﻟﻢ ﻭﺷﻘﻴﻖ، ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻜﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻭﻝ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ؟
ﻭﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ واﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻭﺑﻘﻴﺔ دﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺑﺸﻦ ﺣﺮﺏ ﻭﺣﺸﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺐ ﻣﺴﺎﻟﻢ ﻭﺷﻘﻴﻖ، ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻜﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻭﻝ ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ؟ اللذين اتخذوا قرار شن هذه الحرب كانوا يعتقدون أن بإمكانهم السيطرة على اليمن بسهولة وبشكل خاطف وإعادة تقسيمه وتقاسمه. تطور الأحداث في الميدان أثبت بطلان هذه التوقعات وتهافت هذه الاستراتيجية الخرقاء التي، على العكس، قوت الشعب اليمني المقاوم كما قوت داعميه وحلفائه. ولعل الانسحاب الإماراتي المعلن والبدء في إعادة رسم استراتيجية تراجع بديلة تعتمد على حل تفاوضي يشكل هزيمة كاملة للمخططات السعودية. أما إسرائيل التي كانت من أبرز الداعمين لاستراتيجية الحرب والعدوان فقد خسرت رهانها في اليمن.
ﻟﻮ ﻋﺪﻧﺎ ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺑﻤﻮﻗﻌﻪ ﺍﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺤﻞ ﺃﻃﻤﺎﻉ ﻟﻠﻘﻮﻯ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻋﺜﻤﺎﻧﻲ، ﻭﻓﺮﻧﺴﻲ، ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ، ﻭﺃﺧﻴﺮًﺍ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺩﻭﻣًﺎ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻗﺎﻣﺖ ﺗﺸﻜﻞ ﺭﺃﺱ ﺣﺮﺑﻬﺎ، ﻣﺎ اﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻨﻜﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ؟
اليمن، بموقعه الجغرافي الفريد، كان دائما يسيل لعاب الدول الاستعمارية الكبرى. فهو يسيطر على باب المندب من جهة وعلى طريق التجارة العالمية وطريق الهند من جهة أخرى. وهو أخيرا عقدة الوصل بين منطقة الخليج الاستراتيجية وأفريقيا وآسيا. صحيح أن السلطنة العثمانية مدت نفوذها حتى الحجاز واليمن، ولكنها فشلت في فرض استعمارها على قلب القلعة اليمنية التي ظلت عصية على الاستعمار. وهذا ما دفع ببريطانيا، التي كانت مهووسة بالسيطرة على طريق الهند ومستعمراتها في الخليج، والعالم العربي وأفريقيا وآسيا، إلى قضم الأطراف اليمنية وتقسيم اليمن إلى جنوب وشمال والاستقرار حتى 1967م عدن. وهذا أيضا ما دفع بآل سعود إلى قضم أجزاء واسعة من اليمن التاريخي كعسير وجازان ونجران. وهذا أخيرا ما دفع دول الخليج الى محاولات يائسة للإبقاء عبثا على التقسيم الاستعماري وبعد قيام الوحدة على عودة التقسيم. مؤسس المملكة الوهابية كان دائما يحذر أحفاده مما كان يسميه ب»الخطر» اليمني وقد نسب إليه قوله الشهير « عز السعودية في ذُلّ اليمن». ويبدو أن تهور الجيل الثالث من آل سعود، ممثلا بولي العهد الحالي محمد بن سلمان، صدق هذه النصيحة فكانت النتيجة غير المتوقعة أن تحول اليمن المقاوم إلى شوكة دائمة في ظهر المملكة ستظل تؤرقها لعقود طويلة قادمة.
ﺃﻳﻀًﺎ ﻟﻮ ﻋﺪﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺮﺓ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺤﻤﺪﻱ، ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﻄﻮﺭا لافتاً، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺍلاﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺤﻤﺪﻱ ﺗﻌﺮﺽ للاﻏﺘﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1977ﻡ. ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ علاﻗﺔ ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ، ﻣﺎ اﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﺃﻧﺘﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ؟
كما نعلم، ففرنسا التي كانت تستعمر جيبوتي الواقعة في الجانب الآخر من باب المندب، لم يكن لها نفوذ حقيقي ومصالح كبرى في اليمن. ليكن هذا لم يمنعها، عبر مرتزقتها وعملائها ومن خلال تنافسها الاستعماري مع بريطانيا ودفاعها المستميت عن المصالح الصهيونية في البحر الأحمر، وكذلك من خلال حقدها على التجربة التحررية الناصرية، من تقديم خدمات جليلة للملكة الوهابية عن طريق إضعاف اليمن ومنع وحدته وخدمة المصالح السعودية. من هنا يمكن تفسير مشاركتها في عملية اغتيال إبراهيم الحمدي الذي كان وطنيا صلبا ومطالبا دائما باسترجاع الأراضي اليمنية المحتلة من السعودية وكذلك من دعاة إعادة توحيد شطري اليمن. وكانت نتيجة اغتياله أن وصل إلى الحكم علي عبدالله صالح الذي فرط نهائيا بالأراضي اليمنية المحتلة. ورغم خدماته الجليلة للمحتل السعودي خلال ثلاثة عقود من الزمن الا إن آل سعود ضحوا به على إثر الربيع العربي المزعوم مفضلين الإتيان برئيس أكثر طواعية منه .
يعرف العالم أجمع أن الإرهاب صناعة سعودية غربية، وتم توظيف أكثر من بلد لتحقيق مصالح أمريكية وأوروبية من افغانستان إلى الحرب على سوريا واليمن والعراق، إلى أي مدى تقفون مع هذا الطرح ؟
هذه حقيقة تاريخية دامغة. فالولايات المتحدة استعملت الإرهابيين الأفغان واسامة بن لادن لمحاربة خصمها الأكبر آنذاك، الاتحاد السوفييتي. وكان ريغان يصف هؤلاء الإرهابيين بأنهم «محاربون من أجل الحرية» وعندما قام هؤلاء بعملية البرجين في نيويورك، سئل بريزنسكي، المستشار الأمني للرئيس كارت عما إذا كان نادما على تعاونه مع هؤلاء الإرهابيين، أجاب: « بالطبع لا، فأيهما أهم بالنسبة للولايات المتحدة، قتل 3000 أمريكي أم انهيار الاتحاد السوفييتي؟» ونحن نعلم أن عشرات الآلاف من الإرهابيين الذين قاتلوا في سورية كانوا في البداية يتمتعون برضا الدول الأوروبية، والجميع في فرنسا يتذكرون تصريح لوران فابيوس، وزير خارجية فرنسا في عهد فرانسوا هولاند عام 2012 الذي ادلى به في المغرب على هامش مؤتمر ما يسمى بأصدقاء سورية وقال فيه تعليقا على وضع الولايات المتحدة لجبهة النصرة (القاعدة) : «إنها تقوم بعمل جيد في سورية» !!! واليوم، وبعد حوالي عقدين من الزمن على غزو أفغانستان ها هي الولايات المتحدة تتفاوض على قدم وساق مع حركة الطالبان التي حاربتها وكانت تضعها على لائحة الإرهاب. نعم الإرهاب التكفيري هو صناعة أمريكية، غربية، سعودية صهيونية تستعمل لضرب وتدمير كل من تسوله نفسه الخروج عن عصا الطاعة...
ﺗﻤﻴﺰ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﺑﺎﻟﻮﺿﻮﺡ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺭﺣﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ، ﻓﺎﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻟﺤﻠﻮﺏ. ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻨﺪ الأﻭﺭﻭﺑﻴﻴﻦ أيضا، ﻭﺍﺻﺮﺍﺭ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺑﻴﻊ السلاح ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺒﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻪ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩة ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ؟
*- بكل تأكيد. وفضيلة ترامب، إن صح التعبير، أنه يقول عاليا ما يفكر به كل الرؤساء الغربيين. في السابق كان العملاء يقبضون ثمن عمالتهم. أما اليوم فالعملاء يدفعون جزية ورشوة لمشغليهم وهم صاغرين. وهذه الحال ينطبق عليها القول الفرنسي المأثور: «العبودية الطوعية هي أسوأ أنواع العبودية».. ﺍﻟﺘﻮﺣﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ... ﺇﻟﺦ، ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻳﻤﻀﻲ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ؟ هذا التوحش سيقود النظام الدولي الجديد الذي نشأ على أنقاض القطبية الثنائية الى الاندثار وإلى الانتحار. كما قال المفكر الإيطالي التقدمي أنطنيو غرامشي وهو في السجن ما بين الحربين العالمتين : « العالم القديم يموت أما العالم الجديد فما يزال في رحم التكوين».
ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ والولاﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ الاﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ،ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﻮﺻﻠﻮﻥ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﺏ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻣﺪﻣﺮﺓ، ﻛﻴﻒ ﺗﻔﺴﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ؟
لا اعتقد أن من مصلحة هذه الدول الوصول الى مثل هذه الحرب التي لن يكون فيها منتصر أو رابح. هذا نوع من الانتحار السياسي. وهذه الدول تعلم جيدا أنها لم تعد تستطيع فرض إملاءاتها على بقية العالم. كل الحروب التي شنتها هذه الدول كانت فاشلة وكارثية بامتياز. فروسيا عادت لتلعب دورها الطبيعي على الساحة الدولية وإدارة ترامب لا تريد مزيدا من الحروب التي كلفتها في أفغانستان والعراق وليبيا وسورية واليمن أكثر من سبعة آلاف مليار دولار ذهبت هباء. إضافة إلى ذلك فإن الاستفراد الأمريكي بالعالم انتهى مع عودة روسيا وصعود الصين وتنامي المقاومات في العالم لسياسة الاستكبار هذه. المقاومة اللبنانية لقنت الكيان الصهيوني درسا لا ينسى في حين الشعب اليمني مرغ جبين آل سعود بالتراب.
ﻟﻘﺪ ﻃﺮﺣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﺤﻔﻲ ﻭﺳﻨﻄﺮﺣﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻳﻀًﺎ، ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺍﻟﺤﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺴﺞ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺨﺸﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﻐﺘﺎﻟﻪ، ﻫﻞ ﺣﺪﺛﺖ ﻟﻚ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ؟
لا لم اتعرض لحسن الحظ لمثل هذه المحاولات التصفوية. في أوروبا يستعملون أساليب اكثر خبثا لإسكات الأصوات الحرة مثل الرقابة والمقاطعة الإعلامية والضرائبية ...

ﻣﺎﻫﻲ ﺁﺧﺮ ﺭﺳﺎﻟة ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻬﺎ ؟
الرسالة التي أريد أن أوجهها خاصة الى شعب اليمن الصامد والمبدع هي رسالة أمل بالانتصار القادم لا محالة. وهذا الانتصار سيغير وجه الجزيرة ويؤذن ببزوغ فجر جديد من العدالة والكرامة والازدهار. ﺷﻜﺮًﺍ ﺟﺰﻳًﻼ ﻟﻚ ﺳﻴﺪ ﻣﺎﺟﺪ ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﻖ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.