إذا كان يعتقد العرب المطبعون مع إسرائيل بأن السلام سيأتيهم يوماً من هذه الخطوة الإجرامية النتنة فقد اخطأوا هذا المفهوم من مختلف جوانبه السياسية والاستراتيجية حتى إن كان المطبعون أنفسهم وعلى رأسهم السعودية والإمارات ليسوا دعاة سلام، بل دول عربية إجرامية من الطراز الأول.. لكن تلك الخطوة حتماً ستكون انعكاساً سلبياً على العرب والمسلمين عامة وفلسطينالمحتلة بشكل خاص. وماذا عن أول خطوة أقدم الإسرائيليون على ارتكابها بعد هذا التطبيع وهي قيام جندي إسرائيلي بدهس رجل فلسطيني مسن بالحذاء على رقبته بعد طرحه أرضا.. عندما حدثت واقعة شبيهة لهذا الموقف في الولاياتالأمريكية ضد أحد الزنوج قامت قيامة أمريكا حتى وصل رعب تلك الانتفاضة إلى الكونغرس الأمريكي نفسه, ولكن على أرض الكنانة فلسطين تم الاكتفاء بنقل الخبر ومن ثم سماعه. وهذا أمر بديهي طالما كان الضحية مسلماً ضعيفاً.. نعم لقد تجاهل العالم بأسره هذه الواقعة المشينة بحق العرب والمسلمين وحتى العرب أنفسهم لكنها رسالة عميقة جداً لكل عربي ومسلم وإجابة واضحة وصريحة لدولتي الإمارات والسعودية ونتيجة محتملة افرزها ذلك التطبيع الطاعن في خاصرة الإسلام والمسلمين.. وإذا كانت مملكة قرن الشيطان وأذيال الإمارات يعتقدون بأنهم لن يجنوا محصول شرور ذلك التطبيع فلنكن على يقين بأنهم مجرد طبول بشرية تمكنت السياسية اليهودية بأذرعها الأمريكية والبريطانية من القرع على خامات الفكر بصدى هذه الطبول المدوية في أرجاء ومسامع أوباش هذه المرحلة.. أي اتفاق سلام أيتها الأقلام الناضبة والعقول المتحجرة، الذي يجمع بين أعداء الله والإسلام وأذيالهم من نسل الإجرام الإسرائيلي.. الإمارات والسعودية. إن وطأة الإقدام الإسرائيلية على أرض الإمارات مهما اختلف عنوانها إلا أنها تبقى ذلك التحدي الصارخ لكل عربي ومسلم، قد يتساءل الكثير من أبناء الوطن العربي لماذا جاءت حادثة دهس المسن الفلسطيني بهذا التوقيت بالذات والذي يصادف تطبيع السلام الإسرائيلي الإماراتي السعودي. أولاً هذا التطبيع جاء من أجل تمرير عملية البيع الكامل لأرض المقدس ومن ثم تتويه إسرائيلي يقول بأننا ماضون دون أية قدرة عربية يمكنها توقيف كافة مخططاتنا وأهدافنا بمداها البعيد.