"قالت يا أيها الملأ إني ألقي إليَّ كتاب كريم * إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم" تطرقت في الخواطر السابقة إلى أن التحالف ومرتزقته في محافظة مارب تلقوا رسالة قوية من عدة وساطات تدعوهم لتفهم الموقف.. مضمون الرسالة أن لا داعي أن يأخذكم الشيطان للكبر والاستعلاء، وامتثلوا لمطالب الشعب الكريم (مسلّمين) بالحق لا (مستسلمين). أُخذت الرسالة تُقرأ وتتداول في الأجنحة والغرف، ومن قبل المشايخ والشخصيات.. منهم من قال: "نحن أولو قوة"، ومنهم من قال: لقد أذلنا الملوك وجعلوا أعزتنا أذلة، فلماذا لا نستجيب للدعوة الحق من أبناء جلدتنا. وهنا يبرز موقف (تحالف العدوان)، من هذه الدعوة، الذي لابد أنه قد درسها من جميع الأبعاد، وقيّم جميع المواقف، وأهمها بعد المصالح الخاصة به.. وهو الموقف الذي حير الجميع، وأزعج حتى مبعوث الأممالمتحدة (غريفيث) الذي مورست عليه الضغوط للذهاب إلى صنعاء والتباحث مع قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، لطرح بعض الإغراءات، عسى أن يصلوا إلى شيء ملائم، يتم بموجبه التفاهم حول مارب، والوصول إلى اتفاق وإحراز نجاح ما، ولو كان يسيراً. من جهته – قائد الثورة – لا شك أنه رد عليهم: "... فما آتان الله خير مما أتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون".. ارجع إليهم ياغريفيث وقل لهم ما قال سليمان عليه السلام لمن طلبهم للسلم والفوز بخير الأولى والأخرى: "ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون". وفي المقابل لا شك هناك من الرجال ذوي العقول السليمة من عقلاء مارب الجود والخير من هم حريصون على كل قطرة دم يمنية تنزف من هذا الشعب ويهمهم الحفاظ على مقدرات الأمة.. وهذه النماذج تضغط بقوة لإخراج (مارب الحبيبة) إلى السلم والصعود بها إلى سفينة السلام، والتآخي والمحبة، باذلين جهوداً كبيرة، لأنهم يعلمون أن سنة الله وكلمته هي الحق، والتي سيؤيد بها ثلة من المؤمنين، وإن كانوا قلة، لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ولن يخشوا الواقفين في صف الشيطان ولا كثرتهم، لأنهم يعلمون أنهم ليسوا إلا مطبلين غير قادرين ولا مقتدرين على تبصير أسيادهم بعاقبة العناد والكبر التي لن تكون نتائجها إلا الخسران.. ويجب عليهم أن ينصتوا لما آتاهم به الشيخ أمين العكيمي الذي رأى ما لم يره غيره، وبذل جهوداً كبيرة في سبيل اقناع (العرادة)، الذي ربما تمكن منه الخوف على حياته وعلى ما جمع من مقدرات الشعب. إن الخواطر تشير إلى أن هناك تسعة من الرهط يفسدون في مارب ويخططون ويمكرون، ولكنهم لا يدركون أن الله أشد مكراً، وانهم سيقعون وهم لا يشعرون. إنني هنا أنبه أولئك الثلة الصالحة من المشايخ والوجهاء الذين يدركون أهمية وخطورة الموقف، لما يخطط له أولئك الذين يدعون الحنكة والذكاء من مكائد ليس لها من هدف إلا خدمة مصالحهم الشخصية وخدمة أسيادهم من أعداء الوطن الذين اثبتت خمس سنوات من الحرب التي حشدوا لها الكون بما فيه أنهم لا يسعون لخير هذا البلد وأهله من المؤمنين الواثقين بتحقق وعد الله سبحانه وتعالى بنصرهم.. ولن يحقق مدعيّ الحنكة والذكاء وأسيادهم شيئاً بإذن الله.. ليس لشيء، إلا لأنهم يقاتلون رجالاً آمنوا بربهم فزادهم هدى، وسلموا لقائدهم الذي أقام الحجة على من أخذتهم العزة بالإثم وطالبهم ب"قوت الشعب ومقدراته ورواتبه" فقط.. أي طلب ما يطلب الأخ من أخيه، من الحقوق التي يجب أن يحصل عليها، ولم يطلب لا سيادة ولا سلطة ولا تسلط.. وعلى من لا يزالون يكابرون ويعاندون، بانتظار تحقيق شيء ما، أن لا يراهنوا على ذلك، لأن هناك من المؤمنين الأشداء من سيأتونهم مقاتلين وسيقاتل معهم الشجر والحجر، وعليهم سرعة حسم أمرهم واستجماع عقولهم والنزول عند رأي اخوانهم المدركين لأهمية واجب السلم والسلام. عجلوا في اتخاذ هذا الموقف ولا تظلموا أنفسكم فتصبح بيوتكم خاوية بما كسبت أيديكم!!.. فلله الأمر من قبل ومن بعد.