للخيانة أوجاع وآلام شتى وتكثر أو تقل آلامها وأوجاعها بنوعية وشدة وطأتها، كما تتوقف هذه الآلام والأوجاع بنوعية القرابة بين الخائن والواقع عليه الخيانة، وأجزم بالقول أن خيانة الأوطان من أعظم الخيانات على الإطلاق لأن أغلبية الخيانات تكون في الأعم فردية تقع على شخص ما من المجتمع ويمكن أن يتم معالجتها بطرق شتى وإن كان أعظمها هو فراق الأخلاء عن بعض نتيجة خيانة ما.. لكن أن يصل المرء في تماديه وتواطؤه إلى خيانة الوطن برمته نتيجة أطماع مادية أو سياسية فهذه المصيبة الكبرى والتي يوجب على صاحبها أشد أنواع العقاب وإن كان أقلها النفي من الأرض, وما قام به الخونة في الآونة الأخيرة في التواطؤ مع عدو خارجي من أجل إثارة الفتن والقلاقل داخل المجتمع اليمني وفي ظل عدوان سافر يعتبر من أشد أنواع الخيانات.. لأنهم باعوا انفسهم وشرفهم وكل قيمهم إلى عدو لا يراعي في تماديه الإجرامي ذمة ولا ضمير، وأنه لو لم تكن هناك عيون ساهرة ويقظة دائمة من قبل رجال الأمن الأشاوس لكان الآلاف من الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال ستزهق أرواحهم وستعم الفوضى (وهو الأمر والأشد) في جميع الأراضي الآمنة الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان، حيث كانت المؤامرة كبيرة والتخطيط رهيباً وهو ما قامت به تلك العصابة الخائنة والمارقة بعدما عجزت دول العدوان ومرتزقتهم من تحقيق أي نصر في جميع جبهات القتال, بل العكس من ذلك فالانتصارات المتتالية التي حققها الجيش واللجان والتي كان آخرها عملية "البنيان المرصوص" والتي تعتبر بمثابة القشة الأخيرة في جسد العدوان ومرتزقته فلجأوا إلى عصابات الغدر والخيانة عسى أن يحققوا لهم شيئا من الفوضى والقلاقل والتي ستكون كفيلة بزعزعة السكينة العامة بين المجتمع وتخفف ولو جزءاً يسيراً من وطأة الضربة القاصمة التي تلقوها في عملية "البنيان المرصوص". وبالعودة إلى موضوع الخيانة فقد شاهدت ومعي الكثير من أبناء الوطن تلك المقابلات الاعترافية من قبل أولئك الخونة وبكل بجاحه يستعرضون أدوارهم الخسيسة في تنفيذ المهام والمؤامرة على أبناء الوطن غير مدركين من أن أعمالهم تلك ستلحق الضرر بالوطن وبالآلاف من أبنائه. وفي الأخير حري بقيادتنا السياسية ممثلة بالمحاكم القضائية إصدار أشد أنواع العقاب بحق هؤلاء الخونة لكي يكونوا عبرة وعظة لمن تسول له نفسه خيانة الوطن.