العالم يعيش في دهشة وحيرة من أمره لأن هناك رسولا واحدا يدخل باستئذان ولا يجرؤ أحد أن يمنعه أو يستطيع أن يراه.. أكيد كلكم معي أن العالم المتقدم وصل إلى مرحلة ذكرها بيان الله (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون). الآية شاملة بالفعل لأولئك الذين يتغطرسون ويعتقدون أن نواميس الكون تنتج وتظهر بقدراتهم وبحوثهم الخاصة غير مدركين قدرة رب الكون والمحرك والمسيطر على دوران الإلكترون حول النواة في مستويات متساوية من الطاقة.. وهم بتلك الغطرسة والكبرياء مدوا أيديهم للشيطان واعتبروا قدراتهم منفذا شرعيا للسيطرة على العالم ومقدراته.. وإذا كانت الفطرة تقول إن الإنسان يحب أن يستحوذ على كل شيء فإن هناك قوانين لها خطوط حمراء عندما يتعداها البشر ..يتدخل الرب المسيطر على أيدي وكيان وذرات هذا الكون الرسول الخفي الذي يلبس طاقة هلامية تخفيه عن الأنظار ..لاشك إن كان قد أنتج بيد إنسان فهو الله الآذن ..وإذا كان الرسول قد استأذن مباشرة للنزول إلى كوكب الأرض لتأديب المستكبرين.. من جميع الأديان وقد يقول قائل ما ذنب المسكين في الدول الفقيرة وغيرها.. الحقيقة البيان في القرآن حدد مهاما وشروطا لتحرك الإنسان بشكل عام.. وبين أهمية الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين كما بين أهمية أن لا يقبل الإنسان الظلم أو يسانده مهما كان وبأي أسباب تذكر.. كما بين رب الكون أهمية ابتعاث الرسل وإنزال الكتب السماوية والغاية الكبرى من ذلك وهو عدم إيذاء الآخرين معنويا أو ماديا وإقامة العدل في الأرض والشهادة لله وحده.. وهذا ما لم يتحقق في الكثير من شعوب الأرض وخاصة الشعوب الأغلب من المسلمين فهم يشهدون للحزب والمذهب وللسلطان.. ولا يقيمون الحق والعدل بين الناس.. كما أن اغلب المتدينين منهم للأسف يؤمنون ببعض ما أمر الله ولا يمتثلون للبعض حسب هواهم .. فيندهش مريدوهم وطلابهم الذين جعلوا منهم قدوة.. لماذا ينحرف العالم والمتدين عندما يوضع باختبار بسيط بين الحق والباطل.. وإذا المقياس .. هو الخشية من الله وليس من المخلوق ...ومن ذكاء إبليس وقدراته يوجد المبررات للعالم المتدين يفسح له انحرافه عن الحق غير مدرك تماما أن زوغانه عن الحق قد ذبح مريديه نفسيا واتجه بعضهم حتى للإلحاد والكفر.. ماذا يصنع المتدين من جرم عند انزلاقه مع الباطل ..لا يدرك ..وهو بفعل أعماله وتصريحاته ومد يده لحبل الشيطان يتسبب في سفك دماء ويشارك فيها.. ظنا منه أن أداء عمرة أو صدقة أو مساعدة فقير ..تذهب وتمسح ذلك الذنب العظيم.. تعامل مع الرب بالميزان فيخسر خسرانا مبينا.. (أنفقوا مما تحبون) اشترط الله أن ينفق المسلم مما يحب.. فظن المتذبذبون أن الإنفاق بالمال فقط.. فذهبوا مع الباطل وأنفقوا الكثير من المال للفقراء والمساكين وكسر جباههم سجودا بالحرم الشريف وغيره غير مدركين أن الله يقول مما تحبون.. بمعنى أنت ذهبت مع الباطل وأيدته خوفا منك على سمعتك عند ذلك الملك أو الحزب أو الزعيم أو الجماعة.. إذا أنت تحب سمعتك أكثر من المال.. والله يقول لك أنفقوا مما تحبون.. لم تستطع أن تنفق من سمعتك لله ولا تخاف سخط احد من الناس وأنفقت من المال الذي لا يوازي شيئاً امام سمعتك ومكانتك.. هنا تتجلى الأمور وتظهر بوضوح فيأخذ الشيطان قدراتك ونقاط ضعفك ويدخل منها.. ويمنيك ان سخط الرب سيمحوه الإنفاق والسجود وغيره.. وهذا ما وقع فيه الكثير من العلماء وخاصة الذين كانوا يبكون ويبكون الآخرين.. ولذلك الرسول المتقدم (كورونا) يخاطب كل نفس بما تخفيه في أعماقها ولذلك هو جاء من العالم الخفي ليتناسب مع النفس الخفية الخبيثة.. إن مجرد علم الإنسان أن هناك شعبا مظلوما منذ خمس سنوات تصب عليه جميع الحمم والقنابل والأسلحة في حرب عبثية.. مجرد معرفة المسلم وغير المسلم ولم يحرك ساكنا لا بقلمه ولا بماله ولا حتى بوجدانه أو بأي نعمة أنعم الله عليه بها.. فإن ذلك في مقياس السماء مشاركة ووزر.. وذنب حتى على غير المسلمين.. لذلك استأذن كورونا لأولئك الذين يحجبون أولادهم عن الجهاد أو يهبطون الآخرين عن المضي في مقارعة الباطل ..رغم أن أولادك أمانة لديك وليسوا ملكك ولسانك أمانة فلا تجعله سلاحا مع الباطل ..ولذلك يحصد الرسول الخفي بدون النظر للبطائق أو الجوازات أو البشرة ..السوداء أو البيضاء.. وهو بمثابة رسول يثبت قدرت الله ورحمته.. اليمن مقياس كبير لكل من يتشدق بالدين أو الولاء لله أو يعتقد انه من أصحاب اليمين وحتى من أصحاب موسى وعيسى.. فمن لا ينكر هذه الحرب فهو مشارك فيها وسخط الله لا يمكن تجاوزه ولو أنفقتم ما في الأرض جميعاً.. أليس كذلك.