(1) في بحار الألم تغرق النجوم.. تهفو الشموس .. تتعالى أسراب القطا تتهاوى نسائم الفجر.. وتعلو أصداح السراب.. (2) من أين تصبو مآقينا الثكلى ..؟! من أين تصدح حروفنا الظمأى..؟! يا فجراً عربياً مضرجاً بليل الأسى.. مات قبل ثلاثين عاماً.. الزيتون لم يعصر.. (3) يا ذرانا على حائط المبكى.. تراقصت فيه الاضواء والقمر.. ذبحت على جدرانه آيات.. ارتشفت من كؤوسه عواصف الزمن.. هو عشق الأرض.. عشق الوطن.. (4) نقشنا على جدار الذكريات.. حروفاً.. وأنغاماً.. ودموعاً.. حفرنا في قلوب الصغار.. حجم الوطن.. رغم بوح الأنين.. ونوح السنين.. (5) لا تسل عن ماض رحل.. بلا لحن.. بلا وتر.. تلاشى بين الشط والجبل.. انداح وراء ضوء الأسى.. في زمن غاب فيه الند والندى.. (6) جئناك يا وطن الجراح..!! من جوف الدماء.. متوشحين آلام الزمن.. متموسقين ضوء القمر .. رغم أنات القلوب.. ودماء القمم.. نامت أسراب القطا.. ولم تنم عيون الأسى..!!