كانت ولا تزال المرأة اليمنية بما تتحلى به من عزيمة إرادة قوية لا تلين ولا تعرف الاستسلام للظروف، هي صانعة النجاح والنصر.. فعلى مدى ثمان سنوات من العدوان والحصار، وما خلفه ذلك من استشهاد وجرح الآلاف من الآباء والأبناء والإخوان، ناهيكم عن حالات النزوح وفقدان فرص العمل، وتدهور الوضع المعيشي والنظام الصحي الغذائي البيئي وغيرها من الآثار الكارثية التي تعرض لها شعبنا اليمني. إصرار المرأة ومما لاشك فيه أن المرأة اليمنية نالت النصيب الأكبر من المعاناة، خصوصاً عند فقدان الزوج " عائل الأسرة" إما الاستشهاد أو التفكك الأسري نتيجة الأوضاع المعيشية وارتفاع حالات الطلاق، أو لأسباب غير ذلك.. هنا وجدت المرأة نفسها أمام مسؤولية كبرى، فقد أصبحت هي العائل لأسرتها وأبنائها الذين أضحت لهم الأب والأم معاً، ويقع عليها إيجاد مصدر دخل ولو بسيط لتوفر من خلاله احتياجات أسرتها الضرورية، وليس أمامها في ظل تكالب الظروف سوى خلق فرصة عمل تتناسب مع قدراتها وواقع العادات والتقاليد التي ينظر من خلالها المجتمع لعمل المرأة وخروجها من بيتها.. ومع ذلك أصرت العديد من النساء اليمنيات على التحول من مُعال إلى معيل، وبدأن في الالتحاق بمراكز تدريب الخياطة والتطريز وصناعة البخور والعطور، والصناعات الحرفية للفضيات والإكسسوارات، وصولاَ إلى صناعة بعض الأغذية والمنظفات.. وخلال فترات قصيرة بدأنا نشاهد ملبوسات ومنتجات محلية أتقنتها أيادي الأسر اليمنية المنتجة، ولأن تلك النساء المنتجات يدركن أنهن في سوق منافسة صعب أمام منتجات مستوردة تنتجها مصانع ومعامل عالمية كبرى، لذا فقد حرصن على تحري الجودة العالية في كل أعمالهن، فقدمن أفضل المنسوجات والملبوسات والجلديات "صنع في اليمن" التي أصبحت محط تفضيل المستهلك. معاناة ونجاح معرض الأسر المنتجة الذي ينظمه الاتحاد التعاوني للمنسوجات والملبوسات، حالياً في باب اليمن بالعاصمة صنعاء، احد المعارض التي أظهرت جانباً مهماً من منتجات وقصص كفاح ونجاح العديد من النساء والأسر المنتجة.. فقد رأينا من خلال هذا المعرض " أم نجم" التي تعول أسرة من عدة أبناء وبنات، منتجة ومسوقة للملابس البناتي ذات التشكيلات الجذابة، لكنها تشكو قلة إقبال التجار والمحلات على شراء إنتاجها من الفساتين رغم جودتهن.. وتقول: " في حالة أشترى منا احد التجار فإنه يماطل في الوفاء بالقيمة المتفق عليها". أما" أم ريتاج" التي تعمل في صناعة المباخر العطور ، تطلب من الوزارات المعنية ومن أمانة العاصمة تخصيص أسواق دائمة للمنتجات المحلية والحرفية، وكذلك نقاط بيع في العاصمة والمحافظات. شراء المنتجات كذلك" أم زياد" وهي أم لأربعة من الأبناء، تعمل في صناعة البخور والعطور، تقول: نتمنى أن نجد من المسؤولين في بلادنا التشجيع وتوجيه التجار والمولات التجارية لشراء منتجات الأسر.. وأضافت: " الحمدلله كل منتجاتنا بجودة عالية ومجربة". وفي خيمة " الأخوات للحرف والأشغال اليدوية" تحدثت المسؤولة عن دورات التدريب التي تعطى للنساء الراغبات في العمل على الملبوسات والمطرزات التراثية، وكيف يستفيد عدد كبير من النساء في إعالة أسرهن من خلال الخياطة والتطريز وغيرها من الأعمال والمراحل التي تمر بها عملية الإنتاج. دعم التوجه الإيضاحات التي أوردناها من كلام بعض المشاركات في معرض الاتحاد التعاوني للملبوسات والمنسوجات، تؤكد ضرورة اطلاع الجهات المعنية بواجبها نحو الصناعات الوطنية، والأخذ بيد هذه الأسر المكافحة من أجل لقمة العيش وإيجاد أسواق دائمة لمنتجاتها التي هي اليوم بأسعار مخفضة جداً وفي متناول كل شرائح المجتمع، كما أنها تمتاز بالجودة والإتقان. فالشكر للاتحاد التعاوني للمنسوجات والملبوسات ورئيسه الاستاذ محمد حميد الذي يعمل بجهود ذاتية في مضمار دعم الأسر المنتجة وتقديم التسهيلات الممكنة لكل النساء المنتجات.. ونطالب قيادتنا الثورية والسياسية بدعم هذا التوجه، ونقول لهم بأن الوقت قد حان لنفاخر بما ننتجه وبعبارة "صنع في اليمن".