حمل خطاب المشير الرّكن الرّئيس مهدي المشاط العديد من الرّسائل السّياسيّة والعسكريّة والاستراتيجيّة للمنطقة والعالم فاليمن الخارج من عدوان استمرّ لتسع سنوات من قبل دول التّحالف العدوانيّ السّعوديّ الإماراتيّ الأمريكيّ خرج اليمن منتصراً وأكثر صلابةً وقوّةً وإصراراً على مواجهة الاستكبار العالمي ونصرة الشّعب الفلسطينيّ وقضيته التي لم تغب عنه بالرّغم من العدوان. انتصار اليمن الذي أسّس لمرحلةٍ جديدةٍ تحوّلت فيها حركة أنصار الله إلى قوّةٍ إقليميّةٍ مقاومةٍ لها تأثيراتها وتمتلك من القدرات ما تستطيع أن تغيّر بها المعادلات وتثبّت قواعد اشتباكٍ جديدة. ذلك اليمن الذي لم تردعه سنوات العدوان الكونيّ ولا حجم الدّمار الهائل ولا عدد الشّهداء الكبير من التخلّي عن واجباته الإنسانيّة والأخلاقيّة والدّينيّة والقوميّة تجاه فلسطين. وهو أمر أثبتته القيادة اليمنيّة قولاً وفعلاً بدأ من قائد الثّورة السّيّد عبد الملك الحوثي ومروراً برئيس المجلس السّياسيّ المشير مهدي المشاط وكلّ القيادات السّياسيّة وصولاً إلى الشّعب الذي لم ولن يفرّط في القضية الفلسطينيّة. وما شاهدناه من عمليّات إطلاق صواريخَ وطائراتٍ مسيّرةٍ استهدفت مدينة إيلات وغيرها من مستعمرات الاحتلال منذ اليوم الأوّل للعدوان على غزّة أكبر دليل على مدى صدقيّة هذا الشعب ووفائه وإخلاصه للقضية الفلسطينيّة وما تلى ذلك من عمليّات استهدافٍ للسّفن الصّهيونيّة وسفن الشّركات التي تتعاون مع العدوّ الاسرائيليّ وفرض حظر وحصار عليها في باب المندب أعطى مصداقية أكبر لأنصار الله أدّى إلى انقلابٍ على المستوى الدّاخلي والخارجيّ. فعلى المستوى الدّاخلي حظيت حركة أنصار الله بتأييدٍ شعبيٍّ حتّى في أوساط المرتزقة والمنقلبين على صنعاء التي شهدت عودة الكثيرين إليها بعد تمرّدهم على قيادتهم في عدن وغيرها من المناطق المحتلّة من قبل مرتزقة الإمارات ونظام آل سعود. أمّا على المستوى الخارجي فقد تميّز الحضور اليمنيّ منفرداً في قيادة معركة البحر الأحمر نصرة لفلسطين رغم عدم تكافؤ قوى المواجهة وخروج الملايين من الشّعب اليمنيّ إلى الشّارع إسبوعيّاً ما هو إلّا عملية استفتاء على اتخاذ القرار بدخول الحرب وتحمّل المسؤوليّة الشّرعيّة والقوميّة أمام فلسطين وهو ما تحدّث عنه قائد الثّورة السّيد عبد الملك الحوثي مراراً وتكراراً وأكّده رئيس المجلس السّياسيّ مهدي المشاط في كلمته خلال ترؤسه اجتماعاً للقيادات العسكريّة في محافظة الحديدة متحدّثاً عن تطلعات الشّعب اليمني التوّاق للحريّة، والرّافض للضّيم، بقيادة قائد يمثّل تطلعات هذا الشّعب، بالتالي علينا في القوّات المسلّحة أن نكون عند مستوى رهان هذا الشّعب علينا، وكلي ثقة بأنّكم على مستوى هذه التّطلعات وما خروج الملايين في السّاحات إلّا لتأييدكم كونكم تمثّلون عنفوان هذا الشّعب، وصفوته بل أنتم طليعة هذا الشّعب في القوّات المسلّحة وباكورة النّصر وتمثّلون موقفه وإذا تطوّرت المعركة سيكون الشّعب معكم، وإلى جانبكم. فنحن في الجمهورية اليمنيّة شعب أربعين مليون مقاتل؛ سينطلق بإذن الله سبحانه وتعالى إذا ما استدعت الظّروف اللازمة. أمّا الرسائل الأهم في كلمة الرّئيس المشاط فقد وجّهها مباشرة إلى الولاياتالمتحدة الأمريكيّة والعدوّ الاسرائيليّ من خلال التّهديد المباشر مخاطباً تلك القوى الشّيطانيّة بالمباشر قائلاً: أيّها الأمريكيّ المتصهين، أيّها الاسرائيليّ، نحن في القوّات المسلّحة اليمنيّة سنظلّ على ذلك القرار، وسننفّذ ذلك القرار حتى توقف عدوانك على أهلنا في غزّة، وتوقف حصارك، وتوقف عدوانك، وتترك التكبّر على المستضعفين في أهلنا في غزّة. نحن أمّة لا يمكن أن نسكت، ولا يمكن أن نتحمّل برنامجكم القديم (الغطرسة والاستكبار)، هذا غير وارد في قاموسنا، بعد أن ربينا أنفسنا على ثقافة القرآن والجهاد، فالحماقة، التي ارتكبتموها في البحر الأحمر ضد أبنائنا في القوّات البحريّة، لن أقول إلّا ما قاله السّيد القائد: الرّد آت، وما في رأس خيلك اركبه، سيأتيك الردّ. خطاب الرّئيس المشاط لم يعهده الغرب من رئيس أو حتّى مسؤول عربيّ رسمي حمل العديد من الرّسائل التي تقول ما يلي: 1 – ظهور الرّئيس المشاط ببزّته العسكريّة يعني إعلان اليمن من قائده ورئيسه وقيادته السّياسية إلى أصغر طفلٍ يمنيٍّ قرار التصدّي للعدوان الأمريكيّ الصّهيوني مهما بلغت التّضحيات 2 – نشوء حالة تمرّد من بعض الدّول والأنظمة على الولاياتالمتحدة والكيان الصّهيوني نتيجة الموقف اليمنيّ ومن نتائجه توقيع الرّئيس الصومالي حسن شيخ محمود على إلغاء الاتفاقيّة المبرمة بين حكومة إثيوبيا (حليفة الكيان الصّهيوني ) بشأن المنفذ البحريّ 3 – حضور اليمن الكبير في محور المقاومة سيرسم معالم شرق أوسط سياديّ ومقاوم بعد إعلان الانتصار في غزّة قال اليمن كلمته التي أرست قواعد اشتباكٍ جديدة مع الكيان الصّهيوني والولاياتالمتحدة الأمريكيّة وحلفها في البحر الأحمر الذي مات قبل ولادته وباتت أمريكا تتصدّر الموقف وحيدة وبالتالي فإنّ أيّة حماقة سترتكبها ستدفع ثمنها غالياً هي ومن معها ذلك عهد ووعد مهرته دماء الشّهداء من غزّة إلى لبنان وسوريا وإيران والعراق واليمن وعد إلهي يقول ابشروا بالنّصر الآتي من البحر الأحمر.