الاطماع الاجنبية في البحر الأحمر لم تتوقف يوماً.. منذ ان تجرأ البرتغاليون على مغامراتهم السابقة في فرض وجود بحري اوروبي ووصولاً إلى الامتداد البريطاني الفرنسي إلى شواطئ البحر الأحمر.. وكان لبريطانيا ما كان لها من الهيمنة الكاملة على شواطئ البحر الأحمر من شماله إلى جنوبه.. من منافذه الشمالية إلى بوابته الجنوبية.. وتمكنت لندن الإمبراطورية العجوز من فرض حساباتها على المنطقة حتى جاءت ثورة 14أكتوبر ووضعت حدا للتواجد البريطاني في منطقة جنوبالبحر الأحمر.. ورحلت لندن مجبرة مكرهة تحت وابل من الرصاص الثائر التي انطلقت من جبال ردفان الشماء تكتسح كل جنوباليمن بكل تفريعاته وتضع خط الختام المؤلم لامبراطورية ظلت تحكم العالم وتفخر انها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ولكن جاء الذئاب الحمر ليسدلوا الستار على الاطماع البريطانية والتي ذهبت ادراج الرياح ليفرض الروس تواجدهم على المنطقة حتى اتفق الاوروبيون ومنهم البريطانيون ان يكون للفرنسيين تواجد دائم في منطقة جنوبالبحر الأحمر.. من خلال قواعدها العسكرية والمخابراتية في جيبوتي وفي احدى الجزر التابعة لهم في المحيط الهندي.. وظلت بريطانيا منكمشة على نفسها طوال السنوات الخمسين الماضية مع انها كانت تؤكد حضورها بامتلاك اوراق محلية واقليمية ومن خلال الدور الامريكي الذي تواجد في بعض دول الخليج وفي اساطيلها العديدة في المحيط الهندي وفي البحر الأحمر.. ولم ترض الإمبراطورية العجوز ان تبقى بعيدة عن المنطقة فسارعت إلى ابوظبي والى دول صغيرة اخرى لتفرض تواجداً خفياً لها.. ومن خلال اتفاقيات دفاع مشترك.. ومن خلال نفوذ مخابراتي استطاعت بريطانيا ومعها فرنسا ان تبقى حاضرة في المنطقة حتى تمكنت المخابرات البريطانية ان تفجر الحرب العدوانية في اليمن وفي المنطقة العربية تحت مظلة امريكية وباستثمار بريطاني واضح لان الامريكان اعلنوا مرات انهم غير مستفيدين لخوض حروب ضد شعوب المنطقة وتهيأوا مؤخراً للرحيل عن افغانستان وخفضوا من تواجدهم العسكري في العراق.. ويتواجدون بشكل رمزي في سوريا اي انهم لا يرغبون في لعب دور قيادي متكامل في هذه المنطقة.. ووصل الامر مؤخرا لاندفاعها إلى البحر الأحمر والى الخليج من خلال ما اصطلح على تسميته القوة المكلفة بحماية المضائق ومنها مضيق هرمز ومضيق باب المندب وهو اتجاه استعماري مكشوف جوبه بمعارضة صينية وروسية وايرانية وبدأت دول عديدة تعبر عن شكوكها مع ان الاصابع البريطانية الخفية كانت متوافرة في هذا المشروع الاستعماري مع انه تعرض للاهتزاز وذهب إلى الهامش اذ لم يعد له من اثر مؤخراً.. مع ان البريطانيين لم يخالجهم الشك في فرض ترتيبات عسكرية قريبة من حلف الاطلسي ولكنها تخدمهم وتسير على هدى اهدافهم المعلنة ومآربهم الخفية الاخرى ومؤخرا بدأ المكر البريطاني يجد سبيله إلى البحر الأحمر وهذه المرة كادوا عبر مسمى مواجهة الالغام البحرية في البحر الأحمر وكان المبرر القائم انصار الله وقوتهم في البحر الأحمر ولهذا تحركت كاسحة الالغام الامريكية وكان للبريطانيين اثرهم من خلال الدور المخابراتي الاماراتي ولندن كما هو معروف الام الحقيقية لابوظبي وهي المحرك الفعلي لكل تحركات ابوظبي ومحمد بن زايد.. وما انشاء المليشيات المسلحة الا صورة مكثفة للدور المخابراتي البريطاني التي قادت إلى الاستثمار المتعاظم لميليشيات الانتقالي في الجنوب ومسميات النخب وفي قادم الايام سوف تتكشف الكثير من الحقائق التي ظلت متوارية تحت حسابات اقليمية وتحت غطاء النمور الورقية التي قبلت بان تكون لاعبة ظاهرة في عملية العدوان والحرب الخشنة والحرب الناعمة في المنطقة التي تقودها لندن في اليمن وبقية البلدان الشرق اوسطية.