انطلاقا من حقيقة أن ثورة ال 26 من سبتمبر 1962م المجيدة قد مثلت ضرورة تتويج لمسيرة النضال الوطني وخلاصة انتصار حتمية لإرادة الشعب التحررية ونقطة فاصلة بين زمنين وحدثا تاريخيا غير مجرى التاريخ اليمني.. لا يمكن لأحد إنكار حقيقة أن تلك الثورة كانت ولا تزال وستظل هي الثورة الأم التي أسست وأرست مداميك انطلاق الثورات اليمنية المتلاحقة ابتداء بثورة ال 14 من أكتوبر 1963م ضد المستعمر البريطاني وانتهاء بثورة ال 21 من سبتمبر 2014م في وجه أنظمة الطغيان والتبعية والوصاية على قرار الشعب وسيادة وثروات الوطن. ومثلما أن تلك الثورة السبتمبرية كانت ثورة نضال وتحرر وخروج من تحت عباءة أنظمة العمالة والرجعية في المنطقة وفي مقدمتها نظام المملكة العربية السعودية وأن ما تلى تلك الثورة من ثورات هي ثورات امتداد عملي ورد اعتبار لها وتجديد لروحها وإعادة تصحيح وتصويب لمسارها واستمرار في السير على درب ترسيخ مبادئها وتحقيق أهدافها التي تم الالتفاف والتآمر عليها من قبل الأنظمة الرجعية والعميلة لدول الهيمنة والاستكبار العالمي وفي مقدمتها أنظمة الإدارة الأمريكية والبريطانية والصهيونية. وبالنظر إلى موقف أنظمة الهيمنة والطغيان والاستكبار العالمي المذكورة آنفا ومعها نظام العمالة والتبعية والارتهان السعودي من ثورة ال 26 من سبتمبر، وما سخرته تلك الأنظمة من إمكانيات وشنته من حروب خفية وظاهرة لوأد تلك الثورة في مهدها والانحراف بها عن مسارها والحيلولة دون نجاحها في تحقيق أهدافها طيلة سنوات عمر ثورة ال26 من سبتمبر، لا يمكن لأحد إنكار حقيقة أن تلك الأنظمة إن لم تكن قد نجحت في القضاء على ثورة ال 26 من سبتمبر فأنها قد نجحت في إفراغها من مضامينها والانحراف بها عن مسارها الصحيح وإعادة فرض وصايتها وهيمنتها على الوطن والشعب اليمني حتى تاريخ ال 21 من سبتمبر 2014م، وهو تاريخ انطلاق ثورة شعبية يمنية جديدة مباركة وسط زخم هائل من المتغيرات الدولية، وفي ذروة الاستبداد العالمي بقيادة أمريكا، وفي وقت اعتقدت فيه دول الاستكبار أن الوطن والشعب اليمني قد أصبح لقمة سائغة لها وأن بإمكانها مواصلة ممارسة الوصاية عليه عبر مرتزقتها في الداخل وأنظمتها العميلة في المنطقة وفي مقدمتها نظاما آل سعود وآل زائد. ومثلما تآمر الأعداء على ثورة ال 26 من سبتمبر 1962م فقد كان عدوان قوى الاستعمار والهيمنة الدولية على وطننا وشعبنا اليمني أحد تعبيرات غضبها ونقمتها على ثورة ال 21 من سبتمبر2014م ومحاولة وسعيا منها لتحقيق هدف وأدها والقضاء عليها وإعادة اليمن مرة أخرى إلى دائرة الوصاية والتبعية، ولكن صمود الشعب وشجاعة وحكمة القيادة أبطلت مفعول كل هذا العدوان خلال ثماني سنوات غير أن الثورة الجديدة، ثورة ال 21 من سبتمبر 2014م، ثورة التجديد لروح ثورة ال 26 من سبتمبر 1962م قد مثلت ثورة التحرر من الوصاية والتبعية وحماية القرار اليمني والحفاظ على السيادة والاستقلال وتحقيق طموحات الشعب اليمني في دولة قوية وقادرة على التصدي والإفشال لمخططات ومؤامرات منظومة الهيمنة والطغيان والاستبداد والاستكبار العالمي، وإيجاد حياة كريمة لكل اليمنيين.. ولقد أثبتت تلك الثورة "ثورة 21 من سبتمبر" أنها ثورة عظيمة وخالدة لأنها رفعت راية الحرية والسيادة والاستقلال ورفضت التقسيم والتفتيت لليمن، وأنها ثورة انبلاج صبح ثوري وطني يمني تحرري جديد أغر تحت قيادة يستحيل أن تقدم أي تنازل للغازي والمحتل الطامع في موقع اليمن وثرواته. وستظل هذه الثورة مستمرة في تحقيق أهدافها وكل قوة عسكرية أو صناعية أو اقتصادية أو في أي مجال هي قوة تساند وتدعم الثورة وتعمل على تحقيق اهدافها، وهي أهداف لا تتوقف عند فترة زمنية، وإذا كانت حقيقة نجاح هذه الثورة في تحقيق هدف من أهدافها وهو الهدف المتمثل في بناء جيش وطني قوي قادر على حماية البلاد وحراسة مكتسباتها قد تجلت من خلال العرض المهيب الذي شهدته العاصمة صنعاء يوم 21 سبتمبر، ومثل زلزالاً هز عروش دول منظومة الطغيان والعدوان، إلا أن القوة الاستراتيجية للدولة تحتم على الجميع مضاعفة هذه القوة ورفع مستوى الاستفادة العلمية والتكنولوجية، وكل ما يخدم الصمود اليمني، وهذا أمر جارٍ العمل عليه بوعي وإدراك من قبل قيادتنا الحكيمة . وانطلاقاً من ذلك فإن ثورة ال 26 من سبتمبر تبقى ثورة مستمرة إلى يومنا هذا وفي منازلة غير عادية مع قوى الطغيان، وبعون الله سيكتب لهذه الثورة النصر والتمكين بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي - حفظه الله- وكل من حوله من الرجال المخلصين في المجلس السياسي الأعلى بقيادة الرئيس مهدي المشاط وفي الحكومة ومختلف المؤسسات المدنية وفي الجيش واللجان الشعبية.