مهداه إلى روح الشهيد جار الله عمر في ذكرى رحيله ال17. كما هي لروح الشهيد شرف الدين في ذكرى رحيله ال5. إن عظمة القائد لا تكمن في شخصه او اسمه او مركزه او ما يملك.. ولكن تكمن في كونه إنسانًا سويًّا شريفاً أمينًا صادقًا في حبه لشعبه ووطنه .. مناضلاً ومعلمًا وملهمًا لمن حوله من أبناء شعبه طرق النضال للدفاع عن القضايا الوطنية العادلة ... بما فيها إعادة بناء الوطن عبر برنامج للإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل لبناء مؤسسات الدولة وبما يعيد الثقة بها ويعمق مبدأ الولاء والحب للوطن لدى كل مكونات المجتمع. فعظمة المعلم والقائد تكمن في عظمة أفكاره الحاملة لمشروع ثورة علم ومعرفة وقيم ترتقي بالوعي السياسي المجتمعي وبالقيم الدينية والوطنية والإنسانية.. لتجاوز عوامل التخلف الاجتماعي والفساد السياسي المالي والإداري والأخلاقي .. بما يحفظ مقدرات الوطن ويطور عوامل النمو الشامل .. فهو - عادةً-الملهم لشعبه كيف يكون حرًّا محافظًا على هويته واستقلال وسيادة ووحدة وطنه ..بل وتكمن عظمة القائد الإنسان في كونه معلمًا وعامل توحيد لكل أبناء شعبه بكل ألوان طيفهم السياسي والمجتمعي والمدني والجماهيري .. عبر ثقافة القبول بالآخر في ظل دولة شراكة ديمقراطية ضامنة لمواطنة متساوية بعيدًا عن الإقصاء والتهميش وثقافة الكراهية .. دولة يتم فيها احترام التداول السلمي للسلطة ... تحافظ على الطابع المؤسسي . يُحترم فيها الدستور والقانون تصون الحقوق وتعلي القيم الإنسانية والحضارية .. بل إن القائد الانسان هو –بالتأكيد- ذلك المنتمي لوطنه اليمني بعيدًا عن الهويات الجهوية العصبوية .. وهو الذي يحتل له مكاناً عظيماً في وجدان وقلوب وعقول كل أبناء شعبه في حياته وبعد رحيله لعظمة قيم العلم والمعرفة والقيم الوطنية والإنسانية الحضارية التي تمكن شعبه ووطنه من ممكنات كفاءة امتلاك المستقبل .. -فهكذا عاش الشهيد القائد جار الله عمر رجل التعددية والإصلاح السياسي والشراكة. -وهكذا عاش الشهيد المناضل شرف الدين رجل التعددية وشهيد الحوار والشراكة. - من لا يقرأ التاريخ فإن التاريخ لا ينصفه .. ومن لا ينصف الرجال الصادقين المخلصين والمحبين للوطن والشعب حتى وان كانوا مخالفين فإن الوطن لا يقف معه وإن التاريخ لا ينصفه .. - بنكران ذاتنا الصغيرة وانصافنا لشهدائنا العظماء سننتصر لذاتنا الجمعية الكبيرة وحدة الوطن والشعب ولمشروع دولة المستقبل..