في الحقيقة التطبيع بعلم الكثير من النخب والمثقفين والسياسيين كان موجوداً من تحت الطاولة كما يقال فهل سئمت إسرائيل من العمل تحت الطاولة مع بعض القادة العرب.. أم تريد اختبار الولاء والقناعات الخاصة بهذه الزعامات تحسباً لمستقبل مواجهة على الصعيد الاقتصادي والعسكري مثلا, لكن في الحقيقة الكيان الإسرائيلي لديه الخبرة الكبيرة عن شخصيات القادة والزعامات التي تحب البقاء في الحكم بأي ثمن.. لديها خبرة ومعلومات كبيرة متى الوقت المناسب لإجبار تلك الدول والحكومات إعلان التطبيع فوق الطاولة لتحقيق فرص النجاح كما يعتقدون ومنها اختبار تلك الشعوب.. كل شعب منفردا وهذا ما جعلهم يعلنوا التطبيع دولة تتبع الأخرى.. إن المكر المخابراتي للصهيونية العالمية مرتفع جدا لكنه ليس أعلى من مكر الله (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).. أي يجعلهم الله يمكرون على أنفسهم.. بدليل كل القرارات التي اتخذت وتتخذ من قبل العدوان والكيان الصهيوني وأتباعه خلال العشر السنوات الماضية والقادمة عندما يتم دراستها من المتجردين ذوي العقول السليمة تجدها بمشيئة الله قرارات لا تصب في مصلحة الاستكبار العالمي المغاير لتوجهات الرسالات السماوية ومناهجها التي تتفق جميعا في نشر السلام والسلم وعدم الاعتداء على الآخرين لا ماديا ولا معنويا.. إن إسرائيل قد استعجلت بفرضها التطبيع المعلن مع بعض زعامات العرب ولم تمكنها إرادة الله من دراسة السلبيات والآثار المترتبة على ذلك. بدليل أن هناك من اليهود الكثير الذين يناهضون هذا التطبيع ولا يؤمنوا به.. ولاشك أن هناك من المراكز الاستراتيجية والدراسية من اعتبروا ذلك قراراً خاطئاً وخطيراً.. إن الدول المهرولة للتطبيع لا تدرك خطر ما ترتكبه من قرار يمنح شعوبها حق الخروج والمناهضة لهذا التوجه وللمطبلين له.. لماذا؟ لأن شعوب المنطقة رضعت المناهضة للكيان الإسرائيلي حتى يقر ويعترف بحقوق الشعب الفلسطيني العظيم المكافح. ولا اعتقد أن خمسين سنة من تلك الرضاعة الطبيعية سيتم فطامها كرها من حكام لا يصلوا إلى قلوب شعوبهم بالحق. كما أن الرؤية السياسية والعسكرية الاقتصادية التي يراها الكيان الإسرائيلي أحد مكاسب ذلك التطبيع أضغات أحلام. هذا بالإضافة إلى أن قواعد ذلك المخطط الكبير القادم من عام 2006م تقريبا والذي كان احد قراراته الرئيسية العدوان على اليمن.. قد انكسرت قواعده في اليمن العظيم الذي افشل الركن الأساسي من تطبيع المنطقة وإخضاعها للركوع الجبري المكره.. فكانت بمثابة إلغاء وحرق نصف ذلك المخطط الذي كان سيشمل استهداف دول المقاومة وحركاتها. عندها أدرك معظم الخبراء والمتخصصين لدى قوى الاستكبار العالمي أنهم تأخروا كثيرا وحسبوا حسابات خاطئة عن الشعب اليمني وجسارته ولم يدركوا أنه سيكون الخط الأول لإيقاظهم من الحلم الذي حلموا به سنوات عديدة وخططوا له مع الأيادي القذرة من العملاء والخونة. ولم يكن أمامهم إلا تحصيل ما هو حاصل ليستفيد ترامب أو ليصنعوا انجازا وهميا أمام شعوبهم.. لذلك نعتقد أن التطبيع ليس في مصلحة إسرائيل وأذنابها المطبعين.. (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).