من يمارس الفساد من أنصار الله أو المؤتمر لن يفلت من العقاب ولا حصانة لأحد إجراءات مستعجلة تحد من الفساد وتشرك المواطن في محاربته الفاسد في ظل العدوان والحصار فاسد مرتين والعقاب في هذه المرحلة مضاعف من حالات الفساد إفساد المسؤولين الجدد من خلال شياطين الإغواء المنتشرين في المؤسسات 26 سبتمبر – خاص توجيهات الرئيس مهدي المشاط لمحاربة الفساد لم يكن الغرض منها الاستهلاك الإعلامي أو رفع شعارات من أجل تلميع صورة القيادة بل هدفها الأول والأخير إصلاح وتصحيح وتغيير من أجل المواطن ومن أجل بناء مؤسسات خالية من الفساد وذلك بمصفوفة إجراءات عملية سترى طريقها الى التنفيذ. التوجيهات الأخيرة والتوجه المستمر للقيادة لمحاربة الفساد والقضاء عليه تأتي استجابة لمتطلبات الواقع وترجمة فعلية لأهداف وطموحات ثورة 21من سبتمبر على طريق تصحيح وضع أجهزة الدولة ومؤسساتها. فساد مرتان: ولعل ما يجدر الإشارة إليه هنا أن كل فاسد ومن أي جهة كان وخلال هذه الفترة يعتبر فاسداً مرتين الأولى بممارسته الفساد والثانية بالتوقيت الذي مارس فيه هذا الفساد فالبلد تعيش أوضاعاً صعبة جراء العدوان والحصار ومثل هذه المراحل التاريخية من حياة الشعوب تتطلب المزيد من التضحية والصبر ولهذا فكل من يمارس أي فساد حالياً فهو مجرم يستحق العقوبة المضاعفة وفي أي منصب كان كون ممارسة الفساد حالياً علاوة على انها جريمة بحد ذاتها إلا ان نتائجها وتداعياتها خلال الفترة الحالية تجعلنا أمام جريمة أخرى تضاف الى الأولى فنهب المال العام أو التلاعب به أو سوء استغلال السلطة يؤدي الى ظلم الناس والى إهدار مقدرات الدولة في وقت نحن بأمس الحاجة الى هذه المقدرات والى أن يلتف كل الناس حول القيادة بمعركة الصمود ولهذا فكل عملية فساد تعمل على إبعاد المواطنين عن الهدف الأسمى وتعمل على بث اليأس في أوساط المجتمع وتؤثر نفسياً على المواطنين لاسيما الطبقة الفقيرة. ولهذا فإن ما يقع على عاتق الجهات المختصة بمحاربة الفساد من مسؤولية وطنية وأخلاقية ودينية كبير جداً لاسيما خلال الفترة الحالية فعلى مختلف الجهات أن تعزز من نشاطها وأن تترك البيوقراطية السابقة والمجاملات والتعامل مع الفاسدين وفق تصنيفات معينة فهذا قوي وهذا ضعيف وهذا مسنود من أعلى وهذا لا يزال في بداية المشوار كون هذه التصنيفات فساد بحد ذاتها ولهذا فلا يوجد أي استثناء في محاربة الفساد ولهذا علينا جميعاً أن نمتلك الشجاعة الكاملة وفي مقدمتنا الجهات المختصة بمحاربة الفساد وذلك لكشف الفاسدين وإيقافهم عند حدهم. المشكلة في أنصار الله: قد يقول قائل إن هناك محسوبين على أنصار الله لا يمكن الاقتراب منهم بل إن الحديث عنهم قد يؤدي الى تداعيات غير محسوبة وقد يصطدم الجميع بمشاريع جديدة لمراكز النفوذ سيصبح من الصعوبة بمكان الحديث عنها أو الإشارة اليها كمشاريع فساد من الطراز الفريد. ولكن يجب أن يثق الجميع أن أنصار الله أو المحسوبين عليهم في مقدمة من يتوجب علينا جميعاً مراقبتهم وعلى الجهات المختصة بمكافحة الفساد أن تبدأ بهؤلاء فلا حصانة لأحد بل إن كل من يمارس الفساد من أنصار الله أو يدعي أنه منهم يتوجب محاسبته كأولوية لأننا في مرحلة يجب أن يستشعر الجميع المسؤولية وفي مرحلة لا تتطلب المزيد من الفاسدين فيكفينا عصابات الفساد التي ولدت وترعرعت في عهد السلطة السابقة التي كانت تصنف عالمياً ضمن السلطات الأكثر فساداً على المستوى العالمي وبلغ فسادها درجة لا يمكن هنا اختصارها ببضع كلمات أو جمل أو عبارات. ولهذا نجد أن البعض من هذه العصابات المرتبطة بالخارج قررت المغادرة ونجدها اليوم في صف العدوان وتمارس هناك فسادها والبعض الآخر من نفس الفصيلة رأى أن الوضع بالداخل ايضاً مهيأ للاستمرار في ممارسة الفساد سواء من خلال التظاهر بأنه مع الوضع الجديد ومع أنصار الله أو من خلال التوجه نحو إفساد المحسوبين على أنصار الله واتخاذهم مطية وأداة لممارسة فساد كبير ومن تحت الطاولة. فاسد قديم جديد كما أشرنا فمدرسة الفساد تعود الى عقود وليست وليدة اللحظة فاليمن عاش مرحلة فساد غير مسبوقة خلال العقود الماضية وكان الفساد برعاية رأس الدولة وتحت حمايته وضمن عملية التقاسم بين مراكز النفوذ فمعظم الصفقات الكبرى والمتوسطة والصغيرة كانت عبارة عن فساد منظم وكانت عملية مكافحة الفساد مجرد شعارات لخداع الشعب والتضليل عليهم. لقد بلغ الفساد مستوى لم يعد من المتصور او المتوقع أن يأتي وقت وتكون فيه بلادنا بلا فساد أو مفسدين حيث كانت هذه الفئة الاخطبوطية الإنتهازية هي السمة الأبرز للدولة والمجتمع وهي الفئة الأكثر إنتشاراً ونفوذاً ودونها لن يتمكن الشعب من العيش والإستمرار في الحياة. لم تترك هذه الفئة أي مجال إلا ووصلت اليه ولم تفوت أي فرصة أمامها لممارسة الفساد من التعليم الى الصحة الى الجيش الى كل قطاعات الدولة والى كل المجالات وهذا الكلام ليس تجنياً أو مزايدة بل حقيقة يعترف بها الكثير. اليوم الجيل السابق من الفاسدين لم يتركوا هذه المهنة بل تدرجوا فيها وصولاً الى مرحلة أن يصبح الفاسد الصغير وبعد أن يمر بعدة مراحل متمكناً من الفساد بمختلف الطرق والوسائل وأن يبلغ به الأمر الى تعليم الفساد. ولهذا على الجميع أن يحذروا من هذه الفئة لاسيما من يعملوا اليوم على توريط أي مسؤول جديد سواء محسوب على أنصار الله أو على أي جهة أخرى في قضايا فساد من أجل أن يتم السيطرة عليه ودفعه لممارسة فساد لصالح هذه الفئة المتخمة بالفساد. ولهذا لا يظن كل فاسد متخفٍ أنه بعيد عن عيون الشعب وعن عيون الشرفاء ويجب أن تفتح الجهات المختصة عيونها لترى كيف أن بعض الفئات تدفع المسؤولين الى الفساد وتحاول إيقاعهم في الأفخاخ والمصائد فهذه الفئات يجب أن تحاسب كونها تشجع على الفساد وكونها تمارس الدور الذي يمارسه الشيطان على الإنسان وذلك من خلال محاولة جر المسؤول الى ممارسة الفساد وتقديم المخارج والمداخل له من أجل الوقوع في جريمة الفساد وتحاول دفعه الى المزيد ولا يخفى على احد أن كل مؤسساتنا فيها من الشياطين ما يكفي لإغواء شعب بأكمله فما بالنا بأشخاص قد تكون تجربتهم حديثة في مجال العمل الإداري. هذا الكلام ليس تبرير لأحد بل محاولة لتسليط الضوء على سبب من أسباب الفساد فقد يكون هناك مسؤول نظيف وبعد أشهر من توليه المنصب الجديد يصبح فاسداً بفعل الشلة المحيطة به بل إن البعض لا يحتاج الى أشهر بل أسابيع ليصبح فاسداً مع مرتبة القرف لاسيما إذا اجتمع ضعف الوازع الديني والأخلاقي والوطني مع الوسواس الشيطاني في بيئة العمل. أجهزة مكافحة الفساد أولى: يجب أن تكون البداية بالقوانين فهناك قوانين تحمي كبار الفاسدين وتقدم لهم المبررات الكافية للتهرب والحصول على مخارج قانونية مناسبة تجعلهم بعيدين تماماً عن دائرة الحساب والعقاب. ثم يجب أن نتجه الى الجهات المختصة بمكافحة الفساد كون الفساد لا يكافح نفسه فإذا كان الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة فيه فساد أو هيئة مكافحة الفساد أو نيابة الأموال العامة أو أي مؤسسة يقع على عاتقها أي مهام رقابية او محاسبة او غيره فإننا أمام وضع يحمي الفساد ولا يمكن التعويل عليه ولهذا يجب أن نهتم بهذه الأجهزة وان نحميها اولاً من سطوة الفاسدين ومن ألاعيبهم ومكرهم وخداعهم وان يكون في هذه الأجهزة والمؤسسات كل الكفاءات الوطنية المشهود لها بالنزاهة. الخطوة التالية تتمثل في اتخاذ إجراءات سعرية ومدروسة من خلال الإقالات والإحالات فالإقالة من المنصب إذا اتضح ممارستك للفساد والإحالة للنيابة إذا ثبت ممارستك لجريمة من جرائم الفساد وعندما نفعل هذه الخطوات سنجد وخلال أشهر أن الوضع سيكون أفضل وسيضع كل فاسد بالاعتبار وقبل الإقدام على أي عملية فساد النتائج والتداعيات المتوقعة وسينظر الى مصير غيره حتى لا يطاله نفس المصير. ثقافة الفساد: في الأخير لا يمكن محاربة الفساد دون تغيير الثقافة المتعلقة بالفساد كقضية مجتمعية قبل أن تكون قضية رسمية فما ترسخ في الذهنية العامة خلال العقود الماضية جراء النظام الفاسد من رأسه حتى اخمص قدميه لا يمكن إزالته بسهولة أو تغييره خلال أيام أو أسابيع أو أشهر. نحن بحاجة الى مصفوفة إجراءات تتعلق بثقافة الفساد كون الثقافة هي المتحكمة بتصرفات وممارسات الإنسان فإذا كنا نرى الفساد كجريمة فسيكون كذلك ولن يقترب منه إلا من أراد لنفسه أن يكون مجرماً لا أن يكون رجلاً وأحمر عين كما كان يوصف أي فاسد خلال عهد السلطة الفاسدة.