صنعاء.. إيقاف التعامل مع منشأتَي صرافة    المجلس الانتقالي الجنوبي يرحّب بتقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة ويدعو إلى تعزيز التعاون الدولي    وزارة الخدمة المدنية توقف مرتبات المتخلفين عن إجراءات المطابقة وتدعو لتصحيح الأوضاع    الأرصاد يتوقع أجواء باردة إلى شديدة البرودة على المرتفعات    لحج: المصفري يرأس اجتماعا للجنة المنظمة لدوري 30 نوفمبر لكرة القدم    توتر وتحشيد بين وحدات عسكرية غرب لحج على شحنة أسلحة    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    تسعة جرحى في حادث مروع بطريق عرقوب شقرة.. فواجع متكررة على الطريق القاتل    انتقادات حادة على اداء محمد صلاح أمام مانشستر سيتي    سؤال المعنى ...سؤال الحياة    برباعية في سيلتا فيجو.. برشلونة يقبل هدية ريال مدريد    بوادر معركة إيرادات بين حكومة بن بريك والسلطة المحلية بالمهرة    هل يجرؤ مجلس القيادة على مواجهة محافظي مأرب والمهرة؟    جحش الإخوان ينهب الدعم السعودي ويؤدلج الشارع اليمني    الأربعاء القادم.. انطلاق بطولة الشركات في ألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    العسكرية الثانية تفضح أكاذيب إعلام حلف بن حبريش الفاسد    إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثيين بمدينة نصاب    غارتان أمريكيتان تدمران مخزن أسلحة ومصنع متفجرات ومقتل 7 إرهابيين في شبوة    عدن.. هيئة النقل البري تغيّر مسار رحلات باصات النقل الجماعي    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    دائرة الرعاية الاجتماعية تنظم فعالية ثقافية بالذكرى السنوية للشهيد    الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية تُنظم فعالية خطابية وتكريمية بذكرى سنوية الشهيد    العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية    فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)    الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    عين الوطن الساهرة (1)    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في اشعار الشاعرة الفلسطينية حنان عابد بقلم:احمد محمود القاسم
نشر في الجنوب ميديا يوم 25 - 04 - 2013


قراءة في أشعار، الشاعرة الفلسطينية: حنان جيلي عابد
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
حنان عابد شاعرة فلسطينية، تتصف شخصيتها بالوعي والذكاء، وسعة الاطلاع، والجد والاجتهاد، والمثابرة، ووعيها الاجتماعي، وأفكارها القيمة، وثقافتها المتزنة، من مواليد مدينة الناصرة، تعمل مربية أطفال، حاصلة على اللقب الثاني بموضوع البيئة، وتعمل مرشدة مع وزارة البيئة، متزوجة، وعندها بنتين وولدين. تقيم بجانب بيت الكاتب الكبير توفيق زياد، بالبلدة القديمة، وبيت المبدعة مي زيادة، تحب الموسيقى والرسم والأشغال اليدوية. الشاعرة حنان، مدمنة من الدرجة الأولى، على القراءة، ولا تستغني عن الكتاب الورقي، بينهما قصة عشق لا تنتهي، فهو رفيقها الدائم. من كتاباتها مؤلفات صديقة من الخيال- قصة قصيرة 1992م، عدة مواضيع متفرقة بجريدة كل العرب-أواخر التسعينات، وقصص أطفال، باسل والنظارة، حلمت حلماً غريبًا- أنا معلمة أمي- معلمتي تنتظر مولودًا- وداعًا يا سمكتي- أمي وأبي منفصلان، مجموعة تعلم مع ميسم (ثلاثة كراريس لمرحلة الطفولة المبكرة)، قصة الجبل2011م، د.محمد حمد، رفيف الروح، خواطر وأشعار 2011م، سأكون شعر وخواطر، مسرحية بلا عنوان، بالنسبة للكتابة أعتبرها تسري بدمي، ولقد كتبت جملة تصف إحساسي بالكتابة..إنها مجرد إشاعة، إنني اكتب، أنا فقط أتنفس، أعشق كتابات الكثير من الأدباء والشعراء، اشعر بأنني مزيج من الحالات، أحب الموسيقى، والرسم والأشغال اليدوية. مؤلفاتي:صديقة من ألخيال قصة قصيرة 1992م، قصص أطفال: باسل والنظارة، وحلمت حلما غريبًا، أنا معلمة أمي، معلمتي تنتظر مولودًاً، وداعًا يا سمكتي، أمي وأبي منفصلان، مجموعة تعلم مع ميسم، قصة الجبل2011م، رفيف الروح، خواطر وإشعار 2011م، سأكون شعر وخواطر، مسرحية بلا عنوان، بالنسبة للكتابة أعتبرها تسري بدمي، ولقد كتبت جملة تصف إحساسي بالكتابة..إنها مجرد إشاعة إنني اكتب، أنا فقط أتنفس. وبصراحة أحب متابعة الإصدارات الجديدة على الصعيد المحلي والعالمي. أحب التنويع بالمواضيع، أحيانا أحب أن اقرأ كتب فلسفة، أو حتى كتب طبية، وأحب المجموعات القصصية بشكل عام، والروايات، أما بالنسبة للشعر والخواطر، فهي اللون الأدبي، الذي أعشقه. وأتابع جميع الألوان الأدبية المتعلقة بالأطفال، على أنواعها، ولعل هذا الأمر، نابع من كوني مربية أطفال. اشعر بأنني مزيج من الحالات.
تمتاز الشاعرة الفلسطينية حنان عابد، ابنة مدينة الناصرة، بكونها تجيد كتابة الومضة الشعرية المعبرة، والموسيقية، والتي تحمل أفكاراً قيمة، وموضوعية، تصل إلى حد الحكمة، والرأي الثاقب، والموقف السديد، بشكل أخَّاذ ومُمتع، وبأفكار قيمة جداً، وبأسلوب سلس سهل، وذو وقع وأَثر جيد على القاريء، فتوصل الفكرة بكل سهولة، وبأسهل الطرق الممكنة وأقصرها، لنتابع قراءاتنا لبعض من ومضاتها الشعرية العذبة، ونستمتع بها جيداً:
#يَنْضُجُ العِشْقُ بِأَوْرِدَتِنا، يُباغِتُنا في الوَقْتِ المُناسِبِ لِأَرْواحِنا..لٰكِنْ.. تَظَلُّ مُشْكِلَتُهُ مَعَ عامِلِ الزَّمَنِ وَالبَشَرِ، قَدْ لا تَكونُ مَعَ مَنْ يَسْتَحِقُّ ، أَوْ في الوَقْتِ الخَطَأِ.
#قَدْ تَكونُ الْأَحْلامُ الْمَنْبوذَةُ، هِيَ الْأَصْدَقُ، هي التي تثابر على إيجاد مساحة لوجودها بالوجود.
#تَتَأَجَّجُ جَمَراتي..رَمادُ خَيالِكَ..يُحاوِرُ..دُخانَ مَلَلي..أَرْسُمُكَ..بَيْنَ ذَرَّاتِ وُجودي حِكايَةً.
#جُدْرانٌ، دَسِمَةٌ تَتَراقَصُ بَيْنَ ضُلوعي..فَرِحَةً، بِانْسِحابِ قَنَواتِ مَشاعِرِكَ، مِنْ وَريدي.
#الْأُمْنِياتُ غَيْرُ سارِيَةِ الْمَفْعولِ، عَلى أَبْوابِ الْجَنَّةِ.
#بعض الأكاذيب، كأنها عبارة عن رصاصة قاتلة في الصميم.
#عابِثَةٌ مَشاعِرُنا، عِنْدَما تَمُدُّ عُنُقَها، لِتَلْمَسَ الصِّدْقَ فينا.
#اَلصَّحْراءُ، كَوْنُها عارِيَةً، لا تَخْجَلُ لِأَنَّها وُلِدَتْ بِدونِ أَخْطاءٍ.
# جُدْرانٌ دَسِمَةٌ تَتَراقَصُ، بَيْنَ ضُلوعي..فَرِحَةً بِانْسِحابِ قَنَواتِ مَشاعِرِكَ مِنْ وَريدي.
# أَسْتَخِفُّ الكِتابَةَ عَنْ العِشْقِ، وَسَطَ بَحْرٍ مِنْ الدِّماءِ.
#اَلحِوارُ بَيْنَنا، تَغَيَّرَتْ أَوْراقُهُ، كَخَرْبَشاتِ الغُيومِ، عَلى صَدْرِ الحَقيقَةِ، تَتَرَبَّصُ بِوِحْدَتِنا، لِتَزْفُرَ بَقايا أَنْفاسِها الثَّقيلَةِ..أَدْمَنَّا تَحَرُّكاتِهِ، وَغابَتْ عَنَّا هَفَواتُهُ.
#عندما رماني بسهم قسوته، أردى شوقي قتيلاً.
#كم من الصعب علينا أحياناً، تلبية رغبات القلوب.
# يا نسائم قلقي، عندما تباشر تَعَجْرفك.
# سهم قسوتك، وسطوة جفافك، أرديا شوقي قتيلاً.
# قَدْ تَكونُ لِكُلٍّ مِنَّا ذِكْرى يَحْتَفِظُ بِها داخِلَ دولابِ مَلابِسِهِ..لا يَتَخَلَّى عَنْها، بَلْ قَدْ لا يَسْمَحُ لِلْماءِ بِمُداعَبَةِ غُبارِها.
# سيرسمُ قلقي معك، مواعيدٌ لا تُنفَّذ.
# معك البوح، ليس بجعبتي، فالمساء نَسَج لي شرنقة من الصمت، عندما نضج الزمن بأوردتي..
# مِنْ عِشْقٍي أَنْتَ مُتَذَمِّرٍ، أَمْ مِنْ صَخْرَةٍ كَسَرَها ضَوءُ الْقَمَرِ..؟
# بَعدكَّ تبخَّر الحب من قلبي، ولن يتكاثفْ.
# يراوغني الصمت، حتى أعتنق مذهبه، ربما ذات يوم، سأتسلل من ذاتي، وأنسحب بهدوء نحوه.
# نسج لي حُلماً، على حافة العتمة، ونسيَ السِّراج بجيبه.
# متاهة المشاعر، قد تدفعنا نحو الإحساس باليُتم، بدون فقدان.
#إِنْ كُنْتَ ضَجيجَ أَفْكاري، عَلى الْمَساءِ، أَنْ يَغْرَقَ بِنَعيمِ صَخَبِكَ، وَلْتَعْتَكِفْ فَرْحَتي، بِصَوْمَعَةِ الْاِنْسِحابِ مِنْ مُشاكَسَتِكَ.
# تعودتُ على تقبيل الغياب، بصفعات اللامبالاة.
#تَحْمِلُ مَعَها مَساءاتٍ مُرَصَّعَةً بِتَنْهيداتٍ صامِتَةٍ..شارِدَةٍ..تَطْوي الْأَوْقاتَ بِسِرْدابٍ مِنْ الذِّكْرَياتِ تَأْسِرُني..تَهَبُني..عُلْبَةً مَليئَةً بِثُقوبِ الْأَمْسِ، تَمْنَحُني شَذًاً..مُعَطَّرًا بِحَنيني لِحَنانِكَ..
# دَعْني..أَرْقُصْ عَلى مِنَصَّةِ الْأَرَقِ، أَتَأَلَّقُ فَوْقَ جُروحِ الْغَدِ، عَسيرَةٌ هِيَ وِلادَةُ اللَّحَظاتِ، عِنْدما لا نَكونُ نَحْنُ..
في قصيدة شعرية لها، تعبِّر فيها عن أنفتها وكرامتها ورقيها فتقول فيها لحبيبها وتطلب منه الابتعاد فتقول:
لا، لا وَأَلْفُ لا..لَنْ تَنْكَسِرَ أَشْواكي..لَنْ تَنْحَني كَرامَتي..لا تَذْرِفْ دُموعَكَ الصَّفْراءَ الْبَليدَةَ، بائِسٌ أَنْتَ مُزَيَّفٌ..لا عَلَيْكَ، فَأَنا أَغْصاني الْباسِقَةُ سَأَرْويها بِدَمي، لا تَقْتَرِبْ اِبْتَعِدْ.
في قصيدة شعرية أخرى، تعبِّر بها عن قداسة اللقاء بينها وبين حبيبها، بصورة جذابة، ورومانسية وحالمة، فتقول له فيها: قُدْسِيَّةُ اللِّقاءِ، قَدْ تَبْقى أَيْقونَةَ صَلاةٍ، مُعَلَّقَةً فَوْقَ صَدْرِكَ..مَنْحوتَةً بِمَلامِحِ عَيْنَيْكَ..تَلْتَقِطُ ذِكْرى مِنْ حُبَيْباتِ الصَّدى، الشَّارِدَةِ..تَعزِفُ لَحْنًا تَحْتَ أَضْلاعِكَ..تَخْفِقُ بِإِيقاعٍ..يُشْبِهُ إِيقاعَ عاشِقٍ مِنْ عَصْرِ الْأَساطيرِ.
في قصيدة شعرية أخرى، تعاتب حبيبها وتقول له، إن اهتمامك الملبَّد بغيوم مُخملية، لن يستطيع أن يفترش لي أسرار دوران الأرض حول القمر، لنتابع ما تود قوله شاعرتنا حنان، بأسلوبها الشيق والممتع: لا تُفَكِّرْ، لا تُحاوِلْ أَنْ يَكونَ اهْتِمامُكَ الْمُلَبَّدُ بِغُيومٍ مُخْمَلِيَّةٍ، يَسْتَطيعُ أَنْ يَفْتَرِشَ لي أَسْراراً تُعانِقُ دَوَرانَ الْأَرْضِ حَوْلَ الْقَمَرِ..لا مُغامَراتٌ، تَسْتَطيعُ تَقْديسَ الْجُنونِ، لا جَوْلاتٌ، تَسْتَطيعُ احْتِضانَ حَنيني..مُتَرَدِّدٌة خُطُواتِكَ، مُتَمَرِّدَةٌ مَشاعِري، تَصْقُلُ أَشْواقَكَ الْجَيَّاشَةَ، أُبَعْثِرُ هُروبي.
في قصيدة شعرية أخرى لها، كيف تعبر عن أنفاسها فيها، فهناك صخرة دائرية تجثم على صدرها، لكن أفكارها لها بالمرصاد، تصطاد حزمة من الحرية، لنتابع إلى ما تود الوصول إليه شاعرتنا حنان، وما تود قوله لنا:
صَخْرَةٌ دائِرِيَّةٌ جاثِمَةٌ عَلى أَنْفاسي..بِداخِلِها دائِرَةٌ أَصغَرُ حَجْمًا..تُحَرِّرُ ثَغَراتِ هَوائي سَلاسِلُ حَديدِيَّةٌ..تُكَبِّلُها، تُقَيِّدُها، أَفْكاري لَها بِالْمِرْصادِ..تَصْطادُ حِزْمَةً مِنْ الْحُرِّيَّةِ تَنْطَلِقُ..تَنْبَثِقُ..يَتَبَدَّلُ ظَلامُ النَّهارِ، يَتَحَرَّرُ..يَتَطايَرُ..كَأَمْطارِ الْأَوْراقِ الْخَريفِيَّةِ، فَوْقَ تُرْبَةٍ رَطْبَةٍ، تَفوحُ كَرائِحَةِ الْمِسْكِ، تَخْتَلِطُ مَعَ النَّرْجِسِ..لِأَمْسَحَ نَوافِذَ الْقَسْوَةِ. وَتَنْجَلي أَحْزانُ الزَّمانِ..حَتْمًاً الْبَيْداءُ سَتَخْضَرُّ..أَنْهَضُ مِنْ جَديدٍ لا سُباتَ..لِصُخورٍ فَرَضَها الزَّمَنُ عُنْوَةً..
في قصيدة شعرية بعنوان: ارْتِشاف، تعبِّر فيها عن مشاعر حبيبها الفياضة، وأشواقه السخية لحبيبته، وكيف يتجسَّد تفكيره بها وتعلقه، لنقرأ ما تَوَد شاعرتنا حنان التعبير عنه بأسلوبها العذب والممتع والشيق، لنقرأ ما تقوله بتمعَّن واستمتاع:
ما زالَ قَلْبُهُ الْمُرْهَقُ، يَزْفُرُ شَوْقَهُ بِسَخاءٍ، يَدْفَعُهُ، يَقْذِفُه،ُ بِهَشاشَةِ مُبْهَمَةٍ، لِلتَّلَصُّصِ عَلى بَقايا صُوَرٍ، يَلْمَحُ بَريقَ احْتِراقِ الْوَجَعِ بِمُقْلَتَيْهِ، ما زالَتْ تَلْتَصِقُ بِجُفونِهِ، يُغْلِقُ أَهْدابَهُ لِيَحْتَفِظَ بِفَيَضانِ أَنْفاسِهِ اللَّاهِثَةِ الْمُتَعاقِبَةِ، ما زالَتْ جَمَراتُهُ تَتَنَفَّسُ اللَّهَبَ، مَعَ هُبوبِ اسْمِها عَلى صَدْرِهِ، يَسْتَنْشِقُ رائِحَةَ يَدَيْها، يُطَوِّقُ سَبايا روحِها بِخَيالِه،ِ لا تُغادِرُ أَرَقَه،ُ تُبْحِرُ بِدِمائِهِ حَدَّ الْغَرَقِ، يَلْتَقِطُها، يَنْتَشِلُها، لِتُعاوِدَ الْمَسيرَ داخِلَ تَيَّارِ وَريدِهِ، بِاحْتِرافٍ، بِاخْتِراقٍ يُدَلِّلُ قَسَماتِها بِشَغَفٍ، يَتَجاهَلُ هَفَواتِهِ..اِنْهِزاماتِهِ..لِيَهيمَ بِقَطَراتٍ تَرْتَشِفُ رَحيقَ عُمْرِهِ بِبَراعَةٍ مُنْزَلِقَةٍ مِنْ حافَّةِ الْغَمامِ إِلى قَلْبِهِ.
وفي قصيدة أخرى لها عن حيرتها مع حبيبها، وكيف ان حيرتها تزداد وتتارجح تقول له فيها:
تَكْبُرُ حيرَتي مَعَكَ.. تَتَوالَدُ..تَتَأَرْجَحُ..وَسَطَ الضَّجيجِ المُبَعْثَرِ بَأَجْزاءِ وُجْداني، يُغَلِّفُني بِنَفَحاتِ أَنْفاسِكَ يَكْسِرُ جُمودَ حُروفِنا الاِفْتِراضِيَّةِ..لَحَظاتٌ مُتَمَرِّدَةٌ..تُعاتِبُني عَلى هُدْنَةِ الهُروبِ مِنْ عَيْنَيْكَ، أُحارِبُ صَمْتِيَ الصَّاخِبَ، تَجَرَّدَتْ أَفْكاري مِنْ إِيقاعِها، لِتَلْهو بِجَسارَةٍ مَعَ حيرَتي..لا أَحَدَ سِواكَ، يَسْتَطيعُ أَنْ يُداعِبَ بِدائِيَّةَ العِشْقِ بِقَشْعَريرَةِ الإِحْساسِ المُتَرَدِّدِ، لَعَلَّكَ تَوَّاقٌ لِلَحْظَةٍ عابِرَةٍ..وَأَنا عاشِقَةٌ لِهَواءٍ سَرْمَدِيٍّ هارِبٍ مِنْ أَحْلامِكَ.
في قصيدة أخرى كتبتها لمشهد مسرحي خاص مع المخرج خالد عواد، تتباهى بكرامتها، وإنها لن تخضع، وتصف حبيبها بالبائس، ودموعه صفراء، لن تخدعها، وتطلب منه بالابتعاد عنها، لنقرأ ما تود قوله شاعرتنا حنان عابد:لا لا وَأَلْفُ لا..لَنْ تَنْكَسِرَ أَشْواكي..لَنْ تَنْحَني كَرامَتي..لا تَذْرِفْ دُموعَكَ الصَّفْراءَ الْبَليدَةَ، بائِسٌ أَنْتَ مُزَيَّفٌ..لا عَلَيْكَ فَأَنا أَغْصاني الْباسِقَةُ سَأَرْويها بِدَمي، لا تَقْتَرِبْ، اِبْتَعِدْ..
في قصيدة أخرى لها، تطلب فيها من حبيبها أن يمنحها مسافة، كي تعود لطبيعتها بدون رتوش تغطيها، كحورية خرجت لتوها من البحر، بطهارة عنفوانها وغرورها، لنقرأ ما تطرحه لنا شاعرتنا الرائعة حنان عابد وماذا تقول:
امنحني مَسافَةً، لِأَعودَ..بِدونِ رُتوشٍ بِدونِ خُدوشٍ كَحورِيَّةٍ خَرَجَتْ لِلتَّوِّ مِنْ مُلوحَةِ بَحْرِكَ..يُطَهِّرُها عُنْفُوانُها يَصْقُلُها..غُرورُها..لِتُفارِقَ نَفْسَها التَّوَّاقَةَ لِلْاِشْعالِ.. شَوقٌ مُدَجَّجٌ بِالْاِبْتِعادِ..خَجَلٌ رَصينٌ يَجوبُ بِالْأَجْواءِ لا قيمَةَ لِلْإِرْهاقِ..لا قيمَةَ لِلْبَقاءِ..هالَةٌ مِنْ نورٍ حَوْلَها..وِشاحٌ مُلَوَّنٌ يُغَلِّفُكَ بَعْدَكَ..
باتَتْ كَلِماتي مُرْهَقَةً، تَهيمُ شارِدَةً.
هذه هي شاعرتنا الفلسطينية، ابنة مدينة الناصرة، حنان جبلي عابد، وتلك هي أشعارها، وومضاتها الشعرية الحالمة، والموسيقية، والعذبة، تستمتع بقراءتها، وتُوافقها بالكثير من مضامينها وأفكارها المبتكرة والخلاقة، وتستلهم من إيحاءاتها الشيء الكثير، وتعبِّر عن خلجات النفس، بصورة شيقة وخلاَّبة ومُمتعة، وتريح قارئها، وتهدئ من روعه، وتُسَّكن أعصابه بكلماتها العذبة، فأجمل التحيات، وأعذبها، وأرقها، للشاعرة الفلسطينية، ابنة الجليل الفلسطيني حنان عابد.
انتهى موضوع: قراءة في أشعار، الشاعرة الفلسطينية حنان جبيلي عابد
متصفحك لا يدعم الجافاسكربت أو أنها غير مفعلة ، لذا لن تتمكن من استخدام التعليقات وبعض الخيارات الأخرى ما لم تقم بتفعيله.
ما هذا ؟
Bookmarks هي طريقة لتخزين وتنظيم وادارة مفضلتك الشخصية من مواقع الانترنت .. هذه بعض اشهر المواقع التي تقدم لك هذه الخدمة ، والتي تمكنك من حفظ مفضلتك الشخصية والوصول اليها في اي وقت ومن اي مكان يتصل بالانترنت
للمزيد من المعلومات مفضلة اجتماعية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.