في زمن رَخُصَ فيه الإنسان فقتلوه وسفكوا دمه بثمن بخس، وزمن رَخُصَ فيه الكلام فكذبوا وطمسوا كل الحقائق وقلبوا كل المبادئ والمفاهيم فجعلوها تحمل معنى آخر، فالكذب أصبح مجاملة، والنفاق ولبس الأقنعة شطارة، والتلون وتغيير المواقف والمبادئ ثقافة، والسكوت على الظلم مسالمة وحكمة، ولكن وحدها كلمة الحق بقيت عزيزة شامخة وغالية الثمن، لا يجرؤ على قولها أحد، لأن الكثيرين يخشون أن يدفعوا ثمنها ويستحون منها حتى وإن لمعت في تفكيرهم لأنها ستظهر مدى جبنهم وضعفهم وحقارتهم وارتزاقهم، فوحدهم الشجعان الأحرار من ظلوا يتفوهون بكلمة الحق ولا يخافون لومة لائم، لأنهم يدركون بأن ما شرف الرجل سوى كلمة، فالكلمة نور و قذيفة ربَّانية في وجه الباطل، وفعلا كانت كلمة الحق التي قالها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي قذيفة وصاروخ باليستي على النظام السعودي المتسلط المتعجرف فقهرته تلك الكلمات الحرة ودمرت وحطمت غروره وكبريائه، وازهقت كل باطله قال تعالى:{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}. هذا الكبر والغرور والعنجهية ليس بالجديد لأنها عادة كل الناقصين من طواغيت الأرض، في كل زمان ومكان فقد كان فرعون من أشهر المتكبرين، ولم يزده ما رأى من الآيات والعبر إلّا تكبراً وعناداً وتعذيباً لبني إسرائيل، حتى خسر وانهزم وبقي عبرة لكل ظالم متجبر، نفس حال نظام آل سعود المتكبر الذي يعيش في كل شؤونه ضرباً من ضروب مُكابرة "الإنهزام"، فهو لا يريد أن يعترف بهزيمته، خاصة فيما يحدث اليوم في مأرب من تكبدهم للخسائر المادية والمعنوية الفادحة من قتل وأسر عشرات الآلاف من جنودهم المرتزقة واغتنام الجيش واللجان الشعبية لاسلحتهم، وهروب كل قيادات الصف الأول من مآرب وتطهير كل المديرات فلم يتبقَ منها إلا المدينة فقط، كل هذا جعل من النظام السعودي المتغطرس المتكبر يرفض كل تلك الهزائم خاصة أنها على يد أنصار الله "الحوثيين" كما يسمونهم، فليست التصريحات التي أدلى بها جورج قرداحي قبل تعيينه في المنصب الوزاري إلا بمثابة القشة التي كسرت ظهر البعير، فكسرت ذاك الكبر المتغطرس لبعران السعودية وعرتهم أمام العالم بأنهم مجرد معتدين منهزمين، هذا النظام الذي لا يريد الاعتراف بأنه مهزوم ومأزوم في اليمن، وبأنه معتدي على شعب الإيمان والحكمة ويرتكب فيه أبشع المجازر الوحشية التي يُندى لها جبين الإنسانية، هم يريدون التهرب والتنصل من أي مسؤوليات إنسانية لمخلفات العدوان من إعادة إعمار ما دمروه وجبر للأضرار الجسيمة التي ارتكبوها في اليمن أرضاً وإنساناً وكل التعويضات التي قد تواجههم من تبعات إنتهاء هذا العدوان الوحشي، فهم دائما يرددون عبر ماكينة إعلامهم :" نحن لم نقتل أحداً، ولم نرتكب أي جرائم، ولن نقوم بإعادة إي إعمار"، هم ماكرون يمكرون ويمكرالله والله خير الماكرون. جورج قرداحي اطمئن أيه الحر الشجاع الشريف فكلنا جورج قرداحي، نحن معك متضامنون كل التضامن ومع لبنان الحبيبة، لاتخشى بعران الخليج وإن كشروا بأنياب مثلومة ثلمت في اليمن وتكسرت، فاليمن بلدك الثاني، أنت لم تقل إلا الحقيقة فلاتخشاهم، وتأكد أنك لست هدفهم فهدفهم من كل هذا التصعيد غير المبرر هو تأزيم الوضع في لبنان واستهدافها بحجة واهية، فلاتنسى كيف كان ترامب يمسح بكرامتهم البلاط ويهينهم ويذلهم ولم يرفعوا رؤوسهم ولم ينبسوا ولوببنت الشفة، بل على العكس كانوا يقولون هي تصريحات محب! وأقول لكل العالم ستبقى اليمن عصية على الكسر ولن تركع ولو أجتمعت أمامنا ليست أمريكا وإسرائيل وادواتهم الخلايجة ومن دار في فلكهم بحسب، بل لو اجتمعوا كل الإنس والجن، فلن تسقط راية الحق والحرية التي نتشبثُ بها في أيدينا، وستبقى اليمن مقبرة كل الغزاة وأرض كل الشرفاء الأحرار، فمن ركب في سفينة اليمن فذلك شرفٌ له، ومن ركب في سفينة عدونا فذلك عارٌ عليه وحده، ولن يضيرنا ذلك شيئاً أبداً لأننا ماضون للتحرير بكم أو بدونكم.