الأعمال الوطنية دائماً ما توحي إلى ذلك الشعور الكبير بالمسؤولية كما ترمز كل معطياتها بالعمل تحت ظل الآفاق الوطنية واسعة النطاق.. على خلاف النهج الضيق الذي يشير إلى أسلوب تعامل المجاميع والمليشيات وهو ما حدث لكثير من أبناء الوطن الذين تم اعتقالهم أثناء قدومهم من مختلف الدول إلى وطنهم اليمن وذلك من قبل مليشيات الإصلاح الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا مجرد عملاء ومرتزقة للعدوان. تلك الأعداد من المواطنين تم تعذيبهم في سجون المرتزقة دون اقترافهم لأي ذنب يذكر.. وأقدمت تلك المليشيات لاستخدامهم في عملية تبادل الأسرى مع أنهم بعيدون جداً عن هذا الجانب باعتبارهم مواطنين كانوا مسافرين مع بداية شن الحرب العدوانية على بلادنا والتحاق العديد ممن غرر بهم من أبناء الوطن في صفوف مرتزقة العدوان.. أصدرت القيادة السياسية في صنعاء وقيادة وزارة الدفاع توجيهات بتشكيل لجنة تشترك فيها هيئة الاستخبارات العامة مهمتها تذليل الصعاب أمام العائدين إلى أحضان الوطن من أولئك المغرر بهم واستقبالهم بالطريقة التي تشعرهم بالمعنى الحقيقي للواجب الوطني, شكلت هذه اللجنة بقيادة الأستاذ محمد البخيتي محافظ محافظة ذمار.. وطوال سنوات العدوان والى يومنا هذا تم استقبال ما يقارب من العشرين ألف عائد طبعاً هذا العدد لم يأتو بشكل دفعة واحدة بل وصلوا على هيئة مجموعات وذلك لصعوبة الخروج من قبضة العدوان وقيادات مرتزقته خصوصاً بعد إدراكهم برغبة الكثير من الجنود الضباط العودة إلى أحضان الوطن.. والذي ينم عن عودتهم إلى جادة الصواب عقب إعلان القيادة السياسية وقيادة وزارة الدفاع لقرار العفو العام. وكذلك تؤكد الكثير من أبناء الوطن لحقيقة مآرب العدوان التدميرية والإحتلالية للوطن ونهب ثرواته. لكننا لو بحثنا عن بلوغ عدد العائدين ووصولهم إلى هذا الرقم القياسي لوجدنا هذا الأمر يتعلق بعملية تواصل العائدين الذين تم إستقبالهم في العاصمة صنعاء مع من تبقى من رفاقهم وطمأنتهم بحقيقة الوضع هنا في صنعاء .. الوضع الذي يغاير تماماً كل تلك التكهنات بعمليه احتجازهم في السجون فلو كان الأمر كذلك لما وصل الى صنعاء هذا الكم من المغرر بهم .. نحن في حرب مستمرة مع العدوان طالما أستمر في اعتداءه الغاشم على بلادنا ولا بد أن نتوقع شتى أنواع الدعاية والتضليل الإعلامي كحرب نفسية هدفها تشويش الحقائق الثابتة . أريد شخص واحد ممن تم إطلاقهم في عملية تبادل الأسرى يظهر على قنوات العدوان ويؤكد بالأدلة والحقائق انه تم تعذيبه خلال فترة سجنه في صنعاء! طبعاً هذا لن يحدث لأن من أهداف ثورة ال21 سبتمبر توحيد صفوف ابناء الوطن ونبذ الفرقة والعصبية .. وليست تلك التصرفات الادعائية ستكون من أخلاق رجال المسيرة القرآنية .. فمن غير المعقول ان يتم سجن وتعذيب أي فرد من العائدين إلى أحضان الوطن لأن صدور قرار العفو لم يأتي كما يتوقعه مرتزقة العدوان .. لكن عملية التضليل التي يطلقها مرتزقة العدوان باتت واضحة مآربها والتي تقتضي تخويف كل من يرغب بالعودة إلى أحضان الوطن وطالما وصلوا إلى قناعة تامة بحقيقة العدوان فلن تتمكن تلك الشائعات من إعاقتهم ومنعهم من العودة إلى أحضان الوطن ..