الجانب المعنوي يلعب دوراً مفصليا في الحرب وهو حجرالزاوية الاول الذي يحدد مصير الحرب وهوية المنتصر زعزعة إيمان العدو بعدم قدرته على الانتصار عن طريق إثبات استحالة تحقيق أهدافه ومبادئه يعتبر الجانب المعنوي لدى المقاتل الركيزة الاساس التي يبنى عليها الانتصار في الحروب،، فبقدر ما يتحلى المقاتل بالمعنويات الايجابية المرتفعة التي تدفعه للقتال بكل حماس وشجاعة واستبسال بقدر ما يكون له لمسه قوية في المعركة التي تحقق له عوامل الصمود الثبات والانتصار على العدو،فالجيوش تقهر مهما كانت امكاناتها المادية والحربية اذا ما تحطمت معنويات مقاتليها ودخلوا في حالة يأس واحباط وفقدان الرغبة للقتال ،،. زين العابدين عثمان بالتالي يلعب الجانب المعنوي دورا مفصليا في الحرب وهو حجرالزاوية الاول الذي من خلاله يمكن تحديد مصير الحرب وهوية المنتصر ،،فالحرب بقواعدها وطبيعتها هي 80٪ حرب معنوية و20 ٪فقط عسكرية واي طرف او جيش يمتلك قوة معنوية اكبر سينتصر في الاولى وسيكسب الحرب العسكرية بشكل دراماتيكي حتى لوكان الطرف الاخر متفوقا عسكريا ويمتلك اسلحة متطورة وفتاكة ،،فكاسب الحرب في الاول والاخير هو الانسان وليس الآلة كما ان تطور السلاح لا يقلل من أهمية الإنسان ، بل يزيد من أهميته، لأن النصر في المعركة متوقف على الإنسان وروحه المعنوية الذي تنبع من عقيدته القتالية وقوة ايمانه بالقضية التي يقاتل من اجلها . *في هذا العصر ومع طفرة التطور الكبير للحروب وانماطها ووسائلها،، كل القوى والجيوش التي تريد الانتصار في اي معركة تخوضها تحاول ان تركز على كيفية تدمير معنويات الخصم وتحديد الاليات والعوامل التي من خلالها تدفع بالخصم الى مربع الانهيار المعنوي و اليأس والاحباط وتقبل الهزيمة ،لذا نجد امريكا مثلا وهي تعد القوة العظمى التي طورت اساليبها في الحروب ،نراها دائما ما تركز على وسائل" الحرب المعنوية والفكرية قبل العسكرية وقد طورت هذه الحروب الى مفاهيم واساليب جديدة كالحرب النفسية الاعلامية والاستخباراتية والحرب الناعمة وغيرها من وسائل الحرب التي تعمل على تدمير معنويات الخصم وعقيدته وتوجهاته الفكرية التي تولد عزيمته ورغبته للقتال والدفاع عن نفسه ، وقد كان من ابر نماذج هذه الحروب ،هو الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 والتي قامت امريكا خلاله بشن حربا نفسية وإعلامية شرسة على الشعب العراقي وجيشه وقد إدارتها بطريقة عنيفه دمرت من خلالها معنويات المقاتلين العراقيين وحققت فيهم هزيمة نفسية ومعنوية غير مسبوقة،، فمثلا كانت تشن دعايات للاعلان المستمر أن العراق يربطه بالقاعدة رابط قوي وأنه يدعم( الإرهاب) ومحاربته ضرورة لأنها تأتي ضمن الحملة الدولية لمحاربة الإرهاب اي ان الدول ستجتمع مع امريكا لضرب العراق .كذلك التأكيد على أن العراق مازال يملك قدرة على إنتاج أسلحة الدمار الشامل التي يهدد بها الأمن والسلامة في العالم وخاصة جيرانه ، لذلك لابد من إنهاء زحف شره على العالم الآمن . *إضافة إلى جانب استعراض الأسلحة والإعلان المستمر للضربة ثم يأتي المحللين ليقولوا انا المسالة ماهي الا اسبوع الى خمسة اسابيع وتكون السيطرة كاملة على العراق من أول ليلة للضربة .بالتالي كل هذه التصرفات والتصريحات والإعلانات كان هدفها تحقيق هزيمة نفسية للعراقيين وارهابهم والتخويف والتخذيل لهم لتسهيل المهمة وتحقيق ماهو خافي من أهداف بأقل الخسائر. لذا في الاستراتيجيات الامريكية اعتمد المنظرين العسكريين الامريكيين مفهوم "الحرب النفسية" كسلاح معنوي فعال يتم من خلاله تحطيم معنويات الخصم وكسر نفسيته ودفعه للهزيمة دون قتال ،،فامريكا جندت لهذا المجال عشرات الالاف من العاملين والخبراء في علم النفس ووسائل الكترونية وتكنولوجية هائلة منها وسائل الاعلام والاقمار الصناعية والمخابرات وغيرها الكثير من الوسائل وذلك لتحقيق اكبر فاعلية للحرب النفسية ضد الخصم ويمكن تلخيص أهداف الحرب النفسية ومساراتها بث اليأس من النصر في نفوس القوات المعادية ، وذلك عن طريق : المبالغة في وصف القوة و في وصف الانتصارات و المبالغة في وصف الهزائم حتى يشعر العدو أنه أمام قوة لا يمكن أن تقهر ، وتوضيح أن كل مجهودات النهوض و التقدم في صفوف العدو ضائعة سدى، واستخدام مبدأ الحشد في عدد الطائرات و الدبابات ، والصواريخ، و التلويح بالتفوق العلمي والتكنولوجي. تشجيع القوات المعادية على الاستسلام وذلك عن طريق :توجيه نداءات إلى القوات المحاربة للعدو بواسطة مكبرات الصوت _ قبل أن يبدأ الهجوم _ تدعوهم إلى الإستسلام و عدم المقاومة و توزيع منشورات تحتوى على حيل مختلفة لتشجيع الإستسلام. زعزعة إيمان العدو بمبادئه وأهدافه ذلك عن طريق: إثبات استحالة تحقيق هذه المبادئ و الأهداف و تصوير المبادئ والأهداف على غير حقيقتها ،وتضخم الأخطاء التي تقع عند محاولة تحقيق هذه المبادئ و الأهداف . إضعاف الجبهة الداخلية للعدو و إحداث ثغرات داخلها ، وذلك عن طريق: إظهار عجز النظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عن تحقيق آمال الجماهير والضغط الاقتصادي على حكومة العدو حتى ينهار النظام الاقتصادي . وتشجيع بعض الطوائف على مقاومة الأهداف القومية والوطنية . تشكيك الجماهير في ثقتها بقيادتها السياسية وتشكيكها في قدرة قواتها المسلحة لمواجهة عدوها المشترك. وإيجاد التفرقة بين القوات المسلحة وباقي قطاعات الشعب المدنية في الجبهة الداخلية . والدس و الوقيعة بين طوائف الشعب المختلفة . تفتيت وحدة الجبهة القومية المعادية وذلك عن طريق : التشكيك في أهداف التعاون بين أعضاء هذه الجبهة وإثارة مخاوف أعضاء الجبهة من بعضها البعض..