مايحدث في اليمن تعجز عنه الكلمات، فكل يوم، وكل لحظة مجازر وحشية يُندى لها جبين الإنسانية، وتخر لها الجبال ويهتز لها عرش الرحمن من بشاعتها، فمازال هذا العدوان الغاشم يتلذذ بدمائنا والآمنا، فلم يتوقف لحظة واحدة عن القصف والدمار والخراب والقتل المتعمد، في حق أبناء اليمن الأبرياء، بمجازر متكررة لا تعد ولا تحصى دون أدنى حق سوى أنهم أعداء للإنسانية. مجزرة وشحة ليست أقل المجازر بشاعة، فقد تحالف أعداء الأنسانية ضد أبناء منطقة وشحة بمحافظة حجة، وقصفوا بيت المواطن مجلي وهدموه على رؤوس ساكنيه، فتناثرت أشلاء الأطفال والنساء الممزقة،واختلطت دماؤهم الطاهرة بركام البيت في وحشة لانضير لها. هل مات ضمير العالم أمام الجرائم والمجازر التي يُندى لها الجبين، ويحترق لها القلب؟! أم أن المال السعودي اشترى ضمائرهم، وأمات قلوبهم، ونزع منها الرحمة والإنسانية؟! تخيلوا لو أن من قتلوا كانوا أجانب ،أو حتى رجل أمريكي واحد لقامت الدنيا ولم تقعد كما حدث مع "جورج فلويد" الأمريكي، ولتعالت أصوات الإدانة والتنديد وتوالت رسائل الشجب والإستنكار، وترقب العالم كل جديد حول تلك القضية، وتداولوا أخبارها ولأصبحت حديث الساعة، بينما أرواحنا تزهق بالمئات دون أن يحرك هذا العالم المنافق ساكناً، أو ينبس ببنت الشفة،وكأن دماؤنا أصبحت ماء يسكب، وأرواحنا تسلية لمن أراد أن يعبث بها! ستبقى هذه المجزرة الرهيبة وغيرها من المجازر النكراء وصمة عار لاتُمحى في جبين الإنسانية، وجرائم لاتغتفر ولاتسقط بالتقادم لكل من خطط ومول ونفذ، لكل من تآمر أو تواطأ أو غض الطرف عنها، مجزرة وشحة واحدة من المجازر التي لاحصر لها والتي تحمل موافقة هذا العالم المنافق بكل مافيه من منظمات وأمم متحدة ومجلس أمن ! لن نهدأ أو نستكين ولن نقف مكتوفي الأيدي وليعلم تحالف العدوان الجبان بأننا لن نستسلم أو نتهاون أو نتخاذل عن الثأر والانتقام لكل تلك الأرواح التي زهقت والدماء التي سالت، وسنصنع من أجسادنا أسلحة تحمي أطفالنا وبلادنا، ونريكم بأسنا وردنا المزلزل الذي سيجعلكم تندمون وتكرهون اليوم الذي وجدتم فيه على الأرض وسنجعلكم تتعجلون زوالكم بإذن الله .