مثلما بدأ العالم بحالة إرغامية عملية التعايش مع كورونا هذا الوباء الذي هدد البشرية برمتها.. شعبنا اليمني أيضاً في مرحلة متقدمة من التعايش مع همجية العدوان ومن حالفه.. تعايش مع استمراره المتعمد في قتل الأبرياء من المواطنين نتيجة قصفه للأحياء السكنية والمنشآت الحيوية المدنية والمستشفيات والمدارس والقرى متعايش في صمود جبار أمام حصاره الاقتصادي والغذائي والدوائي وللعام السادس على التوالي متعايش ايضاً مع استمراره في حجز المستشفيات النفطية ومنعها من الوصول إلى عموم البلاد في نوايا جهنمية حاقدة ترمي إلى خلق كارثة إنسانية.. هذه التصرفات والأعمال المقيتة والتي تتبرأ من اساليبها كافة اخلاقيات الحروب.. لم تأت ضمن خططهم الجهنمية بحق بلادنا لانها فقط انعكاس حقيقي لمدى الفشل والعجز الذريع الذي واجهه العدوان في بلادنا.. ولذا فقد بات عليه تغيير الكثير من المفاهيم البائدة في فكره المتحجر.. فليس صحيحاً أنه قد يتحقق ولو جزء بسيط من خطوات أي نصر يذكر عبر هذه الأساليب المقيتة فطالما اعلنته ميادين القتال فاشلاً فلن ينجو من هذه الذريعة مهما بحث عن طرق للولوج منها وصمود شعبنا اليمني أمام كل هذه المراوغات ما هو إلا درس تلقنه العدوان مجبراً على فهم كافة معانيه الظاهرة والباطنة.. مع الإدراك الكامل بأنه لن يستوعبه وستكون لديه قابلية للاستمرار في نهجه المتخبط حتى بعد إصابته بالعمى ... فلم يكن الواقع اليمني ضمن إبجدياته الحربية وتوقعاته الزمنية.. وبدلاً من انتظاره للحظة الاستسلام اليمني الشامل بات يفكر بالطريقة والاسلوب الامثل لخروجه بماء الوجه.. رغم إدراكه الكامل بسواد وجهه نتيجة الاعتداء على مقبرة الغزاة.. لكن الغباء والتكبر بشوكته المكسورة ستبقيه في وحله عالقاً.. أجزم القول على أن العديد من دول العالم ومن ضمنها امريكا وبريطانيا .. اللتان لهما الذراع الأكبر في رسم الاجندة لهذا العدوان كي ينفذها على الارض اليمنية تعمل حالياً ما بين النصح وإيجاد حلول المخرج الذي بات أصعب عليه من البقاء نفسه..