بعد أن امتلأت أفئدة اليمانيين ثقة بالله ويقينا بهديه، وارتوت من معين خير البرية محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم حباً وارتباطاً واقتداءً بسيرته في ذكرى مولده العطرة ؛ أزهرت يمن الإيمان حكمةً ومَنَعَةً، وأثمرت صموداً وبأساً، فأينع ربيعُ النصر اليماني انتصارات عظيمة جناها أبطال قواتنا المسلحة في محافظتي شبوةومأرب - بفضل من الله وتأييده - خلال الأيام الماضية.. واليوم يمتّد الربيع اليماني، عزةً ونصراً ،ويفتحُ ذراعيه مُحتضناً كافة الأراضي اليمنية مديرية تلو أخرى، ومحافظة بعد محافظة؛ ليُطهرها من دنس الغزاة والمعتدين، ويكسوها أماناً وأمناً واستقراراً و حريةً، عانقها أبناءُ تلك المناطق على أرض الواقع، وعاشها ويعيشها في هذه اللحظات أبناء وقبائل مديرية الجُوبة وجبل مراد بمحافظة مأرب، بعد أن تكاتفت أرواحهم الأبية وتعاضدت مع أبطال الجيش واللجان الشعبية؛ لمواجهة جحافل العدوان الأمريكي السعودي الصهيواماراتي، وطرد قواه الإجرامية من أرض الوطن. إذاً عادت الجوبة حرة تنبض بأساً، وعاد جبل مراد يتنفس شموخاً وعزاً مرة أخرى، وبعد نيفٍ ستتنفس مدينةُ مأرب الصعداء، وتعانق أحضان الوطن الذي حاول العدوان أن يفصلها عنه.. وأنى له أن يفصل اليمن ويُقسّمها ويُجزّئها ؛ وهي جسدٌ واحدٌ أرضاً وإنساناً.. وما حدث في الجوف والبيضاء وشبوةومأرب وغيرها من محافظات ومديريات يمن الإيمان والحكمة لخير دليلٍ على وحدة اليمنيين، ولحُمة قبائلهم الوفية والعريقة والمُتجذرة في تُراب السعيدة ، وفي مدينة مأرب ستثبت القبائل أيضاً حكمتها وانتمائها الحقيقي لليمن واليمنيين وحرصها على دحر قوىٰ العدوان وأذنابه الإجرامية المحتلة التي عاثت في البلاد فسادا.. وستلحق بركب الشرفاء والأبطال، وتحذو حذو القبائل اليمنية الأصيلة التي لفظت المرتزقة والعناصر الإرهابية التي يُسيّرها العدوان الأمريكي السعودي الصهيواماراتي الإجرامي، ويُقدم لها الدعم اللوجستي والإسناد الجوي في كل تحركاتها القبيحة التي تستهدف الإنسان اليمني بالدرجة الأولى .. فنحن نراهن على حكمة وحنكة أبناء قبائل مدينة مأرب التاريخ، الذين سينظمون إلى صفوف إخوانهم من أبناء قبيلة مأرب وباقي القُبُل اليمنية؛ لدحر الغزاة وأدوات العدوان القذرة التي باعت نفسها للشيطان الأكبر بثمن بخس، وفَرّت إلى المنفى لتعيش في فنادق الرياض واسطنبول وغيرها، تاركة أبناء الشعب اليمني - وخاصة أخواننا من أبناء جنوب الوطن - يعانون الأمرين من سادتها وسياساتها الخاضعة لدول العدوان الباغي .. كما أن على المخدوعين في مدينة مأرب أن يستغلوا الفرصة التي قدمها لهم متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيانه الأخير الذي أعلن فيه استكمال المرحلة الثانية من عملية ربيع النصر بنجاح، وأن يعودوا إلى رشدهم ووعيهم وجلدهم اليمني، خصوصاً وأن دخول مأرب من قبل قبائل مأرب الأبية وقوات صنعاء لم يعُد سوى مسألة وقت فقط .. وليعلموا أن العدوان أصبح على شفا جُرفٍ هارٍ ، وعلى حافة السقوط النهائي والاندحار من أرض الحكمة والإيمان .. ففي الوقت الذي نرى فيه ربيع النصر عنوانا للعزة والاستقلال والكرامة ، ينظر إليه العدوان والمرتزقة والعملاء خريف خوف حصد جحافلهم وكسر غرورهم وغطرستهم، فتساقطوا كأعجاز نخل خاوية، ومُزقوا كل ممزق، وباتوا يجرون أذيال الخيبة والهزيمة بعد أن لقنهم رجال الرجال من أبناء الجيش واللجان الشعبية أقسى الدروس البليغة، التي يجب أن يفهموها ويدركوها جيدا، أو ستبتلعهم رمال وبحار وجبال أرض السعيدة المعروفة بمقبرة الغزاة .. والشهم الأبي الحكيم من حافظ على نفسه ووطنه طاهراً نقياً محرراً من دنس العدوان وقاذوراته.. " وما النصر إلا من عند الله "