حوار مع الشاعرة والكاتبة الفلسطينية أسماء المهداوي الكاتب والباحث احمد محمود القاسم د. أسماء المهداوي، شخصية فلسطينية مقيمة في المملكة العربية السعودية في العاصمة الرياض، في منطقة الخالدية، حاصلة على شهادة الماجستير في اللغة العربية من جامعة اليرموك الأردنية، وتحضر لرسالة الدكتوراه في دولة فرنسا، وهي على وشك الانتهاء منها قريباً، كاتبة وشاعرة. وهي بطبيعتها قنوعة جداً. تتحدث اللغة الفرنسية والانجليزية، إضافة إلى لغتها العربية، اللغة الأم. تكتب كثيراً عن الحب، وتكتب الومضات الشعرية بكفاءة، تؤمن بالوسطية وتقول خير الأمور الوسط. كعادتي مع كل من أتحاور معهن، كان سؤالي الأول لها هو: @من هي أسماء المهداوي؟؟؟ باختصار شديد، أنا فلسطينية مقيمة في المملكة العربية السعودية، أقيم بمنطقة الخبر بالشرقية منذ عشر سنوات،، جنسيتي أردنيه من أصل فلسطيني، مواليد دولة الكويت في العام 1979م، اعد لرسالة الدكتوراه في دولة فرنسا في جامعة جوربل، وعلى وشك الانتهاء منها قريباً، حاصلة على شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة اليرموك الأردنية، أهوى كتابة الشعر والومضات الشعرية. أتحدث اللغة الانجليزية، وحاليا أتعلم اللغة الفرنسية، لمتاعبة الدراسة في فرنسا، في مجال التربية لنيل للدكتوراه. @ماذا تعتقدي برأيك، بأجمل ما في الحياة؟؟؟ أجمل ما في الحياة..وجود إنسان يقرأك دون حروف..يفهمك أكثر، من فهم نفسك لذاتك، دون كلام..يحبك، دون مقابل..تجده في إنسان مخلص وفي، يتَّسم بالأمانة والثقة..وفى الصحبة الصالحة، التي لا تجمعك بها سوى محبة الله، والسعي إلى رضاه..هكذا هو الإنسان، الذي يحبك بروحه، وليس بجسده..حب الروح فيه تتآلف القلوب، من أجل طهارة ونقاء النفس، وراحة الضمير..فيه تندمج توأم الروح وتنصهر، وتنسجم وتذوب، وتبحر في عاطفة جياشة، تشبع الظمآن في ليلة حارة.. حب الروح، أسمى معاني الحياة، وغاية المُنى..حب الروح، باق إلى الأبد، وحب الجسد، فاني..تعالوا معاً نحب البشر، بأرواحنا، بصدق وشفافية، دون مصالح أو أغراض..نعيش عيشة هنية، لا نتعسْ بعدها أبداً. @ما هي علاقتك بالقراءة وبالكتابة؟؟؟ اكتب كثيراً، خاصة عن الحب، واكتب الومضات الشعرية، وكذلك القصيدة الحديثة والخواطر. وأحب جداً فكر طارق سويدان، كنموذج للمسلم المثقف، المنفتح، المطلع على الثقافة الغربية، أؤمن بضرورة تعلم اللغات، والاطلاع على الأدب الأوروبي مع ألمحافظه على هويتنا العربية، لي أبحاث ما زالت غير منتهية، تناولت فيها اثر الحياة الاجتماعية على شاعرية الشعراء وموضوعاتهم، تناولت شعر المتنبي وبيئته، فانا اعشقه، وأبو تمام وجرير والبحتري، ومن العصر الحديث، اقرأ واعشق محمود درويش، شعره فلسفة ورؤيا مدهشة للحياة، وكله يتمحور حول القضية الفلسطينية. أما المطالعة، فأنا منذ الطفولة اعشقها، وكنت أشارك في المدارس بمسابقات المطالعة. تولد عندي شعور حب الكتابة، فانا أحب أن يكون لي وطن، مع أن وطني فلسطين، ولكنني حقيقة، لا اعرفها واحن إليها، وأجسد كتاباتي عنها. في ذلك الضجيج الصاخب...يتعذر علينا الوصول إلى من نثق بهم...ونتحدث معهم...ونبوح إليهم...فلا نجد سوى أرقى العمليات العقلية...الكتابة، لنصل بواسطتها إلى درجة معقولة من التفاهم...والحوار الفكري الناضج والهادف...ليتلاشى شعور الوحدة لصاحب الفكر والوعي... وهذه قصيدة من إحدى كتاباتي الشعرية: أتراه راق له، شدو طير، على الأغصان ارتوى.؟ أم حلق وغرد بعوسج وريحان، متجاهلاً جمر الدجى. @ كتبت كثيراً عن الحب، فما هو رأيك بالحب؟؟؟ الحب، اسمى صدفه، وأحلى قدر نأباه، ويحتلنا، بشوقه وحنينه نتحداه، ويرغمنا، بليله وحريقه، فدلني على، ألف طريقة اشفي بها تلك العلل. الحب في شعري هو الوطن، متمثل بالرجل، تابعت وأضافت أيضاً: سأرحل كما تشاء، وأغير أزمنتي، وأمكنتي وكل ما فيها من فضاء، فالحب ليس حيلة مكر مراوغة تجتث مآقينا باسم الحب والغناء، الحب إصرار، ليس مفتعل، وليس خائر متردد ما بين الهجر والبقاء أعجبني @ ماذا قلت عن الحب أيضاً؟؟؟ الحب ملحمة كبرى، ما بين العقل والروح والجسد، وتضاد متآلف بموسيقى الصدق والبوح والكذب، والروح لسواك، قصور تتلاشى، ما بين التحليق والتعب، فعذراً يا هوى، لتماديك بكل، تلك المنى، مبعثراً تتهاوى في الفضاء الرحب. الحب أساس الحياة...أساس كل خير...وأقدس أنواع الحب...حب الله، النابع من الذات المتضرعة الخاضعة الذليلة، أمام عظمة الله...وهو حب مقدم على الخوف والرجاء. @ما هي بعض أفكارك وومضاتك الشعرية؟؟؟ إليك بعضاً من الومضات الشعرية التي كتبتها، وتتضمن الكثير من أفكاري وقناعاتي الشخصية: #الأصيل كطيب العود...إن أحرقته، ازداد عطراً ومسكاً. #لا تجعلي حلمك رجل...فالحياة، مليئة بأحلام أخرى تتحقق. #في هذا العالم الفسيح...ما نحن إلا ذرات...تتقلب بها القلوب...والأمصار...والريح. #وجود البعض في حياتنا...يعطيها نكهة أخرى...تجمع ما بين الأمل...النجاة ...الحياة. # قنوعة أنا جداً، فكل ما أريد، أن تبقى لي أملاً، وجوهراً، ينير لي القصيد. #وجودك يعلنني في منطقة التخبط...والتضاد...موتي...وحياتي. #لتهميش عقله وروحه...تم زجه بقائمة المحكوم عليهم بالسفاهة. #قالت له...أحبك، ولكن أحب كرامتي أكثر...وكفاك تلوناً وتشدقاً...فالحب لا يحيا ...أحاديا الهوى. #مع كل ذلك الضجيج الصامت...ما زالت موسيقى خافته...تعزفها منفرداً...في اوركسترا قلبي. @وماذا تقولي لعاذلي الهوى؟؟؟؟ أقول:يا عاذلي الهوى، كفوا عن العذل، والنحيب، وانتحروا خارج أسوارنا وحدودنا، فحبي قلعة بأس من حديد، وقدس فخر، مطرز بالمجد التلبد. @هل لك صديقتي أن تقولي لي من أنت من خلال ما كتبت؟؟؟ قالت:في شعري الفضاء مستباح...أنسجه وأحرره من كل صمت...وقيد...وخوف ...وكل الشخوص أنا...العشق أنا...الموت أنا...الضحية أنا...الوطن أنا...وهكذا أعيش الأنا..بكل عوالمها، وأدوارها...متنقلة...متطايرة...متنامية...فتكبر وتتعاظم...لتنضج وتدفئ...وتستقر وتهدأ...لتنطلق باحثه عن عالم افتراضي آخر...او كوكب آخر. قالت وأضافت:أنا المتيمة بعشق وهم ناداني...سالبا فكري وروحي ووجداني. @ماذا قلت وتقولي للحبيب عن حبك؟؟؟ حبي لك، كحب صوفي...زهد الحياة بما فيها، وانقطعت روح التجلي وسواقيها. أضافت وقالت: تعال إلي، لنفترش ربيعنا، الأخضر ونلبس الشوق، تاج العناق، الدامي، ونوقد الفضاء، بنجوم وشموع، تضيء دربنا فحبي لك إعصار متنامي. وأضافت:أريد أن أحيا وأنساك، وكيف لي الحياة سواك، بعتمة ليل وسرج خيل مكسور ومقهور باسم اللعنة والتقليد والتقييد فالموت أبهى بسناك. @ماذا قلت للحبيب في غيابه؟؟؟ قالت: قلت له:في غيابك...لا شيء يفجعني سوى توقف الحياة، عن الحياة، فترصد الأمل، للنجاة بشراعك. @ماذا قلت له عندما كنت تنظري في عيونه؟؟؟ لطالما عيونك تثير شكوكي، فأسبح فيها بفوضى خيالي، وفوق احتمالي لود النساء.! أعيش في بحر أجاج عسير، وصمت مرير، وكم أتوق لحب حقيقي، يهز كياني بدفء عظيم، فحبي استثناء. وهذه قصيدة من أشعاري: مع إسدال الليل لظلامه، تقترب خطى الحبيب، أقرا في كل خطوة، ولادتي وحياتي، فرفقا يا ليلي بالحبيب، طفلة أنا، لا أمكر للهوى، ولا ألتحف بأساليب الغوي، فرفقا يا ليلي يا الحبيب، وكم من إصرار صارعته، فإذ بي مصرعة بذاتي ولذات الحبيب. @ماذا عن الوطن؟؟؟ الوطن، يضيق ذرعاً...بكل تلك الدماء...الغوغاء...المتفلسفين...مدعين الحريات والنضال...فنحن لا نريد سوى شمساً وقمحاً. وهذه قصيدة من أشعاري: أما أنتم، من تعلمنا في مدارسكم، أن بلاد العرب هي الأوطان، وأن عدونا واحد، هو الثعلب المكار، الخداع ذو الألوان، استلب منا أولى قبلتنا، ولسوف ينخر في البنيان، وهتفنا على منابركم، بأن ذلك الثعلب، تربص بالنعجة الخرقاء، وبأن لنا أمل بالعلم والعدل والأيخاء فما جدوى مدارسكم ومناهجكم وأنتم كذبة كبرى، وآيات من الخذلان، فيا أسفاً، على العمر الذي ولى، وأصبحنا به حمقى بمدارسكم ومناهجكم. @ ماذا عن الحرية والكرامة المفقودة هذه الأيام؟؟؟؟ الحرية قرار...والكرامة قرار...والطيبة قرار...والمحبة قرار...فنجد أنفسنا في غربة نفسية، عن كل ما حولنا، نتيجة هذا القرار...لتبدأ أرواحنا بالتحليق بعيداً، عن عالم مجبول بالضغينة، والجبن، والجهل، والدمار. إنتهى موضوع حوار مع الشاعرة والكاتبة الفلسطينية أسماء المهداوي