لم يكن متوقعا العدو الصهيوني ردة الفعل العالمية تجاه اقدامه على اغتيال الزميلة الصحافية الفلسطينية مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وذلك بدا واضحا في تصريحات وزير دفاع الاحتلال ورئيس أركانه ورئيس الوزراء، حتى يظهر، من الروايات المختلفة للثلاث الشخصيات الصهيونية، أن فيها ريب في الطرح، عندما تحدثا عنها، فرئيس الوزراء قال أن هناك احتمالا ليس بقليل بأن مسلحين فلسطينيين اطلقوا النيران بشكل عشوائي، أي أنه قليل، او يكاد معدوما كما يفهم من قراءة التصريح وتحليله، في نفس الوقت قال إنه اطلاق فلسطيني لرصاص عشوائي، فالاستهداف الأول الذي تعرض له الصحفي علي السمودي، قبل استهداف شيرين، ومع انشغالها بمعاينة زميلها السمودي تأتي الطلقة الثانية وإلى نفس المكان، الذي يقول عنه الصحفي علي السمودي، أنه وزميلته شيرين أخذا مكانا ساترا من الأستهداف لهما، أي أن الذي يمكنه استهدافهما في هذه الوضعية، سيكون مرتب لذلك ومعد تماما، وليس عشوائيا كما قال رئيس وزراء الاحتلال. وإذا ما استعرضنا تصريحات وزير الدفاع الصهيوني وأخذنا فيه جزئية قوله " إن المعطيات الأولية للتحقيق الذي أجراه الجيش في الساعات الأخيرة تشير إلى أنه لم يتم تحديد إطلاق نار باتجاه الصحفية" هذا التصريح يتنافى تماما مع تصريح رئيس وزراء الاحتلال، فجزئية وزير الدفاع هذه ما حددت إطلاق نار، بينما رئيس الوزراء قال إن هناك أطلاق نار عشوائي، هناك كم كبير من التناقض فضلا عن الارباك الكبير الحاصل، وما يؤكد ذلك الارباك تراجع وزير الدفاع في تصريحاته أمام الكنيست حين قال بإن معطيات لدينا حاليا تشير إلى أن هناك احتمالا معقولا بأن الصحفية أصيبت بنيران مسلحين فلسطينيين، تناقض مع تصريحه السابق تماما، أما رئيس الأركان الصهيوني، فقد قال "لا يمكن تحديد جهة النيران التي استهدفت شيرين أبو عاقلة"، ففي البداية مع رئيس الوزراء اطلاق نار عشوائي، ووزير الدفاع أصيبت بنيران مسلحين، ورئيس أركانه لا يمكن تحديد النيران التي استهدفت.. وفي تصريحات لاحقة بدت اعترفات قيادة الاحتلال واضحة للعيان ولم يعد هناك مجالاً للنكران.. هذا الارتباك والتناقض في التصريحات لقيادة الاحتلال، كان سببها ردة الفعل العالمية القوية التي لم يحسب لها العدو الصهيوني، قبل الاغتيال، وكان يعتقد بأنه الوضع سينتهي باعترافه، كما هو حال باقي الاغتيالات التي نفذها لعقود، لأن جيش الكيان الصهيوني، يريد تنفيذ جرائم بحق الشعب الفلسطيني من خلال اجتياحه الذي يعد له لجنين، فهو يريد بهذه العملية بث الرعب في الصحافيين، لكي لا يكون لهم فرصة لنقل جرائمه وتغطيتها. فالإدانات لم تكن منحصرة على الداخل الفلسطينية من سلطة وفصائل مقاومة مختلفة، ومنظمات مجتمع مدني فلسطينية بل تعدى ذلك حين وصلت لأعراب وزارة الخارجية المصرية عن إدانتها بأشد العبارات لجريمة الاغتيال النكراء للصحفية الفلسطينية والمراسلة في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، حيث أكد السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن تلك الجريمة بحق الصحفية الفلسطينية خلال تأدية عملها تعد انتهاكا صارخا لقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني وتعديًا سافرًا على حرية الصحافة والإعلام والحق في التعبير، مُطالبًا بالبدء الفوري في إجراء تحقيق شامل يفضي إلى تحقيق العدالة الناجزة.. كما كان موقف الخارجية الأفغانية من جريمة اغتيال أبو عاقلة، والتي طالبت بفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، في الوقت ذاته، نددت الحكومة الإيرانية بجريمة الاغتيال، وقال المتحدث باسم الحكومة "استشهاد شيرين أبو عاقلة جريمة ارتكبها الكيان الصهيوني وهي خرق للقانون الدولي واعتداء على حرية الإعلام"، وقالت الخارجية الألمانية إن "التقارير الواردة حول مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة صادمة للغاية للحكومة الألمانية"، كما أدان رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغام استهداف أبو عاقلة، وقال "عزاؤنا لأسرة البطلة شيرين أبو عاقلة و لزملائها الصحفيين و للشعب الفلسطيني الحر، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم".. وإلى ذلك دعت بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين، إلى إجراء تحقيق سريع ومستقل في جريمة إعدام، الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، خلال تغطيتها اقتحام قوات الاحتلال لمدينة ومخيم جنين، وأعربت البعثة، عن صدمتها إزاء اغتيال أبو عاقلة، ودعت إلى إجراء تحقيق سريع ومستقل لتقديم الجناة إلى العدالة، مؤكدة ضرورة ضمان سلامة وحماية الصحفيين، في الوقت ذاته وندد الاتحاد الأوروبي بجريمة القتل، وطالب بتحقيق مستقل حول ملابسات ما جرى، وقال بيتر ستانو المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان إنه "لا بد من أن يوضح تحقيق معمق ومستقل في أسرع وقت كل ظروف هذه الحوادث وأن يحال المسؤولون عنها للقضاء"، من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لويس ميغيل بوينو، في تغريدة على "تويتر رصدتها "عرب جورنال"، لقد صدمنا بقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة أثناء تأديتها لعملها في تغطية التوغل الإسرائيلي في جنين، فنعرب عن خالص تعازينا لعائلتها وندعو إلى إجراء تحقيق مستقل وسريع لتقديم الجناة إلى العدالة". إرهاب ترعاه الصهيونية فيما أدانت جامعة الدول العربية، الجريمة البشعة باغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، في مخيم جنين شمالي الضفة الغربيةالمحتلة، وقالت الأمانة العامة للجامعة في بيان إن قوات الاحتلال تستهدف وأد صوت الحق والحقيقة وصوت الحرية والدفاع عن قضايا العدل والعدالة الإنسانية، وذلك من خلال العدوان المستمر والاستهداف المتواصل لمحافظة جنين وحرب الاحتلال المعلنة المتصاعدة على الشعب الفلسطيني، وحملت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة التي تستدعي المساءلة الدولية وملاحقة مرتكبيها أمام جهات العدالة الدولية المختصة بكل ما تمثله من أركان كجريمة حرب وانتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي، ومن جهتها، نددت وزارة الخارجية القطرية باغتيال أبو عاقلة، وقالت المتحدثة باسم الوزارة لولوة الخاطر، في تغريدة لها على موقع "تويتر" رصدتها "عرب جورنال" قتلَ الاحتلال الإسرائيلي صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة بإطلاق النار على راسها وهي ترتدي سترة وخوذة الصحافة، بينما كانت تغطي هجومهم في مخيم جنين للاجئين، متابعة بالإنجليزية: يجب أن يتوقف الإرهاب "الإسرائيلي" الذي ترعاه الدولة، ويجب أن يتوقف الدعم غير المشروط ل"إسرائيل". تنديد أمريكي غير مسبوق أما موقف إدانة الولاياتالمتحدة فكانت ثلاث إدانات من ثلاث جهات مسؤولة، حيث ندد البيت الأبيض بقوة بقتل الجيش الإسرائيلي مراسلة "الجزيرة" التي تحمل الجنسية الفلسطينية والأميركية، داعياً إلى إجراء تحقيق مستفيض في ملابسات الحادث، كما صرحت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة ليندا توماس غرينفيلد لصحافيين بأنه "ينبغي النظر في هذا الأمر بشكل شفاف، نشجع الطرفين على المشاركة في هذا التحقيق بحيث نتمكن من فهم سبب حصول ذلك"، متابعة أن "الأولوية المطلقة" للولايات المتحدة تكمن في حماية المواطنين الأميركيين والصحافيين"، و أعرب المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس عن إدانة بلاده "الشديدة" لقتل الصحافية، أبو عقلة وأضاف في تغريدة على "تويتر" رصدتها " عرب جورنال" أن "التحقيق يجب أن يكون فورياً وشاملاً"، وشدد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن قتلها، وتابع أن "موتها إهانة لحرية الصحافة في كل مكان"، و عبر السفير الأميركي لدى إسرائيل توم نيدز، عن حزنه الشديد، وطالب بإجراء "تحقيق شامل" للكشف عن ملابسات قتلها "وإصابة أحد زملائها" في جنين بالضفة الغربية. إدانة أممية كما هو حال الأممالمتحدة التي دعا فيها مبعوث الأممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينيسلاند، في تغريدة، لإجراء "تحقيق فوري وشامل ومحاسبة المسؤولين" عن قتل الصحافية، مشددا على أن العاملين في الإعلام "لا يجب استهدافهم أبداً"، من جانبها، قالت منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة إنه "يجب إجراء تحقيقات فورية في قتل الصحافية شيرين أبو عاقلة"، وكتبت في تغريدة على "تويتر" رصدتها عرب جورنال "بينما تحيي الأممالمتحدة في غزة اليوم العالمي لحرية الصحافة، قُتلت مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها لاشتباكات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين في جنين. يجب إجراء تحقيقات فورية من أجل المساءلة". موقف فرنسي وبريطاني أما فرنسا، فقد طالبت بفتح تحقيق، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت إن "فرنسا تطالب بإجراء تحقيق شفاف في أسرع وقت ممكن لإلقاء الضوء الكامل على ملابسات هذه المأساة" مؤكدا على أن فرنسا "تجدد التزامها الثابت والقوي في كل أنحاء العالم إلى جانب حرية الصحافة وحماية الصحافيين، وجميع من يساهم تعبيرهم في ضمان معلومة حرة وفي النقاش العام".. وعلى الصعيد البريطاني قالت وزيرة شؤون الشرق الأوسط البريطانية، أماندا ميلينغ في تغريدة: "يؤلمني سماع هذا النباء" وأضافت "أحث على إجراء تحقيق شامل عاجل"، مشددة على أن "حرية الإعلام وسلامة الصحافيين أمران أساسيان ويجب احترامهما"، بدوره قال أحمد ويمبلدون، وزير الدولة البريطاني لشؤون الكومنولث والأممالمتحدة، عن صدمته، قائلاً: "هناك حاجة إلى إجراء تحقيق كامل" مضيفا أنه "يجب حماية الصحافيين للقيام بعمل حيوي في مناطق الصراع والدفاع عن حرية الصحافة في العالم". مواقف لم يتوقعها الاحتلال وقالت منظمة "العفو الدولية" أن مقتل الصحافية شيرين ابو عاقلة تذكير دموي بالنظام المميت الذي تحبس فيه "إسرائيل" الفلسطينيين، أما الاتحاد الدولي للصحفيين، فقد أكد على سعيه لإضافة قضية شيرين أبوعاقلة إلى الشكوى التي قدَّمها للمحكمة الجنائية الدولية والتي توضح بالتفصيل هذا الاستهداف المنهجي، كل ردود الفعل العالمية في وقت زمني قصير، تجاه الجريمة الصهيونية، أوجدت ربكا في قيادات الاحتلال، لأنهم لم يكونوا يتوقعون كل ردة الفعل هذه، كانوا يعتقدون بأن الأمر ككل مرة يتم القتل والتدمير، والعالم والفلسطينيين يبلعون الطعم على حد سواء، هل هي صحوة عالمية لما يمارس بحق الشعب الفلسطيني؟ من يدري ربما، وقد تكون بادرة بزوال الاحتلال، لقد تعود دائما بأن يمرر جرائمه كلها دون رادع، أو شجب حازم. أدانت وزارة الخارجية اليمنية ممارسات كيان الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين ، واغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة وذلك بعد أسبوع من احتفال كافة الدول باليوم العالمي لحرية الصحافة. وفي اليمن أكدت الخارجية اليمنية في بيان لها ، أن الكيان الصهيوني يرى نفسه فوق كافة الشرائع والاتفاقات الدولية .. واعتبرت أن عملية اغتيال أبو عاقلة أحد أشكال ممارسة التصفيات والقتل خارج القانون الذي يمارسه الكيان الصهيوني بشكل شبه يومي بحق المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني أمام المجتمع الدولي دون أي رد فعل لمثل تلك الممارسات الوحشية.. ودعت الخارجية اليمنية في بيانها إلى الإسراع في إحالة ملف القتل خارج نطاق القانون الذي يمارسه الكيان الصهيوني إلى المحكمة الجنائية الدولية لمعاقبة مرتكبيه، وطالبت المجتمع الدولي بالتفاعل مع مايجري في الأراضي المحتلة كما هو الحال في تفاعله مع أحداث أخرى تتناول حقوق الإنسان. كما دعت، الدول العربية والإسلامية التي قامت بالتطبيع مع الكيان الصهيوني إلى إعادة النظر في هذه العلاقة المشبوهة والمرفوضة من قبل شعوب تلك الدول والتي لن تجني منها قيادات دول التطبيع سوى الخراب.
