الترب :اليمن مع السلام ولا يمكن أن يكون لقمة سائغة في يد السعودي    8 شهداء وجرحى بنيران العدو السعودي في منبه بصعدة    الأنثى المبدعة بين التقييم الجنساني والانتقاد الذكوري .. المظاهر، والنتائج، والآفاق    وحدة تريم يتأهل إلى نهائي البطولة التنشيطية للكرة الطائرة الثانية بوادي حضرموت    حضرموت تضرب من داخلها.. "بن شملان" يحذر من رأس الفتنة ومخططات حلف الهضبة    مديريات إب تشهد وقفات شعبية تأكيداً على استمرار التعبئة    الدكتور عبدالله العليمي يزور منتدى باصره الثقافي ويشيد بمسيرته العلمية والسياسية    مونديال الناشئين قطر2025 .. ايطاليا إلى المربع الذهبي    «ليالي الفنون الخالدة» تعيد الغناء بالفصحى    اكتشاف تابوت روماني محفوظ منذ 1700 عام    علماء آثار يعثرون على حجر شعار نبلاء عائلة "توت" السويدية    صادرات اليابان ترتفع قرابة 4 %    الانتقالي الجنوبي صلابة الموقف ومسار السلام: رؤية الزُبيدي نحو مستقبل آمن للجنوب    بترومسيلة تسلم قطاع نفطي في شبوة    متفوفا على مبابي وفينيسيوس.. "لامين" يحصد جائزة أفضل لاعب بإسبانيا    جرحى تعز يؤدون صلاة الجمعة أمام المحافظة ويجددون مطالبهم بالإنصاف والرعاية    صحيفة امريكية: أوكرانيا عدّلت "بند الفساد" في خطة واشنطن للتسوية    استهداف دورية عسكرية بعبوة ناسفة في شبوة    الأوقاف والخطوط اليمنية توقعان اتفاقية لنقل أكثر من 6 آلاف حاج    دبي تستضيف نزال بطولة العالم للوزن الخفيف بين نور محمدوف وديفيس    أهم مفاتيح السعادة    تحطم مقاتلة هندية خلال عرض جوي بمعرض دبي للطيران    ميزان الخصومة    مدير عام هيئة المواصفات يطّلع على سير العمل بفرع الهيئة بتعز مدير عام هيئة المواصفات يطّلع على سير العمل بفرع الهيئة بتعز    اتحاد المنسوجات يعلن استعداده توفير الملابس المحلية بجودة اعلى ومنع المستورد    تغاريد حرة.. وحدي بلا رئيس    صنعاء تُعدم تلفزيون عدن... والإرياني يكمّل جريمة محو ذاكرة الجنوب العربي    الأسعار في الجنوب ترتفع مجددًا رغم تحسن العملة وسط إجراءات حكومية لا تعكس واقع السوق    يمن شباب تدين لغة التحريض من سلطة تعز والنقابة تدعو لوقف الزج بالأجهزة الأمنية بقضايا نشر    النفط يتراجع للجلسة الثالثة.. ضغط أمريكي للسلام الروسي الأوكراني يهدد الإمدادات    نزهة نتنياهو في الجنوب السوري.. عارٌ جلبه الجولاني يطعن كرامة العرب    هائل سعيد والعليمي: سطو على نفط شبوة وصفقات مشبوهة وتسليمات غامضة(وثيقة)    الأصبحي: آلاف المرضى محرومون من العلاج بالخارج    الحياة تعود لميناء عدن: سفينة ثانية ترسو في ميناء المعلا    بطولة كأس العرب 2025.. الموعد والمكان والمشاركين    ضبط قاتل بائع السمك في مدينة البيضاء    زيارة ولي العهد السعودي لأمريكا استنزاف الثروات وتبديد السيادة    كم سيربح؟.. مقابلة ترامب تعزز ثروة كريستيانو رونالدو    "زيم" البحرية تسعى للعودة إلى الإبحار عبر باب المندب    الجاوي: رفع سلطة صنعاء للرسوم الجمركية إعلان استسلام للعقوبات والحصار    مينديش يعود لpsg الفرنسي    إحباط عملية تهريب مخدّرات وإيقاف المتورطين في منفذ الوديعة    الاتحاد اليمني لكرة القدم يصدر تعميمًا تنظيميًا شاملًا يحدد ضوابط ومواعيد مسابقات الدوري بدرجاته الثلاث    قراءة تحليلية لنص "هروب وعودة" ل" أحمد سيف حاشد"    اللحم غير المطهو جيداً... مسبّب للسرطان؟    ثورة في علاج السكري: توصيل الأنسولين عبر الجلد دون حقن    أيهما أفضل: العمرة أم الصدقة؟    دراسة: سيجارتان يوميًا تضاعفان خطر فشل القلب والوفاة المبكرة    مصطفي حسان يطلق رواية أبناء الرماد.. تكشف خيبات الحرب وتعرّي الفساد    لوجه الله.. امنعوا الباصات وأعيدوا باصات النقل العامة    وزير الداخلية.. جابي ضرائب لا حامٍ للمواطن.. غرامة مالية متنقلة على ظهور الناس    اختتام جمعية المنتجين ومركز سند دورة في تمكين المرأة اقتصاديًا    (هي وهو) حين يتحرك النص بين لغتين ليستقر    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع شبكة تحويلات مالية وأربع منشآت صرافة    العلامة مفتاح يشيد بالمشاريع الكبيرة لهيئة الزكاة    يا حكومة الفنادق: إما اضبطوا الأسعار أو أعيدوا الصرف إلى 750    إحصائية: الدفتيريا تنتشر في اليمن والوفيات تصل إلى 30 حالة    تسجيل 22 وفاة و380 إصابة بالدفتيريا منذ بداية العام 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شَبْوَةُ حَزِينْةٌ لِفرَاقِ المُجَاهِدِ / علي صَالح باهُمَيل الهِلالَي
نشر في 26 سبتمبر يوم 24 - 09 - 2023

نت: د . عبدالعزيز بن حبتور | ودَّعَتْ مُحافَظةُ شَبوةَ - بِمَوْكِبٍ جَنَائزيٍّ مَهِيبٍ حَزِينٍْ يَومَ الجُمْعَةِ الحَزِينَةِ- 15 / سِبتمْبر / 2023م - ابْنَهَا المُجَاهِدَ البَارَّ العَتِيْدَ الحَاجَّ / عليَّ بنَ صَالح بَاهُمَيل الهِلَالِي ، المَوُلُودَ عَامَ 1940م في مَدِينَةِ لَمَاطر فِي سَلطَنَةِ الوَاحِدِي الحَضْرَمِيَّةِ سَابِقاً ، مُحَافَظةِ شَبوَةَ اليَمَنيَّةِ حَالِيَّاً ،
وَدَّعَتْهُ، وَأعْيُنُ أصْدِقَائهِ وَمُحِبِّيهِ وَأهْلِهِ وَطُلَّابِهِ ومُرِيْدِيْهِ بَاكِيةٌ بِدُمُوعٍ حَرَّى غَزِيرَةٍ ، وَوجُوهُهُمْ مُوَشَّحَةٌ بِألَمٍ عَمِيقٍْ، مُتَهدِّجَةٌ مِنْ هَوْلِ الصَّدْمَةِ العُظْمَى لِفِرَاقِهِ الأبَدِيِّ ، ونَفْسِيَّاتُهُمْ مُحَطَّمَةٌ مِنْ هَذَا الوَدَاعِ الأخِيْرِ لِشَخصِيَّةٍ فِكْريَّةٍ اسْتِثنَائيَّةٍ حَمَلَتْ في وِجْدَانِهَا وَعَقلِها مَوْضُوعَ التَّغْييْرِ لِلأوْطَانِ بِقِيْمِ التَّسَامُحِ وَالفِكْرِ المُسْتَنيْرِ لِلْقِيْمِ الرُّوْحِيَّةِ لِلإسْلامِ الحَنِيفِ ، كَيفَ لَا ؟ وَهُوَ الحَامِلُ في قَلبِهِ وَوِجْدَانِهِ مَشَاعِلَ الفِكْرِ الإسْلامِيِّ الوَسَطِيِّ الحَنيْفِ طِيلَةَ مَايَربُو عَلَى سَبعَةِ عُقُوْدٍ وَنَيِّفٍ مِنْ رِحْلَتِهِ الفِكْريَّةِ الجِهَادِيَّةِ الثَّريَّةِ . تَتَلمَذَ - في صِبَاهُ - عَلَى يَدِ العَلَّامَةِ بن لَمْرَط بَارَحمَة في مِعْلَامَتِهِ ذَائعَةِ الصِّيتِ في مَنْطِقَةِ بِلادِ لمَاطر، وَهِيَ حَوطَةُ عِلْمٍ وَثقَافَةٍ بمِقيَاسِ ذَلِكَ الزَّمَانِ ..
تَعلَّمَ هُوَ وأقرَانُه ُمنْ آلِ باهُمَيل، وآلِ بَارحمَة، وآلِ بَاسَرْدَه ،وآلِ بَاعُوضَه يَومَذاكَ ، وَبعدَهَا انتَقلَ إلى عَدَن؛ لِأخذِ دَوْرَاتٍ تَربَويَّةٍ وثقَافِيَّةٍ ومِهْنِيَّةٍ ، وَعَادَ إلى مَنْطِقتِهِ؛ ليِعمَلَ مُعلِّمَاً في المَدرَسَةِ الابتِدائيَّةِ في لَمَاطر ، لِيبدَأَ مِنْ هُنَا رِحلَتَهُ الفِكْريَّةَ والثَّقافِيَّةَ والعِلْميَّةَ مَعَ الحَرْفِ والكَلِمَةِ والقَلَمِ ، مُستَخدِماً الأسْلُوْبَ السِّلمِيَّ التَّوعَويَّ الجِهَادِيَّ سِلاحَاً تَنوِيْريَّاً مُؤثِّرَاً وفَعَّالاً، ونَتَائجُهُ مَلمُوسَةٌ في صِرَاعِهِ مَعَ قِوَى الاحتِلالِ البريطانيِّ وأعْوَانِهِ وزَبَانيَّتِهِ.
قَدْ يَسْتغْرِبُ القَارِئُ اللبِيْبُ مِنْ تَسمِيَةِ الفَقِيْدِ وأسْرتِهِ الكَريْمَةِ ، ولمَزِيْدِ مَعْرِفةٍ بِهِ وأسْرَتَهُ الكَريْمَةَ ، فَهُمْ يَنتَسِبُوْنَ إلَى أسْرَةٍ مِنْ بَني هِلالٍ اليَمَنيَّةِ العَرِيْقةِ، وَاسِعَةِ الانتِشَارِ في اليَمَنِ، وفي عَالَمِنا العَرَبِيِّ ، وتَحدِيْدَاً يَنتَمُوْنَ إلى قَبِيلَةِ النَّسييْنَ الهلِالَيَّةِ، وَمَوقِعُهَا مَنَاطِقُ مَرْخَةَ العُليَا والسُّفْلَى - مُحَافظَةُ شَبْوَةَ ، انتَقَلَتْ - كَغَيْرِها مِنْ الأسَرِ اليَمَنيَّةِ كَ(نَقِيلَةٍ) مِنْ مَنَاطِقِهِمْ للاسْتِقرَارِ في مَنْطِقَةِ بِلَادِ لمَاطر المَعرُوفَةِ آنَذَاكَ أنَّها مَنْطِقَةُ مَشَائخَ عِلْمٍ وَتِجَارةٍ، فاسْتقَرُّوا فِيْهَا كِرَامَاً مُكَرَّمِيْنَ.
عُرِفَتْ أسْرَةُ آلِ بَاهُمَيل بِالجِدِّ والاجْتِهَادِ والمُثَابَرَةِ في الأعْمَالِ المَوْكَلَةِ لَهُمْ، وكَذَا في التَّحْصِيْلِ العِلْمِيِّ والمِهْنيِّ ، ومِنْ شَخْصيَّاتِهُمُ الكَبِيرَةِ - الَّتي خَدَمتْ في مُؤسَّسَاتِ الدَّولَةِ الوَطَنيَّةِ في جَنُوْبِ الوَطَنِ الشَّيْخُ جُمَيع الخَضِر بَاهُمَيل ، والشَّيْخُ سَالم الخَضِر بَاهُمَيل، والشَّيْخُ الشَّهيدُ / سَعيد الخَضِر بَاهُمَيل ، والشَّيُخُ / عَلي بن صَالح ، والأستَاذُ الكَبيْرُ / عبدُالله سَالم الخَضِر ؛مُديْرُ الغُرْفَةِ التِّجارِيَّةِ في جَنُوبِ اليَمَنِ سَابقاً ، ومِنْهُمُ الأستَاذُ / مُحمَّد جُميع الخَضِر ؛مُدِيرُ مَطارِ عَدَن الدَّوليِّ سَابقاً ، ومِنهُمُ الأستَاذُ/ حُسين علي صَالح بَاهُمَيل نَجلُ الفَقيْدِ، وهُوَ رَئيْسُ مُنظَّمةِ المُغتَربينَ بِالمَهْجَرِ، ومِنهُمْ سُفَراءُ وأطِباءُ وأسَاتِذةُ جَامِعةٍ، ومنْهُمْ طَيَّاروُنَ ورِجَالُ مَالٍ وأعْمَالٍ نَاجِحُونَ.
قَدَّمتْ أسْرَةُ آلِ بَاهُمَيل طَابُوراً طَويْلاً من َالشُّهدَاءِ في سَبِيلِ الدِّفاعِ عَنِ الوَطنِ كُلَّ الوَطَنِ ، ومِنهُمْ شُهَدَاءُ في مَرحَلةِ تحريْرِ اليَمَنِ الجَنُوْبيِّ مِنَ الاحتِلالِ البريطانيِّ ، وشُهَدَاءُ في زَمَنِ النِّظامِ الشُّمُوليِّ فِي مَراحِلِ ومُنْعطَفَاتِ الثَّورَةِ الوَطَنيَّةِ، وشُهدَاءُ مِنْ أجلِ الوَحدَةِ اليمَنيَّةِ المُبارَكةِ ، خلَّدَهُمُ اللهُ في جنَّاتِهِ الوَاسِعَة.
وعَوْدَةً إلى الحَدِيثِ عَنْ فَقِيدِنا الغَالي ، ولمَاذَا نَكتُبُ عَنٌ شَخْصيَّةٍ عَزيزَةٍ فَقَدْنَاها، ولَنْ تَقرَأَ مَا سَنكْتبُهُ عَنهَا بِطبِيعةِ الحَالِ ، الجَوَابُ بٍبسَاطَةٍ هُوَ مِنْ أجْلِ التَّعريفِ بمَنَاقِبِهِ ، وبِشَخصيَّتِهِ الفَذَّةِ ، وبِأعمَالِهِ الخَالِدةِ الوَضَّاءَةِ، وكَي يَتعَلَّمَ الأبْنَاءُ والحَفَدَةُ مِنْ دُرُوسِ تَجربتِهِ الثَّريَّةِ ، وكَي نَتذكَّرَهُ بِحُبٍّ، ونَدْعُوَ لَهُ عِندَ اللهِ سُبحانَهُ وتَعَالَى بالَمغِفرَةِ والرَّحْمَةِ والخُلُودِ في الجَنَّةِ ، هَذِهِ بِضْعَةٌ مِنْ مَشَاعِر ِالأحْيَاءِ تُجَاهَ حَبٍيبِهُمُ الغَالِي الَّذي فَقَدُوهُ في دَوَّامَةِ قَسَمَاتِ الحَيَاةِ وتَعَاريْجِها الوَعِرةِ ، وفي زَحْمَةِ وتَراكُمِ مَهامِّ العَمَلِ اليَومِيِّ ، وفي غَمْرَةِ جَفَافِ المَشَاعِرِ الانْسَانِيَّةِ لَدَى البَعْضِ للأسَفِ الشَّديْد. لقَدْ نَهَلَ الحَاجُّ المُجَاهِدُ علي بن صالح (أبو) حُسين الفِكرَ والفِقْه َوالثَّقافةَ الاسْلامِيَّةَ مُنذُ كَانَ شَابَّاً يَافِعاً مُفْعَماً بفكْرِ النِّضالِ الانسَانيِّ المُقَاومِ للاحتِلالِ البريطانيِّ المُغتَصِبِ ، وَتتَلمَذَ في مدرَسةِ الفِكْرِ الإسْلامِيِّ المُعْتَدلِ وعَلى ثَقافةِ كَوكَبةٍ مِنَ الجَهَابِذَةِ العُلمَاءِ الكِبَار ِيومَذَاكَ، أمثَالُ العَلَّامَةِ الكَبيرِ مُحمَّد بن سَالم البَيْحاني ، والعَلَّامَةُ بَاحَمِيْش ، والعَلَّامَةُ العَبَّادِي ، والعَلَّامَةُ الجُنيْدي والعَلَّامَةُ كعِيتي المحْضَار، رحْمةُ اللهِ عَلَيْهمْ جَمِيْعاً ، نَهلَ منْهُمْ مَا استطَاعَ مِنَ الفِكْرِ، وطوَّرَ ِبِمَدَارِكِهِ المُسْتطاعَ مِنَ التَّجربةِ ومُنَاخاتِها القَاسِيَةِ.
التقيتُهُ مِراراً في كُلٍّ مِنْ مُحافَظةِ شَبْوةَ ، ومَديْنةِ عَدَن ، ومَدينَةِ جِدَّةَ بالمَهْجَر ، وفي كُلِّ لقَاءٍ تَشعُرُ أنَّكَ أمَامَ شَخصَّيةٍ جَادَّةٍ مُتنوِّعَةِ الثَّقَافةِ وثَريَّةٍ بالمَعلُومَاتِ التَّاريْخيَّةِ المُفِيْدَةِ للأجْيَالِ ، ذَلكَ الثَّرَاءُ الفِكْرِيُّ والفِقْهِيُّ المُتنوِّعُ ناتَجٌ مِنْ قِرَاءَاتِهِ وكِتَابَاتِهِ وتَجارِبِهِ الوَاسِعَةِ في الحَيَاةِ السِّيَاسِيَّةِ وَالعَمَلِيَّةِ والاجْتِمَاعِيَّةِ ومِنْ تنَوُّعِ الشَّخْصِيَّاتِ الحِزْبِيَّةِ والعِلْمِيَّةِ ِوالاجْتِمَاعِيَّةِ الَّتي زَامَلَها ورَافَقَها في مَسِيْرَةِ حَيَاتِهِ وتَجْربتِهِ الطَّويْلَةِ.
وعَلى الصَّعِيْدِ العُرُوبِيّ القَوْمِيِّ فأنَّ لَهُ مَوْقِفَاً صُلْباً وصَادِقَاً وشُجَاعَاً وَثَابِتَاً إلى جَانِبِ حَقِّ الشَّعْبِ العَرَبيِّ الفِلِسْطِيْنيِّ،ومُقَاوَمَةِ الاحْتِلالِ الصُّهيُونيِّ الإسْرائيليِّ ، مُنطَلِقاً مِنْ اقتِناعَاتٍ عَقَديَّةٍ وقوْمِيَّةٍ عُرُوبِيَّةٍ وَاضِحَةٍ ،وَهُوَ مُتقَدِّمٌ في اقتِنَاعَاتِهِ ومَواَقفِهِ مَعَ الشُّعُوْبِ العَرَبيَّةِ والإسْلاميَّةِ وحُرِّيتِهَا واسْتقْلالِها ، ضِدَّ المُسْتَعمِرِ بِكُلِّ ألْوَانِهِ وأشْكَالِهِ.
كُنْتُ أتمَنَّى مِنَ الأهْلِ أنْ يُوثِّقُوا تَجْرِبَةَ الفَقِيْدِ الثَّريَّةَ؛ كَي تُوزَّعَ عَلَى الأجْيَالِ لتَعْمِيْمِ المَعْرِفَةِ والفَائدَةِ والتَّعلُّمِ مِنْها ؛ لأنَّ مِثْلَ هَؤلَاءِ الشَّخْصِيَّاتِ المُثقَّفَةِ والمُتفَقِّهَةِ في الغَالِبِ هُمْ نَادِرُوْنَ جِدَّاً في حَيَاتِنا وأسَرِنا بِالرِّيْفِ اليَمَنيِّ.
جَمِيْعُنا رَاحِلٌ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا العَابِرَةِ الفَانِيْةِ ، ولَنْ يَبْقَى للإنْسَانِ مِنْ أثَرٍ إلا أعمالُهُ الطَّيِّبةُ ومَآثرُهِ الحَسَنةُ ، وَابنَاءُ بَارُّوْنَ يَدْعُونَ لَهُ، وصَدَقةٌ جَاريَةٌ تُوازِيْهِ جَمِيْعُنا رَاحِلٌ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا العَابِرَةِ الفَانِيْةِ ، ولَنْ يَبْقَى للإنْسَانِ مِنْ أثَرٍ إلا أعمالُهُ الطَّيِّبةُ ومَآثرُهِ الحَسَنةُ ، وَابنَاءُ بَارُّوْنَ يَدْعُونَ لَهُ، وصَدَقةٌ جَاريَةٌ تُوازِيْهِ في خُلُوْدِ الذِّكرَى .. عَنْ أبي هُريْرةَ -رَضِي َاللهُ عَنهُ- أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- قالَ: إذا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقطَعَ عَملُهُ إلَّا مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَةٍ جَاريَةٍ،أوْ عِلْمٍ يُنتفَعُ بِهِ، أوْ وَلدٍ صَالِحٍ يدْعُو لَهُ" رَواه مُسْلِم.
ولذَلكَ ولمَعرفِتي الشّّخصيَّةِ بهِ ِوبتجربتِه الثَّرِيَّةِ النَّاضِجة ِ، أتمنّى أنْ ترَى تَجْربتُهُ المُوثقَّةُ المَكتُوبَةُ النُّوْرَ والعَلَنَ عَمَّا قرِيْبٍ بإذنِ اللهِ تَعالى ، وهَذَا مُنتَهى العَشمِ في أبنَائهِ الكِرَامِ أنْ يُخلِّدُوا ذِكرَى والدِهِمْ بهذَا الكِتَابِ المُنتَظرِ بإذنِْ اللهِ تَعَالى ، وهُوَ كِتابٌ أو عَدَدٌ مِنَ المُجلَّدَاتِ ،- لا ضَيرَ في ذَلكَ - عنْ تجْربةِ المُجَاهِد ِوالعَالمِ الكَبيْر ِعلي بن صالح بَاهُميل الهِلالَي ، رَحمَةُ اللهِ عَلَيهِ، وأنزله مُنزلاً كريماً في جنَّاتِ الفِرْدَوْسِ الأعلى،ولَا حَولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ العَظيْم .
وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلْيْمٌ
أ.د. عبدالعزيز صَالح بن حَبتُور
رَئيْسُ مجْلِسِ وُزرَاءِ حُكُومَةِ الإنقَاذِ الوَطَنيِّ /
صَنعَاء يومَ الأحد - المُوافقُ 24/ سبتمبر / 2023م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.