إذا كانت تلك القلوب القاسية قد تجرأت على جز رأس الحسين عليه السلام سبط الرسول الأعظم وخاتم الأنبياء عليه وآله الصلاة والسلام ولم يمض على رحيل جده المصطفى المبعوث رحمة للعالمين خمسون سنة تقريبا فهذا ما يحير العقول ويدمي الأفئدة فقد وصل المسلمون إلى خبث في النواة التكوينية للعقل والفؤاد وانحراف عن الخط المستقيم بحب المال وسيطرته على الموقف وإذا كان النظام الحاكم حينها يستشعر عدم شرعيته ببقاء الحسين عليه السلام حيا في اوساط الأمة فهذا لا يعطيه العذر لارتكاب أم الجرائم التي اهتزت لها السماوات والأرض ولأن هذه القصة الحزينة ترسخت في اذهان الأجيال ولم يتمكن التاريخ من مسح معالمها فلله في ذلك حكمه ولن نسرد هنا تلك الحكم والدروس المستفادة لأن ذلك تم في الكثير من الفعاليات والمناسبات والقروبات ولأننا نعيش في عصر ذروة التقدم والحضارة فإننا سنخاطب عقولا واسعة النظر لذلك ركزوا معي إن الأمة منذ مقتل الحسين عليه السلام وإلى هذا العصر لم تتقدم خطوة واحدة لبناء هذا الكون على قواعد المنهج الرباني بل العكس تماما التاريخ يحكي الكثير من الدماء والحروب العبثية والظالمة بين المسلمين.. لم يطبقوا معنى الاستخلاف في الأرض كما يجب بل تمزقوا وأصبح كل حزب بما لديهم فرحون طبعا مع مرور بعض فترات الاستقرار والأدب وبعض العلوم التي استفاد منها الآخرون لكنها لم تؤسس للأمة والإنسانية شيئا. وبالعودة للأسباب الرئيسية لمقتل الحسين عليه السلام التي أمر بها القائد العام للضلال (الشيطان) لأوليائه بالسيطرة على معظم المسلمين واتخاذ قرار ذبح الحسين وسباية أهل بيته وذلك بسبب عدم تقبل قائد الضلال (الشيطان) وأوليائه أن تكون هناك ثلة من المؤمنين متمسكين بحبل الله فقط.. لأن ذلك يؤرق عروشهم ويهددها بالانكسار فلا يستطيعون الخروج عن تطبيق منهج الله في الارض واكل اموال بيت المسلمين والاستكبار والتوريث وغيره فهم يعرفون معنى مجموعة تتمسك بحبل واحد ومتين.. لكن بالمقابل لا ضرر ولا خوف من الثلة التي تتمسك بحبال متعددة.. فتتمسك بحبل الحزب وحبل المذهب وحبل العصبية وحبل القبيلة وغيرها فهذا النمط والأنواع لا يمكن أن يحدثوا تغييرا ايجابيا للأمة ولذلك يتم دعمهم ورعايتهم والدفاع عنهم وهو ما جعل الأمة تسير كمعصرة الجمل عند إنتاج الزيت فبعد ما مضى وقت من الزمن يرفع الغطاء عن عيني الجمل فيعتقد انه قد قام بمهام عمله وسفره وخدمة البشرية والناس وهو في الحقيقة لم يبرح المكان ابدا وهذا حال الأمة منذ مقتل الحسين عليه السلام ولأن الانسانية قد وصلت إلى مرحلة أن يكون الحق باطلا والباطل حقا وظهر هناك من العلماء والمفكرين من يبرر بصورة او بأخرى ليزيد واعوانه قتل الحسين فهناك من قال قتل بسيف جده وهناك من برر ذلك بأنه لم يبايع وهناك الكثير من الذين يكتبون المقالات والقصص وحتى بوسائل التواصل ويبطنون موافقتهم على ما جرى للحسين عليه السلام واهل بيته غير مدركين ان ذلك مشاركة في دم الحسين سوف يحاسبهم الله عليها بدليل أن الله تعالى: قال لنبيه الاعظم عليه واله افضل الصلاة والسلام مخاطبا اليهود (قل فلم تقتلون انبياء الله إن كنتم مؤمنين) وهنا الخطاب تقتلون فعل مضارع مستمر واليهود حينها لم يقتلوا نبيا وإنما أمتهم السابقة فلماذا حملهم الله قتل الانبياء؟ لأنهم ساروا على ذلك المنهج وموافقين بما جرى فتحملوا ذلك ومن هذا المنطلق كيف يصنع كتاب اليوم والذين يستخدمون كل وسيلة حديثة لتبرير موقف التحالف بصورة او بأخرى ولجرمهم ولما ارتكبوه من ظلم بحق الشعب اليمنى غير مدركين ان ذلك هو مشاركة في تلك الدماء البريئة وهم لا يشعرون. لذلك ..أذن الله تعالى بخروج حسين هذا العصر وكربلاء بجميع اركانها وفصولها فبدأت فقرات وفصول هذه القصة التي مر عليها 1400 سنة. من جديد فيحاصر السيد حسين بدر الدين الحوثي ويظلم ويعتدى عليه بدون اي مبرر وتجتمع ألوية وطائرات وراجمات صواريخ على ثلة مؤمنة لا تتجاوز نفس العدد الذي كان مع الحسين عليه السلام. ويتحدث معهم الشهيد القائد ويأذن لمن يريد الذهاب في الوقت الصعب بجرف سلمان ويثبت المخلصون لله ولرسوله بصورة عجيبة لتكون حجة ساطعة واختبارا أخيرا في آخر الزمان إلا ان الفارق هنا هو عدم تمكن قائد الضلال (الشيطان) من تهكير عقول المتلقين للمنهج ولا حتى التشويش عليها فاستمرت ست سنوات حربا ضروسا على ثلة الحسين بن بدر الدين الحوثي رضي الله عنه بصعدة بشكل غير طبيعي يوحي أن امريكا واسرائيل ذراع القائد العام للضلال لم يقر لها قرار لوجود جماعة تتمسك بحبل واحد فقط هو حبل الله.. لماذا؟ لأن هذا ممنوع في النظام العالمي الجديد بمعنى يجب أن تكون تابعا لأي حبل قوي في الارض وليس بحبل الله في السماء والارض لماذا؟ لأنهم لن يتمكنوا حينها ان يفرضوا عليك إملاءاتهم وتوجيهاتهم المغايرة للسلم الانساني في حالة ان هذه الجماعة وفي شبه الجزيرة العربية ستكون قرارا مستقلا غير منصاع لأي توجيه غير مناسب ومن هذا المنطلق استمرت الحرب على صعدة ورجالها ومجاهديها بدون شفقة أو رحمة لأن التوجيهات صدرت من أروقة السفارات بكل وضوح يجب أن يمنع هؤلاء من الاستمرار بالتمسك بحبل الله وليختاروا أي حبل آخر حتى لو كان هذا الحبل من الحبال التي تواجهنا في المنطقة. ولم يكونوا يعرفون ان الله خير الماكرين أي يجعلهم يمكرون على أنفسهم ولم يكونوا يتوقعون ظهور كربلاء العصر الجديد بجميع فصولها وسطورها بل أشد وعندما قتل الحسين عليه السلام في جرف سلمان اعتقدت اذرع الشيطان نجاحها في السيطرة على العالم ولكنهم تفاجأوا بانتعاش رجال المسيرة القرآنية بصورة أفقدتهم الصواب والحسبان فتآمروا مع المنافقين الخباث والمنافقين الضعاف حتى أمرهم وزج بهم الشيطان وهو مرتبك الجناح بارتكاب عدوان عام وشامل على الشعب اليمنى العظيم ولمدة 7سنوات الى الآن وهم يسعون بكل قواهم لمنع التشبث بحبل الله لكنهم كل سنة يتقهقرون للخلف وتتقدم الثلة الصادقة مع شركائهم ومن ادركوا عظمة المهمة وشرفها وقدسيتها جميعا مع الله. لكن كربلاء الحسين في العصر الحديث قسمت العالم الواحد الى نصفين مع الحق أو الباطل ولأن كربلاء هذا الزمن مستمرة في تقديم رجال الحسين أنفسهم وأموالهم وجميع ما يحبوا لله ولرسوله في مشهد لم ولن يحدث في الكون مرة اخرى.. لهذا كله احتارت ايادي الشيطان وأولياؤه وباتوا يدركون أن هناك واقعا مفروضا بقوة لاحترام الشعب اليمني العظيم الذي سيستأذن منه العالم قريبا عندما يتخذ قرارا عالميا بأي شأن وستكون اليمن وحكومته مهبطا للسلام والإنسانية وسينقلب أبصار التحالف خاسرا وهو حسير (فهل انتم منتهون)؟؟؟