اعتبر البنك الدولي لقاء المجموعة التشاورية المنعقد في العاصمة البريطانية لندن يمثل حدثا هامّاً لليمن ، مشيداً بما شهدته اليمن من تقدّم جيّد في عدد من المجالات، تشمل الحكم، وإجراءات مكافحة الفساد، وإقرار الذمّة المالية للمسئولين الحكوميين، وشفافية نظام المشتريات واستقلال السلطة القضائية والمؤسسة العليا للرقابة والمحاسبة، كما أتاح للحكومة اليمنية فرصة التفاعل المباشر مع ممثلي المجتمع الدولي و الإقليمي. وذكر البيان الصادر عن البنك الدولي في ختام مؤتمر لندن المانحين لدعم اليمن الذي انعقد علي مدار يومين في الفترة من 15-16 نوفمبر 2006م أن شركاء التنمية والمشاركون أشادوا بجهود اليمن والنجاح الأخير الذي تم تحقيقه عبر إجراء الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجالس المحليّة ، مؤكدين مواصلة دعمهم للجهود اليمنية الرامية للحد من الفقر من خلال الاستقرار الاقتصادي و الإصلاحات الهيكلية ، مؤكداً إجماع المشاركين على عقد لقاء المجموعة التشاورية القادم لليمن في غضون عامين، وأن من المفضل عقده في صنعاء. وأورد البيان تعليق السيد جاريث توماس ممثل هيئة المعونة البريطانية علي نجاح اللقاء :"إنني سعيد بنجاح هذا المؤتمر حيث تفخر المملكة المتحدة بكونها أكبر ممول للتنمية في اليمن من ضمن دول الاتحاد الأوروبي حيث ارتفعت موارد الدعم لليمن إلي 222 مليون دولار أمريكي حتي عام 2011 وهو ما يمثل زيادة بنسبة 400%. وسوف يساهم هذا الالتزام في تحسين مستوي المعيشة للمجتمع اليمني من خلال خفض نسبة الوفاة بين الأطفال وإتاحة الفرصة لمزيد من الفتيات للالتحاق بالمدارس." مضيفاً أن اللقاء التشاوري شهد اتفاق ممثلي الدول و المؤسسات المانحة علي توفير ما يقارب من 4.7مليار دولار أمريكي لفترة الأربع السنوات القادمة 2007-2010م. حيث قامت الحكومة البريطانية باستضافة الاجتماعات تحت رعاية مجلس التّعاون الخليجي (GCC. ويعد هذا الالتزام زيادة ملحوظة في مساعدات المانحين والذي يمثّل %85 بالمائة من فجوة التمويل المقدّرة للحكومات. مشيراً إلى مشاركة الوفد اليمني برئاسة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية اليمنية حيث التقي حوالي 39 من ممثّلي الدول ووكالات التنمية من ضمنهم وفد البنك الدولي برئاسة السيدة دانيلا جريساني، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. حيث أعرب فخامة الرئيس علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية اليمنية عن تقديره للبنك الدولي لمشاركته في رئاسة هذا اللقاء، وعن تقديره للدعم من قبل شركاء التنمية لتخفيف حدة الفقر في اليمن حيث صرح فخامته قائلاً، "إن الحكومة اليمنية ملتزمة بمواصلة مسيرة الإصلاح بغرض تحقيق التنمية الاقتصادية و التقدم الاجتماعي". موضحاً أن اللقاء ركَز على ثلاث قضايا رئيسية: التقدّم الإقتصادي والإجتماعي الذي أحرزته اليمن في السنوات الأخيرة؛ التحدّيات التي تواجه اليمن على المدى المتوسط؛ و الموارد المالية اللازمة لدعم تنفيذ الخطة الخمسية الثالثة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية و التي تهدف إلي تخفيف الفقر و تمويل برنامج الاستثمار. وقال البيان أن السيدة دانيلا جريساني، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أشارت في كلمتها إلى أن "هذا اللقاء يمثّل خطوةً هامةً في عملية تعزيز الشراكة بين الحكومة اليمنية، والهيئات المانحة والبلدان المجاورة لليمن". كما أشار معالي السيد عبد الرحمن إبن حمد العطية، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في كلمته إلي أهمية المؤتمر في إطار توفير الدعم اللازم للتنمية في اليمن ووضع أساس للشراكة بين اليمن و الهيئات المانحة. و أضاف سيادته قائلا: "نري هذا اللقاء كخطوة أولي في بداية الطريق و ليس نهايته". مؤكداً أن وفد الحكومة اليمنية أطلع مجتمع المانحون الدوليون خلال اللقاء على التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها اليمن منذ توحيد البلد في العام 1990م. كما أكّد الوفد على ضرورة تحسين مناخ الاستثمار في اليمن وتعزيز المؤسسات الديمقراطية. كما تتطرق الوفد اليمني إلى أنّ هناك العديد من القضايا لا زالت تحتاج إلى جهود لمواجهة التحديات الرئيسية التي يواجها البلد، ومن ضمنها المصادر النفطية المنحسرة، والحاجة إلى إيجاد وتوفير مصادر غير نفطية وتحقيق النمو للفقراء، والمعدلات العالية للنمو السكاني، ورأس المال البشري الضعيف،و ندرة المياه، والبنى التحتية الضعيفة والوصول المحدود إلى الخدمات الاجتماعية. مشيراً إلى كلمة عبد الكريم الأرحبي وزير التخطيط و التعاون الدولي الذي اعتبر انعقاد مؤتمر لندن بداية مرحلة جديدة للشراكة من أجل التنمية يتم دعمها من خلال الالتزام بتنفيذ الإصلاحات العاجلة وهي شراكة ثلاثية الأطراف من قبل اليمن والهيئات المانحة و الدول أعضاء مجلس التعاون الخليجي حيث شارك إخواننا في المجلس في أعمال هذا اللقاء وكان ذلك في مصلحة كافة الأطراف." *المؤتمرنت