حين تتحوّلُ الإنسانيّة إلى استثمارٍ تسقط كلّ القيم الأخلاقيّة، وحين يُبرَّأ القاتل والمجرم ويُحاكم المقتول والضّحية ندرك بأنّنا نعيش في عالمٍ يحكمه التوحش. تلك هي قصة أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة الذي برّأ التحالف العدواني على اليمن بقيادة نظام آل سعود من دم أطفال اليمن وبذلك يكون غوتيريس شريكاً في قتل اليمنيين واستباحة دمهم بعدما أشار في تقريره إلى أنّه سيحذف التحالف من الملحق المرفق الذي يتضمّن الدّول والمجموعات التي تنتهك حقوق الإنسان من خلال أعمال القتل والتشويه وتدمير الحجر والبشر، مشيراً إلى أنّ هناك تراجعاً كبيراً عن ارتكاب الجرائم، وبذلك أعطى غوتيريس للنظام السعودي وحلفه العدواني تصريحاً بالإجرام وضوءاً اخضرَ لإطلاق يد العدوان على ارتكاب المزيد من المجازر بعد فشله في تحقيق أي إنجازٍ ميدانيٍّ بعد أكثر من خمس سنوات من العدوان على اليمن. في حين أدانته منظّمات إنسانيّة وحقوقيّة وقد اعتبرت هيئة الرّصد المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة أنّ "الأمين العام للأمم المتحدة يعرض الأطفال لهجماتٍ جديدةٍ ويقوّض على نحو كبيرٍ آلية مهمة لتحميل المسؤولية". وتحمّل هذه المنظمة التحالف مسؤوليّة مقتل أو تشويه 222 طفلاً في اليمن في 2019، بالرّغم من نفي الممثلة الخاصّة للأمين العام للأمم المتحدة فرجينيا غامبا أنّ منظمتها أصدرت تقريرها بناء على أرقام وإحصائيات ودون التعرض لأيّة ضغوطاتٍ سعوديّة، فعن أيّة أرقام تحدّثت غامبا وأمينها العام الذي تعامى عن الأرقام التي تشير إلى سقوط أكثر من عشرة آلاف وخمسمائة طفلٍ سقطوا بين قتيلٍ وجريحٍ وفقا لإحصائياتٍ رسميةٍ ونسبة عالية من الأطفال المشوّهين. وما تفسير الأمين العام لارتفاع عدد الغارات بعد إصدار حكمه ببراءة النظام السّعودي وتحالفه الإجرامي في اليمن في ظلّ سعي الإدارة الأمريكيّة ونظام آل سعود إلى استغلال كلّ الفرص من أجل ممارسة المزيد من الضغوط على صنعاء في محاولةٍ لإخضاعها وتحقيق مكاسبَ سياسيّةٍ عجزت عن تحقيقها على مدى سنوات العدوان. وفي نفس الإطار كان قرار منظمة اليونيسف بتوقيف دعمها الطّبي لأكثر من مئة مستشفى إضافةً إلى تخفيض دعمها بنسبة 50% لقطاعات الصّحة والكهرباء والمياه في ظلّ استمرار الحصار المفروض على اليمن ومنع دخول السّفن المحمّلة بالمشتقات النفطيّة إلى موانئ الحديدة ممّا أدّى إلى وقوع أزمةٍ كارثيّةٍ، تصعيد يؤكّد أنّ فشل التحالف العدواني الأمريكي السّعودي لجأ إلى نوعٍ جديدٍ من العدوان بعد فشله الذريع في مواجهة بأس وعزم اليمنيين الذين هشّموا صورة جيوشهم ليبدأوا بحرب الحصار التي لجأوا إليها في سوريا من خلال فرض ما يسمّى بقانون قيصر وفي لبنان من خلال رفع سعر الدّولار والتحكّم بالمصارف من أجل الضغط على بيئة المقاومة للانقلاب عليها ومحاولة تجريدها من السلاح وهذا ما لن يتحقق، وهو سيناريو عدواني واحدٌ بتخطيطٍ أمريكي سعودي صهيوني إماراتي تستخدم فيه الضّغوط الدبلوماسيّة وله قيادة وغرفة عمليّات واحدة تتخذ المزيد من الإجراءات التّصعيدية من أجل تضييق الخناق على محور المقاومة وفي مقدّمته سورياواليمنولبنان، حصار سيستمر متصاعداً حتى الانتخابات الأمريكيّة التي لن تأتي بجديدٍ للمنطقة سوى المزيد من الأزمات والويلات للأمة وعلى ضوء ذلك بالرّغم من صعوبة الحصار والأزمات الاقتصاديّة وفي ظلّ جائحة كورونا المطلوب المزيد من الصمود والتّصدي في عملية المخاض الصّعب والقاسي الذي سينبلج من ليله فجر انتصارات اليمن ومحور المقاومة، وهو انتصار ينبئنا بولادة عالمٍ جديدٍ خالٍ من الشيطان الأكبر وحلفائه.. فانتظروا إنّا معكم منتظرون.